تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 11:56 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بوركت دكتور. وجزاك الله خيراً

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 12:32 ص]ـ

حياك الله أخي أبا طارق، وإلى حضرتك والزملاء والزميلات الأفاضل تعريفاً بكتاب من كتب الأدب العربي اليهودي:

ـــــــــــــــــ

في "كتاب السبعين لفظة المفردة"

لسعاديا بن يوسف الفيومي (القرن الثالث للهجرة)

1. مقدمة:

عندما أدخل أبو الأسود الدؤلي نظامَي الإعجام والإشكال وضبط بذلك رسم المصحف الشريف ونطقه، أسس بذلك لتلك الحركة العلمية الكبيرة التي عرفتها علوم اللغة عموماً والدراسات القرآنية خصوصاً في العقود اللاحقة. وكنت أبنت في أكثر من موضع أن اهتمام المسلمين البالغ بالقرآن الكريم أثار اهتمام السريان واليهود الذين أخذوا نظامَي الإعجام والإشكال عن العرب ليضبطوا بهما كتابتيهم السريانية والعبرية، وكذلك مناهجهم في الدراسات اللغوية ليطبقوها على لغتيهم السريانية والعبرية.

واجه اليهود صعوبة كبيرة في بداية دراساتهم اللغوية لأن النص العبري للتوراة كان يعاني في تلك الفترة من معضلتين كبيرتين هما: فقدان الإسناد في الرواية، لأن العبرية التوراتية أصبحت لغة ميتة ابتداء من القرن الخامس قبل الميلاد، ولأن النص العبري للتوراة روي منذ ذلك الوقت حتى وقت أبي السود الدؤلي بدون إعجام ولا إشكال، الشيء الذي يعني أن أحداً لا يعرف على وجه الضبط كيف كانت آياته تنطق، من جهة، والإهمال من جهة أخرى، لأن التوراة أصبحت في القرن الثاني الهجري نسياً منسياً لدى جمهور اليهود بسبب طغيان التلمود البابلي عليها. وأدى هذا الوضع إلى نشوء فرقة لدى اليهود أطلق عليها فيما بعد اسم "القرائيين" نسبة إلى كثرة "قراءة المقرأ" أو كتاب العهد القديم. أسسس هذه الفرقة في بغداد عنان بن داود الذي ظهر زعيما للفرقة أيام أبي حعفر المنصور المتوفي سنة 158 هجرية (775 ميلادية). [1] وتركز نقد عنان لأحبار اليهودية في مسائل كثيرة أهمها على الإطلاق رفضه القاطع لكتاب التلمود (التلمودين البابلي والمقدسي) واعتباره إياه بدعة ابتدعها الحاخامات ونسبوها إلى موسى عليه السلام وهو منها براء حسب تعبيره، ومطالبته بالعودة غير المشروطة إلى كتاب العهد القديم مصدر الديانة اليهودية الوحيد حسب قوله. [2]

أدت حركة القرائين اليهود التي أسسها عنان [3] هذا إلى الاهتمام بأسفار العهد القديم، فقام المسوريون، وهم من القرائين، بإدخال نظامَي الإعجام والإشكال في عبرية العهد القديم معتمدين في ضبط نطقه على الآرامية اليهودية، وهي الآرامية التي دون كثير من الأدب اليهودي بها، والتي كان اليهود يتكلمون بها قبل استعرابهم بداية العصر العباسي.

انتشرت الفرقة القرائية انتشاراً واسعاً بين جمهور اليهود وكادت تطغى على التلموديين حتى قام الحاخام المتكلم سعاديا بن يوسف الفيومي وبدأ بمجادلة القرائيين معتمداً في ذلك على مناهجهم العقلية التي أخذوها عن متكلمي المسلمين وخصوصاً المعتزلة منهم. فترجم سعاديا العهد القديم إلى العربية ترجمة فسر فيها التشبيه الوارد في التوراة تفسيراً مجازياً، وعالج تلك المشاكل العويصة في النص التوراتي معالجة عقلانية بعض الشيء، وفسر غريب التوراة من العربية، فكانت دراساته حلاً وسطاً بين جمهور اليهود الذين يثبتون التشبيه بأقذع صوره، والقرائين الذين ينفون التشبيه نفياً مثل نفي المعتزلة ولا فرق. [4]

2. كتاب السبعين لفظة المفردة:

"كتاب السبعين لفظة المفردة" لسعاديا بن يوسف الفيومي كتاب لغوي جدلي في آن واحد، لأنه حاول فيه تفسير سبعين لفظة غريبة من التوراة من كتاب "المشناة". و"المشناة" (= المثنى) هي "التوراة الشفهية" التي يقول أحبار اليهود بشأنها إن الله سبحانه وتعالى أوحى بها إلى موسى عليه السلام، لأهم يزعمون أن الله أنزل عليه توارتين: توراة كتابية وثانية شفهية. فدوّن اليهود التوراة الكتابية، وتناقلوا الشفهية تواتراً حتى دونوها في القرن الثاني للميلاد خشية ضياعها. وتشكل "المشناة"، وهي بالعبرية، نواة التلمود. وهي التوراة التي يرفضها القراؤون رفضاً باتاً هي وشروحها (= التلمود)، معتبرين إياها من فبركة الحاخامات. فأراد سعاديا الفيومي، وهو تلمودي، شرح سبعين كلمة من العهد القديم من المشناة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير