تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَآفَةُ العَقلِ الهَوى فَمَن عَلا = عَلى هَواهُ عَقلُهُ فَقَد نَجا

كَم مِن أَخٍ مَسخوطَةٍ أَخلاقُهُ = أَصفَيتُهُ الوُدَّ لِخُلقٍ مُرتَضى

إِذا بَلَوتَ السَيفَ مَحموداً فَلا = تَذمُمهُ يَوماً أَن تَراهُ قَد نَبا

وَالطِرفُ يَجتازُ المَدى وَرُبَّما = عَنَّ لِمَعداهُ عِثارٌ فَكَبا

مَن لَكَ بِالمُهَذَّبِ النَدبِ الَّذي = لا يَجِدُ العَيبُ إِلَيهِ مُختَطى

إِذا تَصَفَّحتَ أُمورَ الناسِ لَم = تُلفِ اِمرءاً حازَ الكَمالَ فَاِكتَفى

عَوِّل عَلى الصَبرِ الجَميلِ إِنَّهُ = أَمنَعُ ما لاذَ بِهِ أولو الحِجا

وَعَطِّفِ النَفسَ عَلى سُبلِ الأَسا = إِن اِستَفَزَّ القَلبَ تَبريحُ الجَوى

والدَهرُ يَكبو بِالفَتى وَتارَةً = يُنهِضُهُ مِن عَثرَةٍ إِذا كَبا

لا تَعجَبن مِن هالِكٍ كيفَ هَوى = بَل فَاِعجبَن مِن سالِمٍ كَيفَ نَجا

إِنَّ نُجومَ المَجدِ أَمسَت أُفَّلاً = وَظِلُّهُ القالِصُ أَضحى قَد أَزى

إِلّا بَقايا مِن أُناسٍ بِهِمُ = إِلى سَبيلِ المَكرُماتِ يُقتَدى

إِذا الأَحاديثُ اقتَضَت أَنباءَهُم = كانَت كَنَشرِ الرَوضِ غاداهُ السَدى

لا يَسمَعُ السامِعُ في مَجلِسِهِم = هجراً إِذا جالَسَهُم وَلا خَنا

ما أَنعَمَ العيشَةَ لَو أَنَّ الفَتى = يَقبَلُ مِنهُ مَوتُهُ أَسنى الرُشا

أَو لَو تَحَلّى بِالشَبابِ عُمرَهُ = لَم يَستَلِبهُ الشَيبُ هاتيكَ الحُلى

هَيهاتَ مَهما يُستَعر مُستَرجعٌ = وَفي خُطوبِ الدَهرِ لِلناسِ أَسى

وَفِتيَةٍ سامَرَهُم طَيفُ الكَرى = فَسامَروا النَومَ وَهُم غيدُ الطُلى

وَاللَيلُ مُلقٍ بِالمَوامي بَركَهُ = وَالعيسُ يَنبُثنَ أَفاحيصَ القَطا

بِحَيثُ لا تهدي لِسَمعٍ نَبأَةٌ = إِلّا نَئيم البومِ أَو صَوت الصَدى

شايَعتُهُم عَلى السُرى حَتّى إِذا = مالَت أَداةُ الرَحلِ بِالجِبسِ الدَوى

قُلتُ لَهُم إِنَّ الهُوَينا غِبُّها = وَهنٌ فَجدّوا تحمَدوا غِبَّ السُرى

وَموحِش الأَقطارِ طامٍ ماؤُهُ = مُدَعثَرِ الأَعضادِ مَهزومِ الجَبا

كَأَنَّما الريشُ عَلى أَرجائِهِ = زُرقُ نِصالٍ أُرهِفَت لِتُمتَهى

وَرَدتُهُ وَالذِئبُ يَعوي حَولَهُ = مُستَكَّ سمِّ السَمعِ مِن طَولِ الطوى

وَمُنتجٍ أُمُّ أَبيهِ أُمُّهُ = لَم يَتَخَوَّن جِسمَهُ مَسّ الضوى

أَفرَشتُهُ بِنتَ أَخيهِ فَاِنثَنَت = عَن وَلَدٍ يورى بِهِ وَيُشتَوى

وَمَرقَبٍ مُخلَولِقٍ أَرجاؤُهُ = مُستَصعَبِ الأَقذافِ وَعرِ المُرتَقى

وَالشَخصُ في الآلِ يُرى لِناظِرٍ = تَرمُقُهُ حيناً وَحيناً لا يُرى

أوفَيتُ وَالشَمسُ تَمُجُّ ريقَها = وَالظِلُّ مِن تَحتِ الحِذاءِ مُحتَذى

وَطارِقٍ يُؤنِسُهُ الذِئبُ إِذا = تَضَوَّرَ الذِئبُ عشاءً وَعَوى

آوى إِلى نارِيَ وَهيَ مَألَفٌ = يَدعو العُفاةَ ضَوؤُها إِلى القِرى

لِلَهِ ما طَيفُ خَيالٍ زائِر = تَزُفُّهُ لِلقَلبِ أَحلامُ الرُؤى

يَجوبُ أَجوازَ الفَلا مُحتَقِراً = هَولَ دُجى اللَيلِ إِذا اللَيلُ اِنبَرى

سائِلهُ إِن أَفصَحَ عَن أَنبائِهِ = أَنّى تَسَدّى اللَيلَ أَم أَنّى اِهتَدى

أَو كانَ يَدري قَبلَها ما فارِسٌ = وَما مَواميها القِفارُ وَالقرى

وَسائِلي بِمُزعِجي عَن وَطَنٍ = ما ضاقَ بي جَنابُهُ وَلا نَبا

قُلتُ القَضاءُ مالِكٌ أَمرَ الفَتى = مِن حَيثُ لا يَدري وَمِن حَيثُ دَرى

لا تَسأَلَنّي وَاِسأَلِ المِقدارَ هَل = يَعصِمُ مِنهُ وَزَرٌ ومُدَّرى

لا بُدَّ أَن يَلقى اِمرُؤٌ ما خَطَّهُ = ذو العَرشِ مِمّا هُوَ لاقٍ وَوَحى

لا غَروَ أَن لجَّ زَمانٌ جائِرٌ = فَاِعتَرَقَ العَظمَ المُمِخَّ وَاِنتَقى

فَقَد يُرى القاحِلُ مُخضَرّاً وَقَد = تَلقى أَخا الإِقتارِ يَوماً قَد نَما

يا هَؤُلَيّا هَل نَشَدتُنَّ لَنا = ثاقِبَةَ البُرقُعِ عَن عَينَي طَا

ما أَنصَفَت أُمُّ الصَبِيَّينِ الَّتي = أَصبَت أَخا الحِلم وَلَمّا يُصطَبى

اِستَحيِ بيضاً بَينَ أَفوادِكَ أَن = يَقتادَكَ البيضُ اِقتِيادَ المُهتَدى

هَيهاتَ ما أَشنَعَ هاتا زَلَّةً = أَطَرَباً بَعدَ المَشيبِ وَالجَلا

يا رُبَّ لَيلٍ جَمَعَت قُطرَيهِ لي = بِنتُ ثَمانينَ عَروساً تُجتَلى

لَم يَملِكِ الماءُ عَلَيها أَمرَها = وَلَم يُدَنِّسها الضِرامُ المُختَضى

حيناً هِيَ الداءُ وَأَحياناً بِها = مِن دائِها إِذا يَهيجُ يُشتَفى

قَد صانَها الخَمّارُ لَمّا اِختارَها = ضَنّاً بِها عَلى سِواها وَاِختَبى

فَهِيَ تُرى مِن طولِ عَهدٍ إِن بَدَت = في كَأسِها لِأَعيُنِ الناسِ كلا

كَأَنَّ قرنَ الشَمسِ في ذُرورِها = بِفِعلِها في الصَحنِ وَالكَأسِ اِقتَدى

نازَعتُها أَروعَ لا تَسطو عَلى = نَديمِهِ شِرَّتهُ إِذا اِنتَشى

كَأَنَّ نَورَ الرَوضِ نَظمُ لَفظِهِ = مُرتَجِلاً أَو مُنشِداً أَو إِن شَدا

مِن كُلِّ ما نالَ الفَتى قَد نِلتُهُ = وَالمَرءُ يَبقى بَعدَهُ حُسنُ الثَنا

فَإِن أَمُت فَقَد تَناهَت لَذَّتي = وَكُلُّ شَيءٍ بَلَغَ الحَدَّ اِنتَهى

وَإِن أَعِش صاحَبتُ دَهري عالِماً = بِما اِنطَوى مِن صَرفِهِ وَما اِنسرى

حاشا لِما أَسأَرَهُ فِيَّ الحِجا = وَالحِلمُ أَن أَنبَعَ رُوّادَ الخَنا

أَو أَن أُرى لِنَكبَةٍ مُختَضِعاً = أَو لِاِبتِهاجٍ فَرِحاً وَمُزدَهى [/ quote]

واسمحوا لي على خطأي السالف حيث ظننت المقصورة تلك ..

والسلام,,,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير