بارك الله في الجميع.
ـ[د. حقي إسماعيل]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 09:16 م]ـ
قريشٌ أفصحَ العرب .... كيف ولماذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
معرفة الرديء المذموم من اللغات وهو أقبحُ اللغات وأنزلُها درجة
قال الفراء: كانت العربُ تحضر المَوسِم في كل عام وتحجُّ البيتَ في الجاهلية وقريشٌ يسمعون لغاتِ العرب فما اسْتحسنوه من لغاتهم تكلّموا به فصاروا أفصحَ العرب وخلَتْ لغتُهم من مُستبْشع اللغات ومُستقبَح الألفاظ
من ذلك:
الكَشْكَشة وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شِيناً فيقولون: رَأَيْتُكش وبكَش وعَليْكَش فمنهم من يُثبتُها حالةَ الوقف فقط وهو الأشْهر ومنهم من يُثبتها في الوصل أيضاً ومنهم من يَجعلها مكانَ الكاف ويكسرها في الوصل ويُسكنِّها في الوقف فيقول: مِنْش وَعَليْش.
الكَسْكَسة وهي في ربيعة ومُضر يجعلون بعد الكافِ أو مكانها في المذكر سيناً على ما تقدّم وقصدوا بذلك الفَرْقَ بينهما.
العَنْعََنة وهي في كثير من العرب في لغة قيس وتميم تجعل الهمزة المبدوء بها عيناً فيقولون في أنك عنّك وفي أسْلم عَسْلم وفي أذُن عُذُن.
الفَحفَحة في لغة هُذَيل يجعلون الحاء عَيْناً.
الوكْم في لغة ربيعة وهم قوم من كَلْب يقولون: عليكِم وبكِم حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة.
الوهْم في لغة كلْب يقولون: منهِمْ وعنهِم وبينهِمْ وإن لم يكن قبل الهاء ياءٌ ولا كسرة.
العَجْعَجَة في لغة قضاعة يجعلون الياء المشدَّدة جيماً يقولون في تميميّ تميمِجّ.
الاستنطاء في لغة سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار تجعل العين الساكنة نوناً إذا جاورت الطاء كأنْطي في أعْطِي.
الوتم في لغة اليمن تجعلُ السِّين تاء كالنات في الناس.
الشَّنشنة في لغة اليمن تجعل الكاف شيناً مطلقاً كلبَّيْش اللهم لبَّيْش أي لبيك.
وقال ابن فارس في فقه اللغة: باب اللغات المذمومة - فذكر منها العَنْعَنَة والكشكشة والكَسكَسة والحرف الذي بين القاف والكاف في لغة تميم والذي بين الجيم والكاف في لغة اليمن وإبدال الياء جيماً في الإضافة نحو غُلامج وفي النسب نحو بَصرجّ وكُوفِجّ.
ومن ذلك الخَرْم وهو زيادةُ حرف الكلام لا الذي في العروض كقوله: ولا للما بهم أبداً دواء وقوله: وصاليات كَكَما يُؤَثْفَيْنْ قال: وهذا قبيحٌ لا يزيد الكلام قُوَّة بل يُقَبِّحه.
وذكر الثعالبي في فقه اللغة من ذلك:
اللَّخْلَخَانيَّة تَعْرِض فِي لغة أعراب الشِّحْر وعُمان كقولهم: مَشَا اللّه كان يريدون: ما شاء اللّه كان.
والطُّمْطُمانيَّة تَعْرِض في لغة حِمْيَر كقولهم: طاب أمْهَوَاء: أي طاب الهواءُ.
وهذه أمثلة من الألفاظ المفردة: في الجمهرة: الطَّعْسَفَة لغةٌ مرغوب عنها يقال: مرَّ يُطَعْسِفُ في الأرض إذا مرَّ يَخْبِطُهَا.
وفي الغريب المصنف: يقال حفرت البئر حتى أَمَهْتُ وأَمْوَهْت وإن شئتَ أَمْهَيْتُ وهي أبعد وفي الجمهرة: تَدَخْدَخ الرجل إذا انقبض لغةٌ مرغوب عنها ورضَبَت الشاة لغةٌ مرغوب عنها والفصيح رَبَضَتْ.
وقال ابن السراج في الأصول: اعلم أنه ربما شذَّ من بابه فينبغي أن تعلم أن القياس إذا اطَّرَد في جميع الباب لم يكن بالحرف الذي يشذّ منه.
وهذا مستعمل في جميع العلوم ولو اعتُرض بالشاذّ على القياس المطّرد لبطل أكثرُ الصناعات والعلوم فمتى سمعت حَرْفاً مخالفاً لا شكَّ في خلافه لهذه الأصول فاعلم أنه شذّ فإن كان سُمع ممن تُرْضَى عربيته فلا بدّ من أن يكون قد حاول به مذهباً أو نحا نحْواً من الوجوه أو استهواه أمرٌ غلطه.
القيصري
أخي الكريم القيصري.
سلام الله عليك.
هذه مسائل نوقشت وشرحت في كتب فقه اللغة، ولعل من أبرز من درسها وشرحها شرحا يكاد يكون وافيا د. صبحي الصالح في كتابه: (دراسات في فقه اللغة).
فيأك الله بالخير.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 03:20 ص]ـ
هذا الموضوع له علاقة بموضوع مشابه لذلك رفعته ليستفيد منه من يرغب الإستزادة حول موضوع أول من نطق العربية الفصحى
ـ[د. وسام البكري]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 04:52 ص]ـ
الأستاذ الفاضل نعيم الحداوي
السلام عليكم
عذراً لك .. لا أعرف ما الذي تقصده بقولك (رفعته)
في قولك:
هذا الموضوع له علاقة بموضوع مشابه لذلك رفعته ليستفيد منه من يرغب الإستزادة ...
رفعته: وضعته.
رفعته: نقله من مكانه.
وفي كل الأحوال .. اطّلعت على موضوع (صدق أو لا تصدّق)، فلم أجد فيه إشارة توحي بتكرار الموضوع كما تفضّل به الأساتذة الأفاضل، فموضوع (الكشكشة وأخواتها ... هل سمعت بهن؟) لا يتطابق أبداً مع موضوع (صدق أو لا تصدّق)، بل لم أجد ذكراً لهذه اللهجات في الموضوع الأخير سوى الإشارة إجمالاً من دون تفصيل أسمائها، وذِكر الناطقين بها.
نعم .. يكون الاعتراض عليه لأنّه ذكرَ (معرفة الرديء المذموم من اللغات وهو أقبحُ اللغات وأنزلُها درجة) سيراً على نهج القدماء وبعض المحدثين.
وهو بخلاف موضوع (صدق أو لا تصدق) الذي أثبت أهمية اللغات أو اللهجات القديمة جميعها في الدرس النحوي أو اللغوي.
وأرى ـ بتواضع ـ أنّ الإبقاء على الموضوع لا يخلو من فائدة، ففيه شيء من التفصيل في ذكر لغات العرب وإن لم تُستقصَ.
وللحديث صلة في (لغات العرب قديماً وصلتها باللهجات الحديثة) نهاراً إن شاء الله.
¥