ـ[أبو سارة]ــــــــ[10 - 08 - 2006, 03:58 ص]ـ
الأستاذ قصي علي عبد الله الدليمي وفقه الله
السلام عليكم
أسلوبك في الطرح وفي مناقشتك مع بعض الأساتذة والإخوة في الفصيح غير سوي ويحتاج إلى إعادة نظر، لأنه مشحون بالشدة مع الانتقاص لقدرهم في بعض الأحايين.
ولعلك تراجع ماتقدم في هذه المشاركة، أو على هذا الرابط ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13284).
وها أنت تختلف مع الأستاذ الأحمدي في مسألة، فقام بتبيين حجته لك أملا في أن تردها وفق معايير الرد العلمي، وإذا بك تقلب النقاش فتنقله لتنتقص شخصه دون أن ترد على مخالفته لك برد علمي مقنع.
وهذا الأسلوب غير مقبول ولا نرضاه لا منك ولا عليك.
وكلام الأستاذ الأحمدي في مسألة الترضي لاغبار عليه، بل هو الصحيح.
لأن قولك عن شخص ما (رضي الله عنه) معناه أنك علمتَ برضى الله عنه،وهذا ممتنع في حق البشر عقلا وشرعا ولغة،لأنه (توقيع عن رب العالمين).
هذا ما أعرفه وأعلمه، وإن أتيتني بما يرده من أقوال العلماء المعتبرين بالأدلة والشواهد، فأنا متراجع عما قلتُ ولا ضير في ذلك ألبتة.
خلاصة القول، قد أخطأت يا أستاذ قصي في حق الأستاذ الأحمدي،والأحمدي من الناس الذين ماعهدنا منهم إلا بذل العلم وسعة الصدر وطيب السيرة في المنتدى،وله حق مؤكد علينا.
لذا، أرجو ثم أرجو عدم تكرار هذا الأسلوب مستقبلا مع أحد المنتدين.
والسلام
ـ[الأحمدي]ــــــــ[10 - 08 - 2006, 04:58 ص]ـ
الحمد لله أولا و آخرا
ثم شكرا لكم و جزاكم الله خيرا
ـ[معالي]ــــــــ[10 - 08 - 2006, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم
لا أعرف _تقصيرًا مني_ رأي أهل العلم في قول "رضي الله عنه", وإن كان عدم سماعنا لأحد العلماء يلفظ بهذا القول في حق أحد غير الصحابة يشي بأن ثمة مانعا شرعيا يحول دون ذلك, والله تعالى أعلم.
لكن لي اعتراضا لغويا على رأي الشيخين الأحمدي وأبي سارة:
قولك عن شخص ما (رضي الله عنه) معناه أنك علمتَ برضى الله عنه.
يعلم أستاذاي أن الخبر قد يطلق ويراد به الأمر, وهذا أسلوب بلاغي معروف وأكثر ما يكون في الدعاء, كقولنا: غفر الله له, ورحمه الله.
ومثل هذه الجمل كما هو معلوم تسمى خبرية اللفظ إنشائية المعنى.
وعليه فلا يمكن أن يكون مقصود الأستاذ قصي أن الله قد رضي عن المذكور فعلا لأن هذا من الرجم بالغيب الذي أربأ بالأستاذ أن يقصده, بل أعتقد أنه يريد الدعاء بالترضي عنه, وهذا ما لا نعرف أحدًا أقره من علمائنا المعتبرين, والله أعلم.
ـ[الأحمدي]ــــــــ[10 - 08 - 2006, 02:08 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
لو ذهبنا إلى أحد الملتقيات الشرعية لوجدنا الكثير من هذه الأمثلة: معرّف العضو ثم تحته "عفا الله عنه"، "غفر الله له"، "عامله الله بلطفه".
لكن هل نجد و لو تحت معرف عضو واحد "رضي الله عنه"؟ لا، لم أر في حياتي.
لماذا؟ و مالفرق بين "غفر الله له" و "رضي الله عنه"؟
لأن "رضي الله عنه" أصبحت علماً على الصحابة فقط، و استنبطت من قوله تعالى:
"وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"
و هو - عز و جل- و إن قال "و الذين اتبعوهم باحسان"، فلفظة "رضي الله عنه" لا تجوز إلا إذا ذكر التابعي - مثلا - ملحقا بالصحابي، كقولنا: "رضي الله عن أبي بكر و ابنه و احفاده" و الله أعلم ... (مزيد من التوضيح بالأسفل).
كما هي "صلى الله عليه و سلّم" علم على الرسول فقط، و استنبطت من قوله سبحانه:
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً"
قد يقول قائل: ثبت في صحيح البخاري هذا الحديث:
"حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى"
أفلا يجوز لنا أن نقول: فلان "صلى الله عليه"؟ و من باب أولى "رضي الله عنه"؟
نقول: يرد على هذا الحافظ ابن حجر في فتح الباري فيقول:
"فَلَا يُقَال قَالَ أَبُو بَكْر صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ صَحِيحًا، وَيُقَال: صَلَّى اللَّه عَلَى النَّبِيّ وَعَلَى صِدِّيقه أَوْ خَلِيفَته وَنَحْو ذَلِكَ. وَقَرِيب مِنْ هَذَا أَنَّهُ لَا يُقَال: قَالَ مُحَمَّد عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ صَحِيحًا، لِأَنَّ هَذَا الثَّنَاء صَارَ شِعَار اللَّه سُبْحَانه لَا يُشَارِكهُ غَيْره فِيهِ. وَلَا حُجَّة لِمَنْ أَجَازَ ذَلِكَ مُنْفَرِدًا فِيمَا وَقَعَ مِنْ قَوْله تَعَالَى: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) وَلَا فِي قَوْله: " اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى " وَلَا فِي قَوْل اِمْرَأَة جَابِر " صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي، فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمَا " فَإِنَّ ذَلِكَ كُلّه وَقَعَ مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلِصَاحِبِ الْحَقّ أَنْ يَتَفَضَّل مِنْ حَقّه بِمَا شَاءَ، وَلَيْسَ لِغَيْرِهِ أَنْ يَتَصَرَّف إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَمْ يَثْبُت عَنْهُ إِذْن فِي ذَلِكَ. وَيُقَوِّي الْمَنْع بِأَنَّ الصَّلَاة عَلَى غَيْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَارَ شِعَارًا لِأَهْلِ الْأَهْوَاء يُصَلُّونَ عَلَى مَنْ يُعَظِّمُونَهُ مِنْ أَهْل الْبَيْت وَغَيْرهمْ."
وفقنا الله و إياكم.
¥