وعلى هذا تبطل الافتراضية أنهم ساروا أياما .. بل الأمر كله لم يتجاوز منتصف النهار على أبعد حد .. لكنني افترضت جدلا أبعد من ذلك فقلت أنهم وصلوا عصرا قبل مغيب الشمس
إذا فمستحيل أن يكون موسى عليه السلام وقومه فروا من مصر وادي النيل
ونستنتج أن مصر هذه عاصمة ذات سور .. في منطقة سهلة .. قريبة من البحر تحفها الجبال التي تسيل منها الأمطار الموسمية .. وأن مصر هذه بلدة زراعية تعتمد على الأنهار الموسمية .. وهذا خلاف مدين التي تعتمد على الآبار والرعي
إذا فمصر فرعون تقع على مقربة من البحر .. وأن الشاطئ المقابل لها فيه قوم وثنيون يعكفون على أصناهم .. قال تعالى: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ) [الأعراف: 138]
وكذلك نفهم من سياق الآيات أن المسافة بين الشاطئين قصيرة وليست بالكبيرة .. وهذا يذكرنا بلقاء موسى بالخضر عليهما السلام عند مجمع البحرين
فكم مجمع بحرين في المنطقة العربية؟
يوجد مضيق (جبل طارق) غربا .. وهو مستبعد
يوجد (مضيق هرمز) شرقا على الخليج العربي .. وهو بعيد أكثر من مسيرة عشر ساعات من عسير
وهناك مضيق (تيرانا) بين خليج العقبة والبحر الأحمر .. وهذا الخليج ثبت بالخرائط القديمة أنه لم يكن موجودا. بل ولم تكن شبه جزيرة سيناء موجودة بشكلها الحالي (وسوف أكشف هذا موثقا في حينه)
بقي (مضيق باب المندب) وهو الأقرب إلى مصر عسير
ومضيق (باب المندب) يفصل بين شاطئ اليمن وشاطئ الصومال .. وهذه البلاد هي بلاد بونت أو بلاد الحبشة قوم تاريخهم وثني قديم .. إذا فموسى عبر بقومه إلى الصومال .. أو جيبوتي تحديدا وهي جزء منفصل عن الصومال حديثا .. والسامري هناك قول أنه صومالي
http://www5.0zz0.com/2008/08/25/22/848130037.jpg
إذا فمصر الوارد ذكرها في القرآن تقع على محيط دائرة قطرها على مسافة عشر ساعات أعلى من مضيق باب المندب من أرض اليمن أو من عسير
بالإضافة إلى هذا فإن مدينة مصر هي مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر .. قال تعالى: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) [طه: 37: 41] .. إذا فأم موسى عليه السلام قذفت ولدها في البحر .. ثم ألقاه البحر بالساحل أي بالشاطئ عند بيت فرعون حيث التقطه آل فرعون .. وبالتوفيق بين النصوص فمدينة مصر كانت ساحلية .. وذات سور وأبواب .. وتقع على مصب نهر ذو راوفد عديدة
ليس هناك دليل يثبت أن يعقوب عليه السلام وبنيه كانوا في فلسطين .. فهي أرض زرع وضرع وأمطار وخصب .. بينما كان يعقوب وبنيه مقيمين في البادية .. قال تعالى: (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) [يوسف: 100] والبادية شاسعة في جزيرة العرب وممتدة وهي أقرب إلى اليمن من وادي النيل
أما مصر وادي النيل .. فهي عبارة عن شريط أخضر ضيق على ضفاف النيل .. وليس ثمة يد عاملة تكفي لزراعة ما تحتاجه البلاد وغيرها من الوافدين في سنين الجفاف .. فانتاجها بالكاد يفي بحاجة سكانها .. ولم تتسع رقعتها الزراعية الا حديثا فقط
حتى جفاف النيل مرتبط بمنابع النيل في الحبشة وليس بالجفاف في مصر والمنطقة المحيطة بها .. فإن جفت منابع النيل جف نيل مصر .. ومصر لا تعتمد في زراعتها على المطر حتى تتضرر بانقطاع المطر والجفاف
بينما اليمن أرض خصبة وفيرة المطر .. فان انقطع المطر فسوف ينقطع عن كل المنطقة بكاملها .. وبالتالي يحدث جفاف عام وليس خاص باليمن فقط
والقرآن يثبت أنه كان هناك جفاف في المنطقة العربية كلها وليس في مصر فقط .. مما يؤكد أن مصر المذكورة في قصة يوسف تعتمد على الأمطار الإقليمية الموسمية وليس على نهر يأتي من بلاد بعيدة مثل نهر النيل .. بدليل أن الوفود من البلاد المحيطة كانت تأتي مصر لتأخذ منها ما يسد مؤنتها .. لذلك فمن المستحيل أن يكون المقصور مصر وادي النيل .. فمصر لم تعرف بهذا الاسم الا بعد دخول عمرو بن العاص