تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ماشاء الله تبارك الله، لا إله إلا الله.

توجيه رائع جدا، بارك الله فيكم شيخنا الدكتور ظافر.

كان للسياق - فيما أفهم - أكبر أثر في التغير بين الموضعين.

قال ابن القيم رحمه الله في سياق تفسيره لسورة الإخلاص: "وأما المسألة الرابعة وهي: أنه لم يأتِ النفي في حقهم إلا باسم الفاعل [يعني قوله تعالى: (ولا أنتم عابدون ما أعبد)]، وفي جهته جاء بالفعل المستقبل تارة وباسم الفاعل تارة أخرى، [يقصد آيتي 2،4]، فلذلك والله أعلم لحكمة بديعة، وهي أن المقصود الأعظيم براءته من معبوديهم بكل وجه وفي كل وقت، فأتى أولاً بصيغة الفعل الدالة على الحدوث والتجدد، ثم أتى في هذا النفي بعينه بصيغة اسم الفاعل الدالة على الوصف والثبوت ... " بدائع الفوائد (1/ 240 - 241) ط. دار عالم الفوائد.

ما بين المعكوفين من كلامي.

بعد عرض كلام ابن القيم، هل نستطيع القول أن الله عز وجل أراد بالتفريق بين ختام الآيتين أن يثبت علمه على كل حالة وفي كل وقت؟ أم أن هذا معلومٌ أصلا وتحصيل حاصل؟

جزاكم الله خيرًا.

وبارك فيك ونفع بك أخي أبا الوليد

أما مراد الله فهو سبحانه أعلم به، ونحن إنما نقول ما نفهمه من القرآن، فإن حكمنا بمعنى أو غرض في الآية فهو من باب القول بما نعلمه، فنحن نرجو أن يكون هو مراد الله إلا ما كان واضحا بينا كما كان بعض السلف يقسم على الآية أن المراد بها كذا كما أقسم ابن مسعود رضي الله عنه على أن المراد بلهو الحديث هو الغناء، وأما التوقيع عن رب العالمين فهو أمر جد عظيم نسأل الله أن يعفو عنا وأن يسددنا في القول والعمل.

نقول وبالله التوفيق: إن في الآيتين إثباتا لصفة علمه تعالى، بلا ريب وكل آية منهما تثبت صفة العلم كما تثبته الأخرى بيد أن الاختلاف بينهما في المتعلق، فالآية التي ورد فيها العلم بصيغة المضارع (يعلم) أفاد ذلك أن أمرا "ما" سيتعلق بالعلم تعلقا مستمرا استمرارا تجدديا، فآية الحجرات يتعلق بالعلم فيها ما في الآية قبلها من ذكر إيمان الذين امتنوا على النبي عليه السلام بإسلامهم وما يتصل به من صدقهم أو عدمه، فيأتي المضارع المفيد استمرارا تجدديا ليبين أن ما في صدورهم في الآزمنة الثلاثة الماضي والحال والاستقبال أنه كله متعلق بعلم الله لا يخرج شيءعن علمه تعالى مما في صدورهم أبدوه أو أخفوه.

أما حينما يكون العلم بصيغة اسم الفاعل فإنه لا يلزم من الصيغة حينئذ دلالة على متعلق محدد بل هي دلالة على علمه المطلق سبحانه وتعالى.

وبهذا يفهم من الآيتين أنهما أفادتا صفة علمه تعالى، إلا أن آية الحجرات أفادت مع صفة العلم لازما ومتعلقا، أما آية فاطر فإنها تفيد مطلق العلم بلا لازم معين.

وشكر الله لك هذا الموضوع وبارك فيك

والله أعلم

ـ[سلطان العمري]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:15 ص]ـ

بارك الله في علمكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير