وذا الرأي حين تغم الأمور بذات الصليل وذات اللجم
فنصب (ليث الكتيبة) و (ذا الرأي) على المدح والاسم قبلها مخفوض، لأنه من صفة واحدة " (40).
- قبح العطف بظاهر من الأسماء على مكنى في حال الخفض: ففي تأويله بقوله تعالى:) واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ((41) قال الطبري": والقراءة التي لا نستجير القارئ أن يقرأ غيرها في ذلك النصب لما قد بينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء على مكنى في حال الخفض إلا في ضرورة شعر (42).
ومن خلال هذه الوقفة مع تفسير (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) لابن جرير الطبري وصلنا لنتيجة عامة تمثلت في صلة النحو بالقرآن الكريم، فهو وسيلة المفسر في تفسيره وكشف تأويله. كما تبين لنا أن الشواهد النحوية قد ملأت هذا السفر الكبير على امتداد ثلاثين جزءا صيغت من خلالها قواعد نحوية كثيرة وتخريجات معززة بشواهد من القرآن الكريم وشعر منسوب إلى شعراء يحتج بشعرهم. وأحسب أن هذه الدراسة من شأنهاأن تضيف لهذا التفسير قيمة أخرى بالتعريف بشواهده النحوية والاستفادة منها في البحوث القرآنية والدراسات اللغوية.
الإحالات
1 – أبو بكر الزبيدي: لحن العوام، تحقيق رمضان عبد التواب، المطبعة الكمالية القاهرة،1964، ص 4.
2 - الرافعي: تاريخ آداب العرب، ط 2، 1359 هـ – 1940 م ج 1، ص 239
3 - أبو البركات
4 - أبو بكر الزبيدي: طبقات النحويين واللغويين، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، ط2، ص 11.
5 - انظر مثلا: ابن خلدون: المقدمة، دار الرائد العربي بيروت،ط 5، 1402 هـ – 1982 م، ص 546. والقرطبي: الجامع لأحكام القرآن، دار الفكر، ط 2، 1407 ه – 1987 م، ج 1، ص 24.
6 - فاطر: 28.
7 - ابن فارس: الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها، تحقيق مصطفى الشويمي، بيروت، 1964م ص309.
8 - ابن جني: الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، دار الهدى للطباعة والنشر، بيروت (د.ت) ج 1،ص 35.
9 - عبد الله رفيده: النحو وكتب التفسير، دار الجامهرية للنشر والتوزيع، ط 3، ج 1، ص 547.
10 - الفاتحة:7.
11 - أي المحددة.
12 - الطبري: جامع البيان، دار المعرفة بيروت، لبنان، 1986 م، ج 1، ص 61.
13 - القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، ج 1 ص 67.
14 - الانفطار: 19.
15 - قرأ بالنصب زيد بن علي والحسين وأبو جعفر وشيبة والأعرج وباقي السبعة (أبو حيان: البحر المحيط ج 8، ص 437).
16 - الطبري: جامع البيان، ج 30، ص 57.
17 - الإسراء: 17.
18 - هو زياد بن زيد العدوي: ابن منظور: اللسان ج 20، ص 231 (هدى)
19 - الطبري: جامع البيان، ج 15، ص 44.
20 - الإسراء: 14.
21 - الفراء: معاني القرآن، تح: محمد علي النجار وأحمد يوسف نجاتي، عالم الكتب،بيروت،ط 3، 1983م، ج 2 ص 219 –220.
22 - الجاثية: 31.
23 - الطبري: جامع البيان ج 25 ص 95.
24 - الروم: 24.
25 - الطبري: جامع البيان ج 21 ص 22.
26 - البيت من الطويل وهو لتميم بن مقبل في ديوانه.
27 - الفراء: معاني القرآن ج 2،ص 223.
28 - البقرة: 81 وتمامها ? بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ?.
29 - الطبري: جامع البيان ج 1، ص 304 – 305.
30 - طه: 23.
31 - الطبري: جامع البيان، ج 16، ص 136 – 137.
32 - ابن يعيش: شرح المفصل، مطبعة الطباعة المنيرة، القاهرة، ج 3، ص 130 – 131.
33 - أبو حيان: البحر المحيط، ج 6،ص 255.
34 - المائدة: 6.
35 - الزجاج: إعراب القرآن ج 1 ص 173، وابن الأنباري: الإنصاف في مسائل الخلاف ج 2، ص 603.
36 - السيوطي: الإتقان في علوم القرآن، دار المعرفة بيروت لبنان ج 2 ص 256.
37 - قرأ نافع وابن عامر (وأرجلكم) بالنصب. وروى الوليد بن مسلم عن نافع أنه قرأ (وأرجلكم) بالرفع وهي قراءة الحسن والأعمش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة (وأرجلكم) بالخفض. وبحسب هذه القراءات اختلف الصحابة والتابعون.
38 - الطبري: جامع البيان ج 6 ص 81 – 84.
39 - البقرة: 177.
40 - الفراء: معاني القرآن ج 1 ص 105.
41 - النساء:1
42 - الطبري: جامع البيان ج 4 ص 151 – 152.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 07:10 م]ـ
ومن خلال استقراءنا لهذا التفسير لمسنا عناية كبيرة بالشواهد النحوية، وقد أحصيت شواهد القرآن فوجدت عدتها ستة وعشرين ومائة (126) شاهد، وشواهد القراءات نحو خمسة وخمسين مائة (155) شاهدا، وهي نسبة عالية تبرز اهتمامه بالقراءات واعتماده عليها، وعدد الشواهد الشعرية نحو ثلاثة وأربعين ومائة (143) شاهد، أما الشواهد النثرية فأكثرها أمثلة تعليمية.
بحث قيم وفق الله الباحث والناقل لكل خير. وقد لفت نظري قوله أعلاه، ولا أدري عن مقصد الباحث من استقراءه للكتاب،فإن كان يقصد التفسير كاملاً فهذا مستغرب حيث إن عدد الشواهد التي أوردها الطبري في النحو أكثر من هذا العدد بكثير، ومجموع شواهده الشعرية أكثر من 2600 وشواهد النحو منها خاصة كثير يفوق العدد الذي تفضل به الباحث الدكتور لخضر ربحي وفقه الله.
شكر الله للباحث والناقل.