تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدكتور محمد الخضيري: أضف لذلك أن الإنسان أحيانا قد يشكل عليه أمر يسير , وهو يذعن لما هو أعظم منه ,وهذه من العجائب -سبحان الله -, فنقول من الذي خلق إبليس؟ أليس الله - سبحانه وتعالى- , و أليس إبليس فتنة لبني آدم؟ من الذي خلق الكفر؟ أليس الله؟ إذن؛إذا كان الله خلق الكفر والمعاصي وقدرها , وخلق إبليس وجعله فتنة لبني آدم فهذه كتلك أيضا , فكيف تقبل بهذه وتستعظم تلك؟ وهذه تدعونا لقضية مهمة جدا , لأن هذه الآية تشكل على فهم كثير من الناس بل قد أشكلت على كثير من المفسرين قالوا ذلك وذكروه في تفاسيرهم , والحق مع ظاهر القرآن , فظاهر القرآن جاء بأبين ما يكون في بيان حقيقة هذا الأمر , فنذهب ونلوي أعناق النصوص!! ونحاول أن نأتي بتأويلات باردة وسمجة وفيها تكلفات!! في غالبها هي رد على أمور وقعت في النفس ويريد الإنسان أن يردها , لكن الحقيقة أن هذه الأمور التي وقعت في النفس لا حقيقة لها , فكون الإنسان يقول كيف ينزل الرب ملكان ليعلمان الناس السحر وما يقبل بهذا , فيستعظمه وينكره , فيقول حقيقة الأمر أن هاروت وماروت ليسا بملكين!! أو أن التعليم ليس منها وإنما من اليهود أو من الجن والشياطين!! , تكلفات كثيرة جدا , مع أن الآيات واضحة جدا , فلا إشكال في الآية فالقضية أو العقدة هي؛هل لله أن ينزل أحد يعلم الناس السحر؟ الجواب: له ذلك , ومع هذا يبين - فالحمد لله -.

الدكتور مساعد الطيار: رأيت بعض المتأخرين كتب كتاب يبين قصة هاروت وماروت وأغلب ما تكلم فيه مجانب للمعاني التي ذكرناها والتي يشير لها ظاهر الآيات , والمحقق - حفظه الله - أخذ عنه وتبع المؤلف في هذا وأشاد بجهوده في التأويل , أحيانا يرد الكاتب عن شيء توهمه وليس واقع.

الدكتور محمد الخضيري: مسألة عصمة الأنبياء مثلا , وقع في نفوس كثير من الناس أن الأنبياء معصومون عن كل ذنب. ثم إذا جاءت الذنوب المذكورة في القرآن للأنبياء وتوبتهم لله واستغفارهم منها أشكل عليهم ذلك ,إذن حل العقدة من أصلها , فالأنبياء معصومون في أصل التبليغ وقبائح الذنوب التي هي لا تليق بأن تنسب إليهم لأنها تخل بالمروءة وتنقص مقادير الأنبياء , فهذه لاشك أنهم معصومون منها , لكن الذنوب التي تقع من سائر البشر , كأن يغضب فيضرب أو أن يسب إنسان أو شيء من هذا القبيل والذي يقع مثله من سائر البشر , نقول هذا لا ملامة فيه , الملامة في أن يقع منه الذنب ولا يتوب ولا يستغفر , ولذلك تذكر ذنوب الأنبياء ويذكر بعدها التوبة , ولذلك داود -عليه السلام -لما قال: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25)} ص , فانظر إلى قوله فاستغفر ولم يقل ثم استغفر , فمن حين ما وقع في الذنب استغفر , فمما استغفر داود إلا من ذنب , هنا انتهت المشكلة.

الدكتور مساعد الطيار: بمناسبة ذكر عصمة الأنبياء يحسن بنا وضع قواعد عامة لكي يتبصر بها المسلم وهو يقرأ القرآن , يقول - سبحانه وتعالى: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)} الإسراء , فعندنا جانب بشري ,في النبي وجانب رسالي وهو نبوي , كما ذكرتم الجانب النبوي معصوم فيه وهو جانب التبليغ , أما الجانب البشري الأصل فيه أنه مثل البشر لا يعطى مزية إلا بما ورد فيه النص , فمثلا كون أن رائحة عرق النبي - صلى الله عليه وسلم - كرائحة المسك , هذا جانب كمال بشري نثبته لوجود الدليل عليه من الأخبار الثابتة عنه - صلى الله عليه وسلم - لكن لا يمكن أن نقول مثلا أن النبي - عليه الصلاة والسلام - يطير لعدم ثبوت ذلك عنه , إذا لا نثبت في الجانب البشري للنبي ما لم يثب عنه , و هذا الجانب هو الذي وقع فيه بعض الإشكال عند العلماء مما يقع من الجانب البشري في النبي , فاستغرب مع وضوح الآيات التي أثبتت بعض الذنوب من الأنبياء كيف يأتي من ينكرها , ويكون عنده حشمة لمقام النبي أكثر من حشمة الرب - سبحانه وتعالى - لأن في إنكار وقوعها نوع من تكذيب الله , فالله -سبحانه وتعالى -يقول: {

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير