تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لكي نعي مدى تأثير الحضارة الإسلامية في اليهود وفي آدابهم وحتى سلوكهم، ونفهم كيف تخلى اليهود في الحواضر الإسلامية عن مصطلحاتهم الدينية العبرية واستبدلوها بمصطلحات إسلامية عربية للدلالة على أمور ديانتهم ـ وهو الأمر الذي لم يفعلوه قط في شتاتهم ـ أورد نصوصاً بمثابة الشهادة لاثنين من علمائهم عن حياتهم في ظل الحضارة الإسلامية، اخترتها لكم من كتابين الأول قديم والآخر حديث.

1. الفاسي (القرن الثالث الهجري. المصدر: كتاب جامع الألفاظ. مجلدان. نشره س. ل. سكوس في نيويورك بين 1936 - 1945. المجلد الأول، صفحة 375):

"فمن وقت قامت دولة إسماعيل [= العرب] وجد إسرائيل [= اليهود] راحة كبيرة بما أكنفوهم واستظلوا بظلهم ثم أصابوا سبيلاً للدخول إلى القدس ليصلوا بهذا الهيكل". ومن المعروف أن البيزنطيين كانوا منعوا اليهود من دخول بيت المقدس.

2. الفاسي (المصدر نفسه، المجلد الأول، صفحة 11):

???? ?????? ???? ??? ?? ??? ????? ??? ???? ????? ?????? ??? ??? ???? ??? ????? ?? ???? ???? ??? ???? ???? ??????? ??? ???? ????? ???? ????? ???? ??? ???? ????? ????? ???? ??? ??? ???? ...

"ومن فضل الله علينا أن من علينا بنعمة [ألا وهي] قيام ملك إسماعيل [= العرب]؛ فعندما ظهر نجمهم وفتحوا فلسطين وحرروها من الأدوميين [= الروم] ودخلوا بيت المقدس، كان معهم نفر من بني إسرائيل دخلوا معهم وأروهم المكان المقدس [= الصخرة] واستقروا فيها [= القدس] منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا".

3. المؤرخ اليهودي أبراهام س. هالكين ( Abraham S. Halkin, in: L. Frankelstein, The Jews, their History, Culture and Religion. II vols. Philadelphia, 5726/1966. p. 1117 ):

“Yet, in general, life under Muslim rule was as comfortable as one as the Jews have never had under foreign domination, and the average individual probably found little to complain of on religious ground”.

ويضيف أيضاً (المصدر نفسه، صفحة 1119):

“ Yet, if we exclude modern Hebrew and Yiddish literatures, which have their on causes and explanations, and cannot figure in this generalization, the Arabic period is the only one where this contact resulted in a lasting and positive contribution to the Jewish cultural heritage, and produced works which have been recognized and revered by Jews of other day’s and other lands”.

وقائمة شهادات علمائهم طويلة جداً ... ، فأكتفي بهذا القدر.

عبدالرحمن السليمان.

المصدر: http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=6&forum=4

ـ[الأحمدي]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 09:36 ص]ـ

بارك الله فيك

ما أحوجنا إلى علمك

حبذا لو أتحفتنا بالمزيد من هذه الدرر

ـ[القناص]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 03:18 م]ـ

بحث مفيد وممتع

بارك الله فيك أخي عبدالرحمن

ـ[محمد ماهر]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 07:25 م]ـ

بارك الله فيكم أخي الدكتور عبد الرحمن، وزادكم من فضله ..

ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 09:51 م]ـ

بوركت

ولي سؤال دكتور وأرجو أن تتحملني؛ لأن هذا السؤال يشغلني كثيراً. وهو:

هل يجوز إطلاق لفظة عالم على غير علماء الدين؟

فالله سبحانه وتعالى يقول:

((إنما يخشى الله من عباده العلماء))

دمت موفقاً

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 11:46 م]ـ

إخواني الأكارم: الأحمدي، القناص، محمد ماهر وأبا طارق،

السلام عليكم ورحمة الله،

شكر الله لكم استحسانكم مقالة العبد الفقير في التعريف بالأدب اليهودي العربي. فكما تعلمون إخوتي الأفاضل، كانت اللغة العربية إبان ازدهار الحضارة الإسلامية لغة العلوم والمعارف في العالم، مما جعل الأمم الإسلامية المعروفة والأمم غير الإسلامية التي كانت تعيش بين ظهراني العرب، مثل السريان واليهود والأقباط واليونان وغيرهم، يهملون لغاتهم وييستبدلونها بالعربية التي كتبوا فيها جل أعمالهم. ومن الجدير بالذكر أن العربية ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ بقيت تستعمل في طليطلة في الأندلس لغة القانون الرسمية حتى بعد قرنين من إخراج العرب منها. ولقد سبق لي أن شاركت في تحقيق بعض الوثائق القانونية وصكوك الملك التي دونها الإسبان (القوط) في طليطلة باللغة العربية بعد خروج العرب منها كما أسلفت. وتسمى هذه العربية التي كتب الإسبان بها: العجمو.

أما العربية التي كتب بها النصارى الآخرون واليهود، فتسمى بالعربية المتوسطة، لأنه كان لتلك العربية ما يميزها عن الفصحى التي كان المسلمون ـ عربا وغير عرب ـ يستعملونها. ومن أهم تلك العلامات المميزة للعربية المتوسطة، تدوينها بكتابة غير الكتابة العربية (الكتابة اللاتينية والعبرية واليونانية والقبطية)، وإقحام كلمات يونانية وسريانية وقبطية وعبرية، مخصوصة بالديانة النصرانية واليهودية فيها، فضلا عن عدم التزام كتابهم دائما بالإعراب والأساليب الأدبية المعروفة آنذاك، مما جعل تلك العربية تكون أقرب إلى لغة العامة منها إلى لغة الخاصة.

ونظرا لاهتمام الإخوة الأفاضل بهذا الموضوع، فسوف أقوم بالتعريف بهذه الجوانب المهملة من التراث العربي، لأن هذا التراث، بغض النظر عن كتابه، هو تراث عربي في نهاية الأمر!

أما بالنسبة لسؤال الأخ الفاضل أبي طارق بخصوص جواز استعمال كلمة علماء لغير المسلمين، فأعتقد أن التسمية تجوز لأن المعنى ههنا اصطلاحي للدلالة على حكماء ملة ما فنقول حكماء الهند وعلماء اليونان وأحبار اليهود. وأنا أفهم من الآية الكريمة أن العالم الراسخ في العلم لا بد له من أن يقر بوجود الله وأن يكون أشد الناس خشية له ـ سبحانه وتعالى ـ وأكثر المخلوقين قياما بحق العبودية له. ولكن هذا لا ينفي صفة إطلاق لقب العالم على ذي العلم العقلي من أهل الأمم والملل الأخرى وذلك من باب الاصطلاح للتخلص من مزاحمة الألفاظ والله أعلم.

حياكم الله جميعا وسلمكم وأمتع بكم.

عبدالرحمن السليمان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير