ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[15 Aug 2008, 12:06 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
1) ـ الطلح و الطلع، و النضيد و المنضود في تفسير القرطبي:
من تفسير القرطبي لقوله تعالى:
{و النخل باسقات لها طلع نضيد} [الآية 10 ـ سورة: ق].
الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل.
يقال: طلع الطلع طلوعا وأطلعت النخلة، وطلعها كفراها قبل أن ينشق.
"نضيد"أي متراكب قد نضد بعضه على بعض.
وفي البخاري "النضيد" الكفري ما دام في أكمامه ومعناه منضود بعضه على بعض؛ فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد.
ــــ
و من تفسيرالقرطبي لقوله تعالى:
{في سدر مخضود و طلح منضود} [الآية 29 ـ سورة: الواقعة].
الطلح شجر الموز واحده طلحة. قاله أكثر المفسرين: علي وابن عباس وغيرهم.
وقال الحسن: ليس هو موز ولكنه شجر له ظل بارد رطب.
وقال الفراء وأبو عبيدة: شجر عظام له شوك ....
فالطلح كل شجر عظيم كثير الشوك.
الزجاج: يجوز أن يكون في الجنة وقد أزيل شوكه.
وقال الزجاج أيضا: كشجر أم غيلان [1] له نور طيب جدا فخوطبوا ووعدوا بما يحبون مثله، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا.
وقال السدي: طلح الجنة يشبه طلح الدنيا لكن له ثمر أحلى من العسل.
وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " وطلع منضود" بالعين وتلا هذه الآية "ونخل طلعها هضيم" [الشعراء: 148] وهو خلاف المصحف.
في رواية أنه قرئ بين يديه "وطلح منضود" فقال: ما شأن الطلح؟ إنما هو "وطلع منضود" ثم قال: "لها طلع نضيد" [ق: 10] فقيل له: أفلا نحولها؟ فقال: لا ينبغي أن يهاج القرآن ولا يحول.
فقد اختار هذه القراءة ولم ير إثباتها في المصحف لمخالفة ما رسمه مجمع عليه.
قال القشيري. وأسنده أبو بكر الأنباري قال: حدثني أبي قال حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الحسن بن سعد عن قيس بن عباد قال: قرأت عند علي أو قرئت عند علي - شك مجالد - "وطلح منضود" فقال علي رضي الله عنه: ما بال الطلح؟ أما تقرأ "وطلع" ثم قال: "لها طلع نضيد" [ق: 10] فقال له: يا أمير المؤمنين أنحكها من المصحف؟ فقال: لا. لا يهاج القرآن اليوم.
قال أبو بكر: ومعنى هذا أنه رجع إلى ما في المصحف وعلم أنه هو الصواب، وأبطل الذي كان فرط من قوله.
والمنضود المتراكب الذي قد نضد أوله وآخره بالحمل، ليست له سوق بارزة بل هو مرصوص، والنضد هو الرص والمنضد المرصوص.
وقال مسروق: أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها نضيدة ثمر كله, كلما أكل ثمرة عاد مكانها
أحسن منها.
ــــــــــــــــ
[المصدر: المكتبة التراثية بموقع {الوراق}].
ـــــــــــــــ
[1]: {أم غيلان} من أسماء {الطلح} في الإصطلاح النباتي، و هو غير الموز.
و سيأتي تفصيل هذا في مشاركة قادمة إن شاء الله [بنلفقيه].
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[22 Aug 2008, 12:36 ص]ـ
بسم اللهو الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الإثمار البكري عند شجرة الموز Parthénocarpie = parthenocarpy :
{ وحدة الله تتراءى في وحدة خلقه}:
{وحدة الله تتراءى في وحدة خلقه}: هذه حكمة من الحكم الأولى التي تعلمتها في حياتي الدراسية ... تعلمتها على صفحات مجلة العربي الكويتية ... و صاحب هذه الحكمة هو المرحوم أحمد زكي بك مؤسس المجلة و أول رئيس تحريرها ... كانت هذه الحكمة عنوان مقالات علمية شيقة و مفيدة كنت أتتبعها و أجد في قراءتها متعة ما بعدها متعة ... و بقي مضمون هذه الحكمة حاضرا في ذهني لا يفارقه ... و لم تزده السنون إلا رسوخا و تثبيتا ... رحمك الله يا أستاذي أحمد زكي ... و جزاك عن العلم و طلابه خير الجزاء و أوفره ...
تكلمت عن التوالد العذري parthénogénèse عند النحل، و كيف أن نحلة عذراء تضع بيضا غير ملقح فينتج عنه ذكور من نفس الجنس ... و كنت تطرقت لهذه الظاهرة في موضوع خلق نبي الله سيدنا عيسى عليه السلام من أم عذراء لم يمسسها بشر [1] ...
و سأتحدث هنا باختصار شديد على حالة مماثلة في النبات، و خاصة هنا بالأنواع الزراعية من جنس الموز ... تعرف الظاهرة في علم النبات باسم: الإثمار البكري = parthénocarpie ...
أصل التسمية من parthenos اليونانية بمعنى " بكر " أو " عذراء "، و karpos بمعنى " ثمرة " ...
و بهذا يكون {الإثمار البكري} أو parthénocarpie ، هو تحول المبيض ... [مبيض زهرة الموز هنا] ... إلى ثمرة دون أن يحدث إخصاب البويضات ... فينتج عن ذلك ثمرة بكرية خالية من البذور ... [2] ...
و هذا ما يفسر عدم وجود بذور في الموز المستهلك يوميا على موائدنا ...
و لظاهرة الإثمار البكري هذه علاقة وطيدة في ما سياتي من فصول البحث عن التنضيد عند الموز المنضود ... إن شاء الله .... [3]
ـــــــ
[1]: ينظر في الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12581
[2] : معجم المصطلحات النباتية ـ د. وليد أسود [ط.1 ـ 2002 ـ لبنان].
[3]: و الله وحده يعلم " جنس " مكونات نكتة الأستاذ العرابلي هذه المرة، بعد قراءته للمشاركة!
¥