تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن أبي وجرة عن أبيه قال: حضرت الخنساء بنت عمرو بن الشريد حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله غيره أنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدنيا الفانية، يقول الله: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون "، فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين. فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سباقها، وجللت ناراً على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة.

فخرج بنوها قابلين لنصحها، عازمين على قولها فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم وأنشأ أولهم يقول:

يا إخوتي إن العجوز الناصحه ... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه

مقالة ذات بيان واضحه ... فباكروا الحرب الضروس الكالحه

وإنما تلقون عند الصائحه ... من آل ساسان كلابا نابحه

قد أيقنوا منكم بوقع الجائحه ... وأنتم بين حياة صالحه

أو ميتة تورث غنماً رابحه

وتقدم فقاتل حتى قتل رحمه الله. ثم حمل الثاني وهو يقول:

إن العجوز ذات حزم وجلد ... والنظر الأوفق والرأي السدد

قد أمرتنا بالسداد والرشد ... نصيحة منها وبرا بالولد

فباكروا الحرب حماة في العدد ... إما لفوز بارد على الكبد

أو ميتة تورثكم غنم الأبد ... في جنة الفردوس والعيش الرغد

فقاتل إلى أن استشهد رحمه الله. ثم حمل الثالث وهو يقول:

والله لا نعصي العجوز حرفاً ... قد أمرتنا حرباً وعطفا

نصحاً وبراً صادقاً ولطفاً ... فباكروا الحرب الضروس زحفا

حتى تلفوا آل ساسان لفا ... أو تكشفوهم عن حماكم كشفا

إنا نرى التقصير عنهم ضعفا ... والقتل فيكم نجدة وعرفا

فقاتل حتى استشهد رحمه الله، ثم حمل الرابع وهو يقول:

لست لخنساء ولا للأحزم ... ولا لعمرو ذي السناء الأقدم

إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ... ماض على الهول خضم خضرم

إما لفوز عاجل ومغنم ... أو لوفاة في السبيل الأكرم

فقاتل حتى قتل رضي الله عنه وعن إخوته.

فبلغها الخبر فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة لكل واحد مائتي درهم حتى قبض رضي الله عنه.

(منقول بتصرف من الوافي في الوفيات و الاستيعاب في معرفة الأصحاب)

و يلفت نظري في هذه الأشعار إطلاق لفظة "العجوز" على الأم، و كنت أحسب أن هذه لهجة حديثة مقصورة على منطقة من مناطق اليمن، و لا أدري أيوجد ما يشابه ذلك في الدول العربية الأخرى؟

ـ[أبو اليسر]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 04:01 م]ـ

و يلفت نظري في هذه الأشعار إطلاق لفظة "العجوز" على الأم، و كنت أحسب أن هذه لهجة حديثة مقصورة على منطقة من مناطق اليمن، و لا أدري أيوجد ما يشابه ذلك في الدول العربية الأخرى؟

بارك الله فيك أخي الأحمدي،،

وعلى عجل أقول:

نعم هي مستخدمة في بادية الحجاز وقراها،،

أسمعها من بعض أبنائهم!!

وفي جنوب السعودية (منطقة الباحة) يطلقون الأم والجدة لفظة (الكهلة)،،

وأعتقد أن ذلك غير محبب إن كان الغرض منه التقليل من شأنهن،،

وجاء في لسان العرب (نقلاً من موقع الوراق):

[والعَجُوز والعَجُوزة من النساء: الشَّيْخَة الهَرِمة؛ الأَخيرة قليلة، والجمع عُجُز وعُجْز وعَجائز، وقد عَجَزَت تَعْجُزْ عَجْزاً وعُجوزاً وعَجَّزَتْ تُعَجِّزُ تَعْجِيزاً: صارت عَجُوزاً، وهي مُعَجِّز، والاسم العُجْز. وقال يونس: امرأَة مُعَجِّزة طعنت في السن، وبعضهم يقول: عَجَزَت، بالتخفيف. قال الأَزهري: والعرب تقول لامرأَة الرجل وإِن كانت شابة: هي عَجُوزُهُ، وللزوج وإِن كان حَدَثاً: هو شَيْخُها، وقال: قلت لامرأَة من العرب: حالبي زوجكِ، فَتَذَمَّرَتْ وقالت: هلا قلتَ حالبي شَيْخَكِ؟ ويقال للرجل عَجُوز وللمرأَة عَجُوز. ويقال: اتَّقِي الله في شَبِيبَتِكِ وعُجْزِك أَي بعدما تصيرين عَجُوزاً. قال ابن السكيت: ولا تقل عَجُوزَة والعامة تقوله. وفي الحديث: إِن الجنة لا يدخلها العُجُز؛ وفيه: إِياكم والعُجُزَ العُقُرَ؛ قال ابن الأَثير: العُجُز جمع عَجُوز وعَجُوزة، وهي المرأَة الكبيرة المسنَّة، والعُقُر جمع عاقِرٍ، وهي التي لا تلد. ونَوى العَجُوزِ: ضرب من النَّوَى هَشٌّ تأْكله العَجُوزُ لِلينِه]

والله أعلم

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 04:52 م]ـ

شكر الله مساعيكم أخوتي فهلا من عودة إلى الألقاب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير