تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لعلنا نتحدث الآن عن خطاب الله لبني إسرائيل في قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)} البقرة , الخطاب هنا ليس لبني إسرائيل الذين مروا وإنما لمن كانوا في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم -, و قوله: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ .. } 49: البقرة , نلاحظ في الخطابات التي مثل هذه قد يقول القائل: ما علاقة من كان في زمن فرعون بمن كان في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- , فنقول إن إنجاء الآباء نعمة على الأبناء فلو لم ينجوا الآباء لم يكن الأبناء.

الدكتور محمد الخضيري: {وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)} يس.

الدكتور مساعد الطيار: و أيضا حين تُذكر مخازي الآباء التي لم يعترض عليها الأبناء ولم ينكروها فإنها تلحقهم , لذلك قال الله سبحانه وتعالى: {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)} البقرة , فهم لم يتخذوا العجل وإنما اتخذه آباؤهم من قبل , فإذن هذه قاعدة على القارئ أن ينتبه لها أن الخطاب لبني إسرائيل الذين كانوا في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا جاء في أمور كانت من آباءهم فهي تلحق بهم.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: ومصداقا لذلك قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)} الأعراف.

الدكتور محمد الخضيري: المفترض أن نبدأ بصورة إجمالية ثم نمر على التفاصيل , فهي الطريقة المثلى للنظر في السور والآيات و المعاني وجميع ما يعتري الإنسان , فينظر نظرة إجمالية ثم يخوض في التفاصيل حسب ما يريد , حتى في التفسير فالأفضل أن يبدأ القارئ بقراءة تفسيرا أجماليا , لا في تفسير يخوض في التفاصيل, فهذا قد يمنعه من الفهم , ويحول بينه وبين معرفة مراد الرب - عز وجل - من جملة هذه الآيات ,وتأكيد لذلك دعونا نأخذ نظرة أجمالية لهذه الآيات , فالآيات بدأت بنداء لبني إسرائيل تناديهم وتذكرهم بنعم الله عليهم فالله يذكر هذه النعم ويذكر العهود والمواثيق التي أخذها عليهم , وهو كما أسلفنا من الروابط بين هذه السورة والفاتحة " موضوع العهد والميثاق" , فيقول: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)} البقرة , فما هو هذا العهد , فذكر عدة أعمال في قوله: {آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} , ثم: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} ثم بدأ يذكر نعم الله عليهم و بما قابلوها من الكفران والجحود والعنت والتجاهل والتأبي والطغيان والاستكبار والنكوص.

الدكتور مساعد الطيار: وعبادة العجل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير