تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدكتور محمد الخضيري: أضف إلى ذلك أنه لما ذكر التوحيد لم يذكره مجردا لم يقل: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} فقط , بل ذكره بدليل: {الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ} ثم أكد: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)} ففي البداية قال" أعبدوا ربكم "وفي الختام قال:"فلا تجعلوا لله أندادا" , في الأولى بصيغة الإثبات وفي الثانية بصيغة النفي , فذكر التوحيد بدليله هذا مهم جدا , فتوحيد الألوهية هو الربوبية.

الدكتور مساعد الطيار: إذن الوقوف على الربوبية وهذا يقع أحيان عند بعض المسلمين وأحيانا بعض العلماء , يستغرق في توحيد الربوبية ولا يأخذ بتوحيد الألوهية , فنقول أن المقصد الأعظم من ذكر توحيد الربوبية هو الوصول لتوحيد الإلوهية , فإذا عرفت أنه ربك , ماذا يجب أن يكون؟ المراد أن تعبده , ولذلك عندما ندعو الكفار من اليهود والنصارى بأي أسلوب من أساليب الدعوة المعاصرة وبأي طريقة من الطرق , لا نقتصر على قضية وقوع الاقتناع من هذا الكافر بأن ديننا حق , لأن هذه مرحلة وليست هي المرادة , وإنما المراد تعبيد هذا الكافر لله - سبحانه وتعالى - إذن ننتقل للمرحلة الأخرى و هي مرحلة تعبيد هذا الكافر لله , وإما دعوته ليقتنع بما عندي ليست هي المهمة عندي بل الدخول في دين الله.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: الموضوع الثالث الذي ننتقل إليه و إن كانت موضوعات سورة البقرة لو أخذت تفصلها آية آية لو جدت فيها آلاف الموضوعات.

فكما ذكر الدكتور محمد مرارا قول من قال أن سورة البقرة اشتملت على ألف حكم وألف أمر وألف نهي , فهي مليئة جدا , ولكن لعلنا نذكر أبرز الموضوعات , مثل قصة خلق آدم عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} وهذه قصة لها ما بعدها.

الدكتور محمد الخضيري: وهي أول قصة من قصص القرآن وهي آخر قصة حكيت في القرآن , فقصة الخلق وكيف أخرج آدم عليه السلام من الجنة وأهبط للأرض , وما حصل له من التكريم المسبق , كيف أن الله كرمه وأعلى منزلته ثم وقعت منه الخطيئة فنزل , ثم في آخر سورة من سور القرآن: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)} الناس , تذكروا أول حدث في القرآن والآن النتيجة والثمرة انتبهوا يا أبناء آدم من هذا العدو , الذي لن يترككم حتى تشركوه في نار جهنم - نسأل الله السلامة والعافية -.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: تعتبر قصة خلق آدم من أبرز موضوعات سورة البقرة , ولو تلاحظون في أولها في قوله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)} البقرة , والناس يتساءلون دائما , لماذا تقول الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} , كيف عرف الملائكة أنهم سيسفكون الدماء؟ هل كان هناك مخلوقات سابقة في الأرض؟ تجد المفسرين يتكلمون بكلام كثير , فقالوا: أنه كان فيها طوائف من الجن , لكن هل هناك أدلة تثبت ذلك , ليس هناك أدلة , ولكن تلاحظ أن هناك أمور قد يتشوف الذهن لمعرفتها في القرآن الكريم ولم يأت لها خبر لا في القرآن ولا في السنة , بالرغم من أن الناس تتشوف إليها , فليس من الصحيح أن تأتي بروايات باطلة وضعيفة, لتملأ بها هذا الفراغ بحجة كما يقول بعضهم إن في قصص القرآن الكريم هناك فراغات كثيرة , والقصة في عالم الأدب تحتاج أن تملأ هذه الفراغات , لو تجوزنا بهذا في عالم القصة العادية , لكن في القرآن الكريم ليس من حقك أن تملا فراغات القصص القرآني بخزعبلات و أشياء غير صحيحة وباطلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير