المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا {الأحزاب 9 ـ 12
الحرف السادس: الغيب في القرآن
إن قوله:
• ? ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين {النمل 20
• ? وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين {الانفطار 14 ـ 16
• ? وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين {يوسف 81
ليعني أن الغيب هو ما غاب عنك من الحوادث فلم تشهده.
وكان الهدهد من الغائبين غير حاضر حين تفقد سليمان الطير.
وإن الفجار يوم الدين ليشهدون الجحيم ويكبكبون فيها وما هم عنها بغائبين بل هم حاضرون.
ولم يك إخوة يوسف قادرين على منع ما غيّب الله من الغيب ومنه ألا يرجع معهم أخوهم الذي أرسله معهم أبوهم ليكتالوا ويزدادوا كيل بعير.
وإن الموعود في الكتاب المنزل على خاتم النبيين r يوم نزل هو الغيب، ومنه موعودات في اليوم الآخر كجنات عدن التي وعد الرحمان عباده بالغيب، وكان الذين يتبعون الذكر ويخشون ربهم الرحمان في الدنيا قبل أن يحضروا يوم القيامة هم الذين يخشون ربهم بالغيب والمبشرون بمغفرة وأجر كبير.
وإن الموعود في القرآن يوم نزل هو الغيب وسيأتي من بيانه في بيان القرآن.
الحرف السابع: الوعد في الدنيا
إن من تفصيل الكتاب أن ما تضمن الكتاب عن يوم البعث فما بعده هو وعد من الله أن يقع كما أخبر كما في قوله} ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين {الأعراف 44 ولم يقع شيء منه بعد وإنما هو وعد من الله سيقع نفاذه في اليوم الآخر.
وقد تضمن القرآن وعدا في الدنيا بصيغ مختلفة كما هو مدلول بعض أسماء الله الحسنى وكما في قوله} فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون {التوبة 55 وكما في قوله} ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم ويخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون {يس 49 ـ 50 وإنما هو في الدنيا كما هو صريح حرف التوبة وكما هو مدلول الموت بصيحة واحدة وموطن الاختصام والوصية والأهل وقد بينته في كلية النصر في ليلة القدر، وكما في قوله} سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين {الأنبياء 36 ـ 37 وإنما يستعجل المنتظر الموعود وقد علم المشركون يوم نزل القرآن أنه وعد في الدنيا فسألوا النبيّ r متى هو وبينته في كلية الآيات.
ومن الوعد في الدنيا والآخرة:
ـ الكلمات
إن الموعودات من الله رب العالمين في الكتاب المنزل على النبي الأمي ? ليقع عليها حقا الوصف بأنها كلمات الله وكلمات ربنا الذي قال لها من قبل ? كن ? وستكون إذا وافقت الأجل الذي جعل الله لها وهكذا وعد الله في الكتاب المنزل أن لا تبديل ولا مبدل لها أي ستتم صدقا وعدلا كما أخبر الله من قبل في القرآن كما في قوله:
• ? اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ? الكهف 27
• ? ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين ? الأنعام 34
• ? وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ? الأنعام 115
• ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ? يونس 62 ـ 64
وإن من تفصيل الكتاب أن كلمة ربنا إنما تعني وعدا منه قد تضمنه الكتاب المنزل من عنده تفصيلا.
وإن من كلمات ربنا ما تضمنه الكتاب وسيتم نفاذه في اليوم الآخر.
وإن من كلمات ربنا ما تضمنه القرآن وسيتم نفاذه في الدنيا.
ومما تضمنه الكتاب من كلمات ربنا قوله:
• ? وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون {يونس 19
• ? ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب {فصلت 45 هود 111
• ? وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب {الشورى 14
¥