تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونشبت حرب البسوس بعد مقتل كليب بين بكر وتغلب فأبلى فيها المهلهل بلاء حسنا حتى مات.

موته:

اختلفت الروايات فيلا موته، فابن قتيبة يقول في كتابه (الشعر والشعراء)، أنه مات في أسر عوف بن مالك بن ضبيعة في البحرين، ومنهم من يقول أنه مات عند أخواله من بني يشكر بعدما شاخ وضجر من الحرب، وابن الكلبي يقول: بل قتله عبدان كانا يخدمانه فملا منه وكان قد أسن وخرف، ونسب للمهلهل أنه لما أحس أن العبدين يريدان قتله أوصاهما أن ينشدا ابنته سليمى بيتا من الشاعر وهو:

من مبلغ الأقوام أن مهلهلا **** لله دركما ودر أبيكما

فلما أنشداها البيت أوثقت العبدين وقالت: ما أراد أبي إلا أن يقول:

من مبلغ الأقوام أن مهلهلا **** أضحى قتيلا في الفلاة مجدلا

لله دركما ودر أبيكما **** لا يبرح العبدان حتى يقتلا

ولا يخفى مافي هذه الرواية من التفكيه والإغراب.

آثاره:

أشعار متفرقة في كتب الأدب كلها في رثاء كليب وتوعد قاتليه.

منزلته:

المهلهل شاعر العاطفة في رثائه وتفجعه، شاعر الغلو في تهديده وادعائه، وهو يمثل أحسن تمثيل رقة الشعر في قبائل ربيعة، ويعد من الطبقة الثانية من الشعراء.

الحرث بن حلزة

حياته:

هو أبو ظليم الحرث بن حلزة بن مكروه بن يشكر البكري، ينتهي نسبه إلى ربيعه، وكان حكيما رزينا، حسن المصانعة، يجابه الخطوب بهدوء وروية، وهو الذي دافع عن بني بكر يوم التقاضي في حضرة الملك عمرو بن هند، بعد هلاك التغلبيين في أرض بني شيبان.

ويزعم الرواة أن الحرث بن حلزة عمر خمسين سنة ومائة كما بلغها عمرو بن كلثوم، ولعل في ذلك شيئا من التنافس أيضا، ولكنهم يجمعون على أن شاعر بكر كان شيخا هرما يوم أنشد معلقته، ولم يكن شاعر تغلب يومئذ كذلك.

منزلته:

قال أبو عبيدة: ((أجود الشعراء قصيدة واحدة طويلة، ثلاثة نفر: عمرو ابن كلثوم، والحرث بن حلزة، وطرفة بن العبد) وقال أبو عمرو الشيباني: ((لو قالها في حول لم يلم))

ولا بدع أن يعجب الأدباء الأقدمون، فإنما هي رائعة من روائع الشعر الخطابي، وخير مثال للشعر السياسي.

ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 05:43 م]ـ

طرفة بن العبد (الغلام القتيل) هو عمرو بن العبد ينتمي الى اكبر قبائل العرب وهي قبيلة بكر بن وائل. و"طرفة" لقب غلب عليه. ولد في البحرين سنة 543 م، وقتل في عهد عمرو بن هند، ملك الحيرة سنة 569 م. فيكون قد عاش ستة وعشرين عاما فقط، ولهذا عرف باسم "الغلام القتيل".

وينتمي طرفة لأسرة عرفت بكثرة شعرائها من جهة الأب والأم. وكان في صباه عاكفا على حياة اللهو، يعاقر الخمر وينفق ماله عليها. ولكن مكانه في قومه جعله جريئا على الهجاء. وقد مات أبوه وهو صغير فأبى أعمامه أن يقسموا ماله وظلموه.

ولما اشتدّت عليه وطأة التمرد عاد إلى قبيلته وراح يرعى إبل أخيه "معبد" إلا أنها سرقت منه. ولما قصد مالكاً ابن عمه نهره. فعاد مجدداً إلى الإغارة والغزو.

موته:

توجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث الملك عمرو بن هند، وكان معه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح).

بسبب أن هذين الشاعرين قد هجوا عمرو بن هند من قبل حتى أحنقاه عليهما، ثم وفدوا عليه فتلقاهما لقاء حسنا مظهرا حسن النية ومبطنا الغدر

وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه. وكان المتلمّس حاضراً، فلما قاما قال له المتلمّس: "يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك". فقال طرفة: "كلا" ...

بعدها كتب عمرو بن هند لكل من طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان وأوهمهما أنه كتب لهما بالجوائز والصِّلات

، وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها:

"باسمك اللهم .. من عمرو بن هند إلى المكعبر .. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً".

فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو أيضاً فلم يفعل، بل سار حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير