تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ü ومن ذلك أيضا: إفراد ولي المؤمنين، وجمع أولياء الكافرين نحو قوله تعالى: ? اللهُ وَلِيُّ الذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَالذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ? (37).

ü ومن ذلك: إفراد "النار" حيث ذكرت، وجمع "الجنة" وإفرادها، لأن الجنات مختلفة الأنواع فحسن جمعها، و"النار" مادة واحدة، ولأن الجنة رحمة والنار عذاب، فناسب جمع الأولى، وإفراد الثانية على حد "الرياح" و"الريح".

ü ومن ذلك إفراد "السمع" وجمع "البصر"، لأن متعلق السمع الأصوات وهي حقيقة واحدة، ومتعلق البصر الألوان والأكوان، وهي حقائق مختلفة وقد ألف أبو الحسن الأخفش كتابا في الإفراد والجمع، ذكر فيه جمع ما وقع في القرآن

مفردا، ومفرد ما وقع جمعا.

ومن أمثلة ما أرى خفاءه:

ü المن: لا واحد له.

ü مدرارًا: جمعه مدارير.

ü قنوان: جمع قنو، وصنوان: جمع صنو. وليس في اللغة جمع ومثنى بصيغة واحدة إلا هذان.

ü نُشرًا: جمع نَشُور

ü عضين وعزين: جمع عضة وعزة

ü الحَرُور: جمع حُرور بالضَم.

ü غرابيب: جمع غِرْبيب.

ü الحوا يا: جمع حاوية.

ثالثا: قاعدة في السؤال والجواب.

الأصل أن يكون الجواب بحسب ما يقتضيه السؤال، إذ المطابقة بين الجواب والسؤال هي الأصل ولكن قد يحدث غير هذا (38):

1 - فقد يعدل في الجواب عن السؤال تنبيها على أنه كان من حق السؤال أن يكون كذلك: وهو المسمى بأسلوب الحكيم.

مثاله: قوله تعالى: ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الاَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ ? (39).

فقد سألوا عن الهلال لم يبدو دقيقا مثل الخيط، ثم يتزايد قليلا قليلا حتى يمتلئ، ثم لا يزال ينقص حتى يعودكما بدأ؟ فأجيبوا ببيان حكمة ذلك، تنبيها على أن الأهم السؤال عن ذلك لا ما سألوا عنه.

وذهب صاحب الإتقان إلى أن نظم الآية تحتمل بيان حكمة ذلك كما تحتمل ما سألوا عنه (40).

2 - وقد يكون في الجواب زيادة عن السؤال:

مثاله: قوله تعالى على لسان موسى: ?قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا، وَاَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي? (41) في جواب ? وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى? (41) فقد جاء الجواب أعم من السؤال للحاجة إليه (42).وفسره البعض استلذاذا بخطاب الله تعالى (43).

3 - وقد يكون في الجواب نقص عن السؤال:

مثاله: قوله تعالى: ? قُلْ مَا يَكُونُ لِيَ أَنُ اُبَدِّلَهُ? (44). في جواب? اَيتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَذَآ أَوْ بَدِّلْهُ? (44).

فقد أجاب عن التبديل دون الاختراع.

قال الزمخشري: "لأن التبديل في إمكان البشر دون الاختراع فطوى ذكره لتنبيه على أنه سؤال محال" (45).

وقيل لأن التبديل أسهل من الاختراع، فقد نفى إمكانه، فالاختراع أولى.

4 - وقد يعدل عن الجواب أصلا إذا كان السائل قصده التعنت: نحو قوله تعالى? وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنَ اَمْرِ رَبِّي ? (46).

رابعا: قاعدة في الخطاب بالاسم والخطاب بالفعل

الاسم عند جمهور أهل البيان يدل على الثبوت والاستمرار، والفعل يدل على التجدد والحدوث (47)، ولكل منها مقامه (48):

- فمن ذلك قوله تعالى: ? هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم ? (49).

فلو قال "رازقكم" لفات ما أفاده الفعل من تجدد الرزق شيئا بعد شيء ولهذا جاء الفعل مضارعا رغم أن العامل الذي يفيده ماض وهو المسمى حكاية الحال الماضية.

- بينما في قوله تعالى: ? إِنَّمَا الْمُومِنُونَ الذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ? (50)

فقد جاء التعبير في "الإيمان" بالاسم، لأن الإيمان له حقيقة ثابتة تقوم بالقلب يدوم مقتضاها.

لذلك قال المفسرون في قوله تعالى: ?يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ? (51) لما كان الاعتناء بشأن إخراج الحي من الميت أشد أتى فيه بالمضارع ليدل على التجدد (52).

- وفي قوله تعالى: ? إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ ? (53)

أن سلام إبراهيم عليه السلام أبلغ من سلام الملائكة كيف ذلك؟

فقالوا: سلاما: النصب على أنه مصدر سد مسد الفعل، وأصله نسلم عليك سلاما، وهذه العبارة مؤذنة بحدوث التسليم منهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير