تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نصيحة .. من أراد المتعة والإرتقاء في سلّم الأدب فليحفظ هذه القصيدة ويتغنى بها .. وأنا أرددها بين حين و آخر من شدّة طربي بهذه القصيدة.

وفي الحقيقة أنا دائماً أبحث عن ديوان ابن عمار، ولا أدري هل له ديوان أم شعره مفقود؟

حتى البارحة ذهبت لمعرض الكتاب وبحثت عن ديوانه فلم أجده .. ومن لديه علم بديوانه فأتمنى أن يقول لي أي دار نشرته وأين أجدها.

...

جيمية حازم القرطاجي

حازم القرطاجي هو غني عن التعريف، فهو صاحب الكتاب العظيم منهاج البلغاء وسراج الأدباء، وهو كتاب عظيم في نقد الشعر، وهو أول من قام بنقد الشعر بطريقة فلسفية:)

ولو قلت رأيي، فكتابه يعتبر أفضل كتاب تكلّم عن نقد الشعر:) وأنصح أهل الفصيح بإقتناءه، وللأسف يعتبر كتاب سراج الأدباء ناقص وغير كامل .. : (

حيث لا توجد إلا نسخة واحدة فقط في العالم.

من أكبر تصانيفه وأشهر ما أنتج

ميمية في النحو ...... ومقصورة مشهورة ويقال أنها تعادل الألف بيت وهي تضاهي مقصورة ابن دريد في الجمال .. ولكن لم أطلع عليها وأتمنى أن أجدها.

وكانوا يقولون:

بديع الزمان اخترع المقامات ... ولكن مقامات الحريري أفضل وأقوى منها أدبياً

ومقصورة ابن دريد .. أول من أنشأها هو، ولكن حازم أبدع فيها وظهر على ابن دريد.

وقيل لي: أن أهل الأدب سابقاً في تونس كانوا يحفظون مقصورة حازم، كما يحفظ أهل المغرب ألفية ابن مالك.

ومن بدائعه أيضا قصيدته الجيمية المشهورة

فالجيمية هذه لم تنشرها إلا كتاب واحد ألا وهو .. أخبار القاضي عياض للمقري .. ووجدتها أيضا في نفح الطيب

وهي تعارض رائية ابن عمار .. وقد قال المقري أنه يوجد من أهل الأدب والعلم من يفضل الجيمية على الرائية ..

فهذه هي القصيدة:

أدر المدامة فالنسيم مؤرج = والروض مرقوم البرود مدبج

والأرض قد لبست برود جمالها = فكأنما هي كاعب تتبرج

والنهر مما ارتاح معطفه إلى = لقيا النسيم عبابه متموج

يمسي الأصيل بعسجدي شعاعه =أبداً يوشى صفحه ويدبج

وتروم أيدي الريح تسلب ما اكتسى = فتزيده حسناً بما هي تنسج

فارتح لشرب كؤوس راح نورها = بل نارها في مائها تتوهج

واسكر بنشوة لحظ من أحببته = أوكأس خمر من لماه تمزج

واسمع إلى نغمات عود تطبي = قلب الخلي إلى الهوى وتهيج

بم وزير يسعدان مثانياً = ومثالثاً طبقاتها تتدرج

من لم يهيج قلبه هذا فما = للقلب منه محرك ومهيج

فأجب فقد نادى بألسن حاله = للأنس دهر للهموم مفرج

طربت جمادات وأفصح أعجم = فرحاً وأصبح من سرور يهزج

أفيفضل الحي الجماد مسرة = والحي للسراء منه أحوج

ما العيش إلا ما نعمت به وما = عاطاك فيه الكأس ظبي أدعج

ممن يروقك منه ردف مردف = عبل وخصر ذو اختصار مدمج

فإذا نظرت لطرة ولغرة = ولصفحة منه بدت تتأجج

أيقنت أن ثلاثهن وما غدا = من تحتها ينآد أو يتموج

ليل على صبح على بدر على = غصن تحمله كثيب رجرج

كأس ومحبوب يظل بلحظه قلب = الخلي إلى الهوى يستدرج

يا صاح ما قلبي بصاح عن هوى = شيئان بينهما المنى تستنتج

وبمهجتي الظبي الذي في أضلعي = قد حل وهو يشبها ويؤجج

ناديت حادي عيسه يوم النوى = والعيس تحدى والمطايا تحدج

قف أيها الحادي أودع مهجة = قد حازها دون الجوانح هودج

لما تواقفنا وفي أحداجها = قمر منير بالهلال متوج

ناديتهم قولوا لبدركم الذي = بضيائه تسري الركاب وتدلج

يحيي العليل بلفظة أو لحظة = تطفي غليلاً في الحشا يتأجج

قالوا نخاف يزيد قلبك لاعجاً = فأجبتهم خلوا اللواعج تلعج

وبكيت واستبكيت حتى ظل من = عبراتنا بحر ببحر يمرج

وبقيت أفتح بعدهم باب المنى = ما بيننا طوراً، وطوراً يرتج

وأقول يا نفس اصبري فعسى النوى = بصباح قرب ليلها يتبلج

فترقب السراء من دهر شجا = والدهر من ضد لضد يخرج

وترج فرجة كل هم طارق = فلكل هم في الزمان تفرج

ومتيقن أن الجيمية كثير منكم أول مرة تقع أعينهم عليها:)

فهي حقيقة كنز مدفون

وبالصدفة تعرفت عليها عندما تكلم محقق كتاب منهاج البلغاء عن حازم وعن نتاجه الشعري فقال هذه الجيمية وقال أن المقري أوردها كاملة

فأخذتها من نفح الطيب:)

وحقيقة هذه القصيدة جداً مطربة ومبدعة، وأعتبرها من عيون الشعر العربي:)

وحفظتها عن ظهر قلب ..

والأن دعوني أقول لكم:

أيهم أفضل بنظركم رائية ابن عمّار، أم جيمية القرطاجني؟

: rolleyes: لا تقرأ فقط .. بل شارك أيضاً

تهمني أرائكم:)

ـ[أبوفيصل الأزهري]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 06:20 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[عطاء]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 05:00 م]ـ

رائعة مشاركتكم أستاذنا قريع دهره ....

بالنسية لي فقصيدة ابن عمار هي التي أعجبتني ولو تأملنا فيها لأستمتعنا بما فيها من ربط جميل بين مقدمة القصيدة ومقصدها، فنلحظ أن الشاعر قد بدأ نصه بقدمة مكانية طبيعية تتحدث عن الروض ذلكم المكان الجميل الذي يثري كل أحاسيس الجمال، فهناك الطبيعة، والإشراق، وإدارة الكؤوس استمتاعا وطربا بالأجواء الساحرة، وهناك الهضاب التي كساها الزهر والورد فغدت كالأكليل الذي يضعه قيصر على رأسه.

كل هذه الصفات المكانية الجميلة هي صفات تتوافق مع ممدوح الشاعر الذي يتميز بشمائل طيبة تفوح بأريجها، وتتضوع شذاها كتضوع زهور الروض، يشمها ويستشعر بها كل من أقترب من الممدوح.

إذن مقدمة القصيدة كان لها أثرها وعلاقتها الواضحة- فيما أرى- ببنية النص. والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير