قال الزمخشري (14): في قوله تعالى: ? سُبْحَانَ الذِي أَسْرَىا بِعَبْدِهِ لَيْلاً? (15) أي: ليلا قليلا، أو بعض ليل" (16).
8 - التحقير: نحو قوله تعالى: ? مِنَ اَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ? (17) أي: خلقه من شيء حقير مهين.
وأضاف البعض (18): الشرط و الامتنان
9 - الشرط: نحو قوله تعالى: ?وَإِنَ اَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ? (19).
10 - الامتنان: نحو قوله تعالى: ? وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً طَهُورًا ? (20) ".
II- مقامات التعريف: ومن مقاماته ما يلي:
1 - التعظيم: نحو قوله تعالى: ?مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ? (21).
2 - الإهانة: نحو قوله تعالى: ? تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ? (22) قال السيوطي – حول الآية – "وفيه أيضا نكتة أخرى، وهي الكناية عن كونه جهنميا" (23).
3 - بالإشارة لتمييزه أكمل تمييز بإحضاره في ذهن السامع جنسا: نحو قوله تعالى: ? هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الذِينَ مِن دُونِهِ? (24)
4 - لقصد تحقيره بالقرب: نحو قوله تعالى: ?وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ? (25).
5 - لقصد تعظيمه بالبعد: نحو قوله تعالى: ?ذَالِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ? (26).
6 - للتنبيه بعد ذكر المشار إليه بأوصاف قبله على أنه جدير بما يرد بعده من أجله: نحو قوله تعالى: ?أُوْلَئِكَ عَلَىا هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? (27).
7 - إرادة العموم: " نحو قوله تعالى: ? إِنَّ الذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ? (28).
8 - الاختصار: نحو قوله تعالى: ? لاَ تَكُونُوا كَالذِينَ ءَاذَوْا مُوسَىا فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا? (29).
9 - وبالموصولية لكراهة ذكره بخاص اسمه إما سترا عليه، أو إهانة له: نحو قوله تعالى: ?وَالذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ ? (30). وقوله: ?وَرَاوَدَتْهُ التِي هُوَ فِي بَيْتِهَا? (31).
وذكر السيوطي فوائدا في التنكير والتعريف منها:
"ما الحكمة في تنكير "أحد" وتعريف "الصمد" من قوله تعالى: ? قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1) اللهُ الصَّمَدُ?.
قال السيوطي: "وألفت في جوابه تأليفا مودعا في الفتاوى وحاصله أن في ذلك أجوبة –ذكر ثلاثا منها- وسأكتفي بذكر واحدة منها: أنه نكر للتعظيم، والإشارة إلى أن مدلوله وهو الذات المقدسة غير ممكن تعريفها والاحاطة بها" (32).
ومما أراه من روائع الفوائد التي ذكرت في التعريف والتنكير: ما اجتمع في قوله تعالى: ? فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ? (33). فقد اجتمعت معرفتان ونكرتان.
فالعسر الثاني هو عين الأول لكونهما معرفتين. واليسر الثاني غير الأول لكونهما نكرتين.
لذلك روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "لا يغلب عسر يسرين" فقد استدل على خاصية من أهم خصائص الشريعة الإسلامية وهي رفع الحرج والتيسير على الناس ما أمكن من خلال القاعدة اللغوية.
ثانيا: قاعدة الإفراد والجمع
بعض ألفاظ القرآن يكون إفراده لمعنى خاص، وجمعه لإشارة معينة أو يؤثر جمعه على إفراده، أو العكس (34).
ومن أمثلة ذلك (35):
- كلمة "الريح" ذكرت مفردة وجمعا.
فحيث ذكرت في سياق الرحمة جمعت، وحيث ذكرت في سياق العذاب أفردت.
وقد أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن أبي بن كعب قال: "كل شيء في القرآن من الرياح فهو رحمة، وكل شيء من الريح فهو عذاب".
ولهذا ورد في الحديث "اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا".
ü ومن ذلك: "الألباب" لم يقع إلا جمعا، لأن مفرده "اللب" ثقيل لفظا.
ü ومن ذلك "السماء" و"الأرض" حيث وقع في القرآن ذكر "الأرض" فإنها مفردة، ولم تجمع بخلاف السموات، لثقل جمع "الأرض" وهو أرضون.
ولهذا لما أريد ذكر جميع الأرضين قال: "ومن الأرض مثلهن".
ü ومن ذلك: إفراد سبيل الحق لأنه واحد، وجمع سبل الباطل لتعددها قال تعالى: ?وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سبِيلِهِ? (36).
¥