تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 05 - 2006, 03:34 م]ـ

الأستاذ الفاضل (أبا محمد المنصور)

جزاك الله خيرا على التعقيب

واسمح لي بالتعقيب - بارك الله فيك

أولا: ما تفضلتَ بذكره من احتجاج بعض العلماء بشعر المتنبي قد اختلف الناس في فهمه وتأويله، فقال بعضهم: هذا استئناس وليس استشهادا، وقال بعضهم - وأنت بارك الله فيك منهم - بأن ذلك احتجاج وليس استئناسا، فنحن اختلفنا في هذا الفهم في صنيع المتقدمين، فمن ذا يحكم بيننا في هذا الاختلاف؟!

أما الزمخشري فصنيعه في هذا معروف، وقد احتج - مثلا - ببيت لأبي تمام ثم قال: وهذا وإن كان لا يحتج به، إلا أنه إمام في اللغة، فاجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه.

وابن السيد البطليوسي في شرحه على أدب الكاتب احتج ببيت للمتنبي ثم قال:

والمتنبي لا يحتج به إجماعا، ولكن في بيته حجة من جهة أخرى، وهي أن الناس عنوا بانتقاد شعره، ولم يعرف لهم كلام على هذا الموضع، فدل على أن لم يكن عندهم فيه أصل.

فأنت ترى - سيدي - أن لبعض العلماء تأويلات في احتجاجهم بشعر المتنبي، فلا يصح - والحال هذه - أن نجعل من الاحتجاج بكلامهم قاعدة عامة، لأننا بذلك نخرق ما قرره علماؤنا من بيان لعصور الاحتجاج المتفق عليها.

والحجة - كما هو معلوم - لا بد أن تكون مسلمة للطرفين حتى يصح للمناظر أن يحتج بها - فحتى لو لم يكن في المسألة إجماع فلا يصح أن تحتج بشعر المتنبي والجمهور - إن لم يكن الإجماع - على عدم جواز الاحتجاج بشعره.

وإذا كان صنيع بعض العلماء يوهم الاحتجاج بشعره، ووجدنا لفعلهم تخريجا لا يعارض صنيع غيرهم من العلماء فإن هذا التخريج يكون أولى من حمل كلامهم على معنى مخالف لغيرهم؛ لأن الأمر - كما تعلمون - أن الوفاق خير من الخلاف.

ولعلكم تعرفون أن شروح ديوان المتنبي كثيرة، وقد عالجها لغويون مشهورون كابن جني والعكبري والمعري وغيرهم، فلم ينزلوا كلام المتنبي منزلة الاحتجاج، بل هم ينظرون فيما أخطأ فيه فأحيانا يلتمسون له العذر بالاحتجاج له، وأحيانا يخطئونه، فدل صنيعهم على أن شعره ليس بحجة؛ لأنه لو كان حجة في نفسه لما احتاج أن يحتج له بحجة أخرى

وإذا كنتَ قد أشرتَ - بارك الله فيك - إلى من درسوا قضية الاحتجاج والاستئناس، فدعني أذكر لك كتابا من أفضل الكتب في هذا الباب، وهو كتاب (بين الاستئناس والاحتجاج في كتب النحو) للدكتور محمد أحمد علي سحلول.

والله الموفق.

(تنبيه)

رأيتَ فيما سبق من كلامي أن هذا الإجماع ذكره ابن السِّيد البَطَلْيَوْسِي ولست أنا.

(تنبيه آخر)

ذكرتَ - أكرمك الله - التفريق بين اللغة والنحو في هذا الباب، فهل من سابق لك في هذا القول؟ الرجاء البيان

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 05 - 2006, 04:39 م]ـ

(تنبيه) ذكرتُ فيما سبق من كلامي أن شرح ديوان المتنبي للعكبري، والصواب أنه ينسب للعكبري، وليس له كما حققه غيرُ واحد من المحققين، ومنهم الشيخ عبد الرحمن العثيمين حفظه الله.

ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 11:32 ص]ـ

تنبيه نبيه: مشكور جدا، أبو مالك ..

وقد نقل الطناحي رحمه الله تعالى صحة النسبة لابن عدلان .. فلا داعي لإعادة ذلك!

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 01:27 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الكريم

ولكن لم أفهم قولك (فلا داعي لإعادة ذلك!)

ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 12:47 م]ـ

أعتذر .. أبو مالك.فقد سبق التنبيه إلى ذلك في منتدانا هذا، في بحث عزيز! أود لو تطلع عليه. وعنوانه: صدق .. أو لا تصدق!

ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 10:34 م]ـ

:::

هذه بعض النقول المتعلقة بالموضوع:

قال الشافعي:

فَنَاظِرْ مَنْ تُنَاظِرُ في سُكُونٍ حليماً لا تلحُ ولا تكابر

يُفِيدُكَ مَا اسْتَفَادَ بِلا امْتِنانٍ مِنَ النُّكَتِ اللَّطِيفَة ِ وَالنَّوَادِر

وقال الأزهري في "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" ج1/ص227

" وقوله: حتى تقوم بينة أن قد أفاد مالا، معناه استفاد، والإفاده في كلام العرب له معنيان متضادان: يقال: أفاد غيره مالا إذا أعطاه وأفاد مالا، أي استفاده لنفسه".

وفي ديوان الحماسة ج2/ص288: " أفاد وأفدت بمعنى استفاد واستفدت".

وفي "درة الغواص في أوهام الخواص" ج1/ص125: " وجاء في أخبار النحويين أن النضر بن شميل المازني استفاد بإفادة هذه الحرف ثمانين ألف درهم" ومراده بالحرف تفريق النضر بين سداد بفتح السين وكسرها، حيث قال: " السداد بفتح السين القصد في الدين والسبيل والسداد بالكسر البلغة وكل ما سددت به شيئا فهو سداد".

وفي التاج "ج33/ص495 ": "وقِيلَ تَنَشَّمَ منه عِلْمًا: إِذَا اسْتَفَادَ منه"

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير