تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قرأت كتاب كمال الصليبي "التوراة جاءت من جزيرة العرب" على أثر قرائتي لكتاب "موسى وفرعون في جزيرة العرب" للكاتب أحمد الدبش .. وبكل تأكيد هناك نظر في كتابات الصليبي .. لكن أفضل كتاب ناقش المسألة بمختصر مفيد هو ما كتبه أحمد الدبش .. في 135 صفحة .. إلا أنني توسعت في القراءة والاستدلال حتى اقتنعت بوجود تزوير فعلي في التاريخ .. حتى في التاريخ الإسلامي نفسه اكتشفت أمورا من المخجل أن تسطر في أي كتاب جدير بالاحترام لأنها ترويج للخرافات على حساب النص القرآني .. مثل الحملات التي قامت للبحث عن سد ذو القرنين والتي تدل من وصفها أن الباحث لم يصل إلى شيء إنما كتب من وحي خياله خرافات وأساطير ما أنزل الله بها من سلطان

لذلك لا يكفي لحسم القضية النظر فقط في كتاب الصليبي رغم تواضعه الجم .. أو كلام السواح بنظرته الأثرية لأرض مهملة من التنقيب .. كدت احترم رأي السواح لولا أنه يستند إلى عدم وجود آثار. وقد فاته أن التنقيب مهمل تماما في المنطقة .. ولكن القضية أوسع من هذا بكثير جدا ..

وأحيلك إلى عدة كتبت مما طالعتها في المسألة

ا. د كمال الصليبي (التوراة جاءت من جزيرة العرب) مؤسسة الأبحاث العربية - بيروت

أحمد الدبش (موسى وفرعون في جزيرة العرب) خطوات للنشر والتوزيع - دمشق

زياد منى (جغرافية التوراة مصر وبنو إسرائيل في عسير) رياض الريس للكتب والنشر - لندن

ا. د كمال الصليبي (خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل) دار الساقي - بيروت

ا. د كمال الصليبي (البحث عن يسوع قراءة جديدة في الأناجيل) الشروق - عمان

فرج الله صالح ديب (التوراة العربية وأورشليم اليمنية)

وهناك كارثة أخرى تهز كثيرا من قوة الأدلة الأثرية .. وهي الأدلة المزيفة والمصطنعة .. فمن السهل على الدول الطامعة في إحياء تاريخها البائد أن تصطنع أدلة مزيفة لتثبت لها حقوق تاريخية بائدة .. كإسرائيل مثلا

فاليهود صنعوا حديثا أدلة مزيفة ليثبتوا أن جبل الطور يقع في السعودية وليس في سيناء .. فوضعوا خليج العقبة بقايا عربات حربية مشابهة لما في الرسوم الفرعونية .. ثم زعموا أنها من بقايا العربات التي كانت تبع موسى وقومه

والذي يفضح أنها أدلة مصطنعة فمن المستحيل ان تبقى العجلات في نفس الموقع بسبب حركة مياه البحر والنحر والمد والجزر .. فمن المفترض أن تبتعد تلك العجلات عن موقعا الأصل وأن تطمر في الرمال .. لكن الصور المرفقة تكشف أن العجلات ثابتة في موضوعها وتعلوها طحالب طفيفة وهي تعلو الرمال في قاع الماء

تنبه معي إلى قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي) [طه: 77] أي امشي بعبادي ليلا .. وهذا معناه أن موسى انطلق بقومه ليلا .. فمتى بدأ فرعون بلحاقهم؟

قال تعالى: (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ) [الشعراء: 60] .. أي بدأ فرعون يتبعهم عند شروق الشمس .. حتى رأى الجمعان بعضهما بعضا (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) [الشعراء: 61] .. وهذا معناه أن الوقت كان نهارا والشمس مشرقة لم تغب بعد

فعلى أقصى حد أنهم تلاقوا عصرا .. إذا فالمسافة بين مصر وبين اليم مسير يوم من الشروق حتى الغروب .. أي أن مصر كانت مدينة أو عاصمة قريبة من البحر على مسافة يوم أو ما يعادل مسيرة عشرة ساعات عدوا بالخيل

والمسافة بين السويس وخليج العقبة كبيرة جدا .. وتحتاج مسيرة عدة أيام .. وهذا الواقع يتعارض مع كتاب الله تعالى

لم يذكر لفظا أنهم تلاقوا في نفس اليوم .. لكن الفارق الزمني بين خروج بني إسرائيل ليلا .. وإتباعهم عند شروق الشمس .. لا يمكن أن يصل اكثر من عشر ساعات

فعلى فرض أن قوم موسى انطلقوا من آخر الليل عشاءا .. يعني من حوالي الساعة الثمانة مساءا .. وشروق الشمس لنفرض أنه في السادسة صباحا .. إذا الفارق الزمني حوالي عشر ساعات على أقصى حد .. ولا يصح أن يكون أياما كما تفضلت

هذا بخلاف أن بني إسرائيل غالبا كانوا يسيرون على أقدامهم وليس على دواب لقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي) [طه: 77] فقوله (أَسْرِ بِعِبَادِي) أي سر بعبادي ليلا .. بينما فرعون أتبعهم بخيله ورجله .. مما يؤكد أن حركة فرعون كانت أسرع من حركة بني إسرائيل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير