تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أي خلط بلحمها ودمها هذه الأخلاق التي وصفها بها من الولع وهو الخلف والكذب والمطل يقال ساط الدم والشراب إذا ضرب بعضه ببعض.

وقال الشاعر يصف عبد الله بن عباس:

صموت إذا ما زين الصمت أهله

وفتاق أبكار الكلام المختم

وعى ما حوى القرآن من كل حكمة

وسيطت له الآداب باللحم والدم

والغول التي تتراءى بالليل. والسعلاة ما تراءى بالنهار من الجن، وقد أبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم الغول حيث قال لا عدوى ولا غول وليس يعارض هذا ما روي من قوله عليه السلام إذا تغولت الغيلان فارفعوا أصواتكم بالأذان وكذلك حديث أبي أيوب مع الغول حين أخذها، لأن قوله عليه السلام " لا غول إنما أبطل به ما كانت الجاهلية تتقوله من أخبارها وخرافاتها معها ".

وقوله

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا

هو عرقوب بن صخر من العماليق الذين سكنوا يثرب، وقيل بل هو من الأوس والخزرج، وقصته في إخلاف الوعد مشهورة حين وعد أخاه بجنا نخلة له وعدا من بعد وعد ثم جذها ليلا، ولم يعطه شيئا.

والتبغيل ضرب من السير سريع والحزان جمع حزن وهو ما غلظ من الأرض. والميل ما اتسع منها.

وقوله ترمي النجاد وأنشده أبو علي ترمي الغيوب وهو جمع غيب وهو ما غار من الأرض كما قال ابن مقبل

لزم الغلام وراء الغيب بالحجر

وقوله

حرف أبوها أخوها من مهجنة

وعمها خالها قوداء شمليل

القوداء الطويلة العنق. والشمليل السريعة. والحرف الناقة الضامر.

وقوله من مهجنة أي من إبل مهجنة مستكرمة هجان.

وقوله أبوها أخوها أي أنهما من جنس واحد من الكرم وقيل إنها من فحل حمل على أمه فجاءت بهذه الناقة فهو أبوها وأخوها، وكانت للناقة التي هي أم هذه بنت أخرى من الفحل الأكبر فعمها خالها على هذا، وهو عندهم من أكرم النتاج والقول الأول ذكره أبو علي القالي عن أبي سعيد فالله أعلم.

وقوله أقراب زهاليل أي خواصر ملس واحدها: زهلول والبرطيل حجر طويل ويقال للمعول أيضا: برطيل.

وقوله

ذوابل وقعهن الأرض تحليل

تحليل أي قليل. يقال ما أقام عندنا إلا كتحليل الألية وكتحلة المقسم وعليه حمل ابن قتيبة قوله عليه السلام لن تمسه النار إلا تحلة القسم وغلط أبا عبيد حيث فسره على القسم حقيقة. قال القتبي ليس في الآية قسم لأنه قال وإن منكم إلا واردها [مريم: 71] ولم يقسم. قال الخطابي: هذه غفلة من ابن قتيبة فإن في أول الآية فوربك لنحشرنهم والشياطين وقوله وإن منكم إلا واردها داخل تحت القسم المتقدم.

وقوله بالقور العساقيل. القور جمع قارة وهي الحجارة السود. والعساقيل هنا السراب وهذا من المقلوب أراد وقد تلفعت القود بالعساقيل.

وفيها قوله تمشي الغواة بجنبيها، أي بجنبي ناقته.

عن القول والقيل إعرابا ومعنى

وقوله

إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول

ويروى: وقيلهم وهو أحسن في المعنى، وأولى بالصواب لأن القيل هو الكلام المقول فهو مبتدأ وقوله إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول خبر تقول إذا سئلت ما قيلك؟ قيلي: إن الله واحد فقولك: إن الله واحد هو القيل والقول مصدر كالطحن والذبح والقيل اسم للمقول كالطحن والذبح بكسر أوله وإنما حسنت هذه الرواية لأن القول مصدر فيصير إنك يا ابن أبي سلمى في موضع المفعول فيه فيبقى المبتدأ بلا خبر إلا أن تجعل المقول هو القول على المجاز كما يسمى المخلوق خلقا، وعلى هذا يكون قوله عز وجل وقيله يا رب [الزخرف 88] في موضع البدل من القيل وكذلك قوله إلا قيلا سلاما سلاما [الواقعة 26] منتصب بفعل مضمر فهو في موضع البدل من قيلا وكذلك قوله ومن أصدق من الله قيلا [النساء 122] أي حديثا مقولا، ومن هذا الباب مسألة من النحو ذكرها سيبويه، وابن السراج في كتابه وأخذ الفارسي منهما، أو من ابن السراج فكثيرا ما ينقل من كتابه بلفظه غير أنه أفسد هذه المسألة ولم يفهم ما أراد بها، وذلك أنهما قالا: إذا قلت أول ما أقول إني أحمد الله بكسر الهمزة فهو على الحكاية فظن الفارسي أنه يريد على الحكاية بالقول فجعل إني أحمد الله في موضع المفعول بأقول فلما بقي له المبتدأ بلا خبر تكلف له تقديرا لا يعقل فقال تقديره أول ما أقول إني أحمد الله موجود أو ثابت فصار معنى كلامه إلى أن أول هذه الكلمة التي هي إني أحمد الله موجود أي أول هذه الكلمة موجود فآخرها إذا معدوم وهذا خلف من القول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير