تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أن حبي لمن يرقدون هنا

مثل حبي لبلادي

6 - قصر الحمراء

في غرناطة

ألسنة السياح تعيد (الحمراء) بكل لغات

المعموره

وأكاد أقول لكل الناس:

أني من أحفاد البانين

لكني قبل (الحمراء)

جئت النصب التذكاري (لإيزابيلا)

- طاردتي -

ومن القهر أخذنا صورة

جئت (البيّازين)

ببيوت بيضاء تطل على الغجر

وتصافح قصر الحمرا كل صباح

ونزلت الفندق

- قيل هو الأول عند العرب -

ناديت لسان الدين! لسان الدين!

أين بنو نصر؟ أين بنو الزير؟

أأحطت بأخبار الأعلام المذكورين؟

أقرأت {ولا غالب إلاّ الله}

في كل مكان تتردد

لست على الغيب ضنين

فالنصر مبين

والعزم مكين

جمل أخرى تتردد

ونوافير أبي الحجاج لكل سبيل

وحدائق جنات عريف

تنشد عزًا والظلّ ظليل

وحفيدات الزهرات بقين

يتناجين حديث العشق الأبدي

أما أحفاد بني النصر مضوا

حتى آخرهم

فأبو عبد الله بكى مرة

والنافورة ظلت تبكي

وأسود سكنت دار رئاسة

تتثوثب في إيقاع

تزأر ماء

في طعم الماء نواح ممزوج بغناء

ونعاس دون غطاء

امض أبا عبدالله إلى سبته

وابك على ملك ما صنته

لما استنجدت بأعدائك

إني أمضي نحو القصر لأقرأ

ولسان الدين يفك الأحرف لي

فهنا أبيات للشاعر

أولها:

(تهدي النجوم الزهر لو نبتت بها ... )

لكن لسان الدين

مضى يقرأ أبيات موشحِهِ

أترنم

فإذا إسبانيه

لحظت طربي وغناءَه

رقصت (فلا منكو)

أسرع من لمح البصر

عيناها ينبوع دُرر

فشربت نبيذًا من فمها

وشربت نبيذا من شفتين تذوبان صفاء

ومسحت بكفي وجنتها

حينئذ سَحَّ مطر

البدر على صفحة قلبي

هذي الحمراء مداخلها، ومساربها،

القلعة، قصر الأختين،

وقصر العدل،

هنا الحمام، هنا الأزهار هنا ...

- ما أقسى التاريخ يدور كدولاب

يطحن يبني

يزرع يجني

والمصباح على سارية خضراء

ضَجَّ غناء

ملأ خريطة وجدي بالحلم المُشْرَع

بالزمن أعيده

أرفع هامة نخلة

رمقتني من بُعد فَدنوت

تطلق إذ تعرفني زغروده

- زغرودة أختي عند زواج أخي -

فألمَّ ندى

أتسلق جذع النخلة

تأخذ لي الزوجة صوره

احتضن النخله

حتى تلد النخلة منّي

ولأول مرة

امرأتي ما غارت!

7 - عود على بدء

اسقني ذكر الهوى بالغَدَق ثم خذني صوب ابن العربي

علّه يهدي سُطوعَ الأفق وهو يهمي في رياض الكتب

عد بنا مثنى قبيل الغرق ينتشي الماء بحسن السحب

فإذا ذكر الهوى طيبُ الرجا أتقاوى نفسًا في نفسِ

كلما أظلم ضوء بَلجا لا تزد ظلمًا على المقتبسِ

باقة الغربية

المصدر: http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=107&forum=25

ـ[المعيوفي]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 05:37 ص]ـ

تسجيل إعجاب ليس إلاّ ..

سلمت وسلم بنانك .. اختيار ولاأروع أستاذنا الفاضل

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 02:38 ص]ـ

شكرا أخي الكريم، حياك الله.

ـ[قريع دهره]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 03:23 ص]ـ

رائع مانقلت:)

لدي قصيدة وهي لأبي الفضل الوليد بن طعمة ((من شعراء المهجر وكان مسيحي ثم أسلم)) .. في وصف الأندلس

دوماً أسمعها في السيارة وأحس بحنين عظيم لها

تقول:

يا أرض أندلس الخضراء حيينا = لعل روحاً من الحمراء تحيينا

عادت إلى أهلها تشتاق فتيتها = فأسمعت من غناء الحب تلحينا

كانت لنا فعنت تحت السيوف لهم = لكن حاضرها رسمٌ لماضينا

وفي عزنا اكتسبت منا فصورتنا = محفوظة أبدا فيها تعزينا

في البرتغال واسبانيا ازدهرت = آدابنا وسمت دهرا مبانينا

وفي صقلية الآثار مابرحت = تبكي التمدن حينا والعلا فينا

كم من قصور وجنات مزخرفةً = فيها الفنون جمعناها آفانينا

وكم صروحٍ وأبراج ممردةٌ = زدنا بها الملك توطيداً وتمكينا

وكم مساجد أعلينا مآذنها = فاطلعت أنجماً منها معالينا

تلك البلاد استمدت من حضارتنا = ما أبدعته وأولته أيادينا

فيها النفائس جاءت من صناعتنا = ومن زراعتنا صارت بساتينا

فأجدبت بعدنا واستوحشت زمناً = تصبو إلينا وتبكي من تنائينا

أيام كانت قصور الملك عالية = كان الفرنج إلى الغابات آوينا

وحين كنّا نجرّ الخزّ أرديتةً = كانوا يسيرون في الأسواق عارينا

جاءت من الملأ الأعلى قصائدنا = والروم قد أخذوا عنّا قوافينا

لم يعرفوا العلم إلا من مدارسنا = ولا الفروسية إلا من مجارينا

أعلى الممالك داستها جحافلنا = وسرّحت خيلنا فيها سراحينا

تلك الجياد بأبطال الوغى قطعت = جبال برنات وانقظت شواهينا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير