قَد مارَسَت مِنّي الخُطوبُ مارِساً = يُساوِرُ الهَولَ إِذا الهَولُ عَلا
لِيَ اِلتِواءُ إِن مُعادِيَّ اِلتَوى = وَلي اِستِواءٌ إِن مُوالِيَّ اِستَوى
طَعمي الشَريُّ لِلعَدُوِّ تارَةً = وَالراحُ وَالأَريُ لِمَن وُدّي اِبتَغى
لدنٌ إِذا لويِنتُ سَهلٌ معطفي = أَلوى إِذا خوشِنتُ مَرهوب الشَذا
يَعتَصِمُ الحِلمُ بِجَنبَي حَبوَتي = إِذا رِياحُ الطَيشِ طارَت بِالحُبى
لا يَطَّبيني طَمَعٌ مُدَنّسٌ = إِذا اِستَمالَ طَمَعٌ أَوِ اِطَّبى
وَقَد عَلَت بي رُتَباً تَجارِبي = أَشفَينَ بي مِنها عَلى سُبلِ النُهى
إِذا اِمرُؤٌ خيفَ لِإِفراطِ الأَذى = لَم يُخشَ مِنّي نَزَقٌ وَلا أَذى
مِن غَيرِ ما وَهنٍ وَلَكِنّي اِمرُؤٌ = أَصونُ عِرضاً لَم يُدَنِّسهُ الطَخا
وَصَونُ عِرضِ المَرءِ أَن يَبذُلَ ما = ضَنَّ بِهِ مِمّا حَواهُ وَاِنتَصى
وَالحَمدُ خَيرُ ما اِتَّخَذتَ عدَّةً = وَأَنفَسُ الأَذخارِ مِن بَعدِ التُقى
وَكُلُّ قَرنٍ ناجِمٍ في زَمَنٍ = فَهوَ شَبيهُ زَمَنٍ فيهِ بَدا
وَالناسُ كَالنَبتِ فَمِنهُم رائِقٌ = غَضٌّ نَضيرٌ عودهُ مُرُّ الجَنى
وَمِنهُ ما تَقتَحِمُ العَينُ فَإِن = ذُقتَ جَناهُ اِنساغَ عَذباً في اللها
يُقَوَّمُ الشارِخُ مِن زَيغانِهِ = فَيَستَوي ما اِنعاجَ مِنهُ وَاِنحَنى
وَالشَيخُ إِن قَوَّمتَهُ مِن زَيغِهِ = لَم يُقِمِ التَثقيفُ مِنهُ ما اِلتَوى
كَذَلِكَ الغُصنُ يَسيرٌ عطفُهُ = لَدناً شَديدٌ غَمزُهُ إِذا عَسا
مَن ظَلَمَ الناسَ تَحامَوا ظُلمَهُ = وَعَزَّ عَنهُم جانِباهُ وَاِحتَمى
وَهُم لِمَن لانَ لَهُم جانِبُهُ = أَظلَمُ مِن حَيّاتِ أَنباثِ السَفا
وَالناسُ كُلّاً إِن فَحَصتَ عَنهُم = جَميعَ أَقطارِ البِلادِ وَالقُرى
عَبيدُ ذي المالِ وَإِن لَم يَطمَعوا = مِن غَمرِهِ في جَرعَةٍ تَشفي الصَدى
وَهُم لِمَن أَملَقَ أَعداءٌ وَإِن = شارَكَهُم فيها أَفادَ وَحَوى
عاجَمتُ أَيّامي وَما الغِرُّ كَمَن = تَأَزّرَ الدَهرُ عَلَيهِ وَاِرتَدى
لا يَنفَعُ اللُبُّ بِلا جَدٍّ وَلا = يَحُطُّكَ الجَهلُ إِذا الجَدُّ عَلا
مَن لَم تُفِدهُ عِبَراً أَيّامُهُ = كانَ العَمى أَولى بِهِ مِن الهُدى
مَن لَم يَعِظهُ الدَهرُ لَم يَنفَعهُ ما = راح بِهِ الواعِظُ يَوماً أَو غَدا
مَن قاسَ ما لَم يَرَهُ بِما يرى = أَراهُ ما يَدنو إِلَيهِ ما نَأى
مَن مَلَّكَ الحِرصَ القِيادَ لَم يَزَل = يَكرَعُ في ماءٍ مِنَ الذُلِّ صَرى
مَن عارَضَ الأَطماعَ بِاليَأسِ دَنَت = إِلَيهِ عَينُ العِزِّ مِن حَيثُ رَنا
مَن عَطَفَ النَفسَ عَلى مَكروهِها = كانَ الغِنى قَرينَهُ حَيثُ اِنتَوى
مَن لَم يَقِف عِندَ اِنتِهاءِ قَدرِهِ = تَقاصَرَت عَنهُ فَسيحاتُ الخُطا
مَن ضَيَّعَ الحَزمَ جَنى لِنَفسِهِ = نَدامَةً أَلذَعَ مِن سَفع الذكا
مَن ناطَ بِالعُجبِ عُرى أَخلاقِهِ = نيطَت عُرى المَقتِ إِلى تِلكِ العُرى
مَن طالَ فَوقَ مُنتَهى بَسطَتِهِ = أَعجَزَهُ نَيلُ الدُنى بَله القُصا
مَن رامَ ما يَعجزُ عَنهُ طَوقُهُ = م العِبءِ يَوماً آضَ مَجزولَ المَطا
وَالناسُ أَلفٌ مِنهُمُ كَواحِدٍ = وَواحِدٌ كَالأَلفِ إِن أَمرٌ عَنا
وَلِلفَتى مِن مالِهِ ما قَدَّمَت = يَداهُ قَبلَ مَوتِهِ لا ما اِقتَنى
وَإِنَّما المَرءُ حَديثٌ بَعدَهُ = فَكُن حَديثاً حَسَناً لِمَن وَعى
إِنّي حَلَبتُ الدَهرَ شَطرَيهِ فَقَد = أَمَرَّ لي حينا وَأَحياناً حَلا
وَفُرَّ عَن تَجرِبَةٍ نابي فَقُل = في بازِلٍ راضَ الخُطوبَ وَاِمتَطى
وَالناسُ لِلدهرِ خَلىً يلسُّهُم = وَقَلَّما يَبقى عَلى اللَسِّ الخَلا
عَجِبتُ مِن مُستَيقِنٍ أَنَّ الرَدى = إِذا أَتاهُ لا يُداوى بِالرُقى
وَهوَ مِنَ الغَفلَةِ في أَهويةٍ = كَخابِطٍ بَينَ ظَلامٍ وَعَشى
نَحنُ وَلا كُفران لِلَّهِ كَما = قَد قيلَ لِلسارِبِ أَخلي فَاِرتَعى
إِذا أَحَسَّ نَبأَةً ريعَ وَإِن = تَطامَنَت عَنهُ تَمادى وَلَها
كَثلَّةٍ ريعَت لِلَيثٍ فَاِنزَوَت = حَتّى إِذا غابَ اِطمَأَنَّت إِن مَضى
نُهالُ لِلأَمرِ الَّذي يَروعُنا = وَنَرتَعي في غَفلَةٍ إِذا اِنقَضى
إِنَّ الشَقاءَ بِالشَقِيِّ مولَعٌ = لا يَملِكُ الرَدَّ لَهُ إِذا أَتى
وَاللَومُ لِلحُرِّ مُقيمٌ رادِعٌ = وَالعَبدُ لا تَردَعُهُ إِلّا العَصا
¥