كما ترى، وقد وافقه ابن جني عليه رأيته في بعض مسائله قال قلت لأبي علي لم لا يكون إني أحمد الله في موضع الخبر، كما تقول أول سورة أقرؤها: إنا أعطيناك الكوثر [الكوثر: 1] أو نحو هذا ولا يحتاج إلى حذف خبر قال فسكت ولم يجد جوابا، وإنما معنى هذه المسألة أول ما أقول أي أول القيل الذي أقوله إني أحمد الله على حكاية الكلام المقول وهذا الذي أراد سيبويه، وأبو بكر بن السراج فإن فتحت الهمزة من أن صار معنى الكلام أول القول لا أول القيل وكانت ما واقعة على المصدر وصار معناه أول قولي الحمد إذ الحمد قول ولم يبين مع فتح الهمزة كيف حمد الله هل قال الحمد لله بهذا اللفظ أو غيره وعلى كسر الهمزة قد بين كيف حمد حين افتتح كلامه بأنه قال إني أحمد الله بهذا اللفظ أو غيره وعلى كسر الهمزة قد بين كيف حمد حين افتتح كلامه بأنه قال إني أحمد الله بهذا اللفظ لا بلفظ آخر فقف على هذه المسألة وتدبرها إعرابا ومعنى، فقل من أحكمها وحسبك أن الفارسي لم يفهم عمن قبله وجاء بالتخليط المتقدم والله المستعان.
عود إلى بانت سعاد
والخراديل القطع من اللحم وفي الحديث في صفة الصراط فمنهم الموبق بعمله ومنهم المخردل أي تخردل لحمه الكلاليب التي حول الصراط سمعت شيخنا الحافظ أبا بكر رحمه الله يقول تلك الكلاليب هي الشهوات لأنها تجذب العبد في الدنيا عن الاستقامة على سواء الصراط فتمثل له في الآخرة على نحو ذلك.
وقوله بضراء الأرض. الضراء ما واراك من شجر والخمر ما واراك من شجر وغيره.
وقوله بواديه الأراجيل أي الرجالة قيل إنه جمع الجمع كأنه جمع الرجل وهم الرجالة على أرجل ثم جمع أرجلا على أراجل وزاد الياء ضرورة. والدرس الثوب الخلق. والفقعاء شجرة لها ثمر كأنه حلق.
ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أنشده كعب
إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول
نظر إلى أصحابه كالمعجب لهم من حسن القول وجودة الشعر.
وقوله
ليس لهم عن حياض الموت تهليل
التهليل أي ينكص الرجل عن الأمر جبنا.
وقوله في الأنصار:
ضربوا عليا يوم بدر ضربة
بنو علي هم بنو كنانة، يقال لهم بنو علي لما تقدم ذكره في هذا الكتاب وأراد ضربوا قريشا لأنهم من بني كنانة.
ـ[الجعافرة]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 10:18 م]ـ
أمر كعب بن زهير بعد الانصراف عن الطائف
ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من منصرفه عن الطائف كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه وأن من بقي من شعراء قريش، ابن الزبعرى وهبيرة بن أبي وهب، قد هربوا في كل وجه فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الأرض وكان كعب بن زهير قد: r قال
ألا أبلغا عني بجيرا رسالة
فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا؟
فبين لنا إن كنت لست بفاعل
على أي شيء غير ذلك دلكا
على خلق لم ألف يوما أباله
عليه وما تلفي عليه أبا لكا
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف
ولا قائل إما عثرت لعا لكا
سقاك بها المأمون كأسا روية
فأنهلك المأمون منها وعلكا
قال ابن هشام: ويروى " المأمور ". وقوله " فبين لنا " عن غير ابن إسحاق.
وأنشدني بعض أهل العلم بالشعر وحديثه
من مبلغ عني بجيرا رسالة
فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا
شربت مع المأمون كأسا روية
فأنهلك المأمون منها وعلكا
وخالفت أسباب الهدى واتبعته
على أي شيء ويب غيرك دلكا
على خلق لم تلف أما ولا أبا
عليه ولم تدرك عليه أخا لكا
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف
ولا قائل إما عثرت لعا لكا
قال وبعث بها إلى بجير فلما أتت بجيرا كره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده إياها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع سقاك بها المأمون صدق وإنه لكذوب أنا المأمون: ولما سمع " على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه " قال أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه ثم قال بجير لكعب
من مبلغ كعبا فهل لك في التي
تلوم عليها باطلا وهي أحزم
إلى الله (لا العزى ولا اللات) وحده
فتنجو إذا كان النجاء وتسلم
لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت
من الناس إلا طاهر القلب مسلم
فدين زهير وهو لا شيء دينه
ودين أبي سلمى علي محرم
¥