لما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به ولم ينتفع ابتلي بالاشتغال بما يضره، فمن ترك عبادة الرحمن ابتلي بعبادة الأوثان، ومن ترك محبة الله وخوفه ورجائه ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه، ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان، ومن ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل.
كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
ينبغي للإنسان أن يتأول هذه الآية ولو مرة واحدة، إذا أعجبه شيء من ماله فليتصدق به لعله ينال هذا البر.
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Aug 2009, 08:21 م]ـ
لطائف قرآنية: 6:
قال تعالى:
(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).
أعرف امرأة كبيرة في السن أصيبت بألم في جسدها فلما ذهبت للمستشفى قال الطبيب: إن في جسدك مجموعة من الحصوات وقرر إجراء عملية لإزالتها فرفضت المرأة إجراء العملية.
بعد مدة راجعت الطبيب فتبين بعد الكشف عليها أن جميع الحصوات زالت، سألها الطبيب متعجباً ما الذي عملتيه حتى زالت؟
قالت: قرأت عليها القرآن، هذا القرآن الذي لو قرأ على جبل لصدعه ما يصدع حصوات صغيرة في جسمي!.
عبدالكريم الخضير ـ شرح العقيدة الواسطية (مسموع).
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود).
هذا هو السر الذي لأجله علقت القلوب على محبة الكعبة البيت الحرام، حتى استطاب المحبون في الوصول إليها هجر الأوطان والأحباب، ولذّ لهم فيها السفر الذي هو قطعة من العذاب، فركبوا الأخطار، وجابوا المفاوز والقفار، واحتملوا في الوصول غاية المشاق، ولو أمكنهم لسعوا إليها على الجفون والأحداق.
وسر هذه المحبة هي إضافة الرب سبحانه البيت إلى نفسه بقوله:
(وطهر بيتي للطائفين والقائمين).
ابن القيم ـ روضة المحبين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
ليس في كتاب الله آية واحدة يمدح فيها أحد بنسبه، ولا يذم بنسبه، وإنما يمدح بالإيمان والتقوى، ويذم بالكفر والفسوق والعصيان.
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن تفسير هذه الآية فقال:
الرجل يشتمه أخوه فيقول:
إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك.
الدر المنثور للسيوطي.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Aug 2009, 10:26 م]ـ
لطائف قرآنية: 7:
من مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول هذه مخاطرة حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعاً.
ابن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن كتاب الفجار:
(كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين).
وقال جل وعلا عن كتاب الأبرار:
(كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون).
خص تعالى كتاب الأبرار بأنه يكتب ويوقع لهم به بمشهد من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين، ولم يذكر شهادة هؤلاء لكتاب الفجار.
تنويهاً بكتاب الأبرار وما وقع لهم به، وإشهاراً له وإظهاراً بين خواص خلقه كما يكتب الملوك تواقيع من تعظمه بين الأمراء وخواص أهل المملكة تنويهاً باسم المكتوب له، وإشادة بذكره، وهذا نوع من صلاة الله سبحانه وتعالى وملائكته على عبده.
ابن القيم ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن مريم عليها السلام:
(وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين).
جعلها سبحانه من خيرة نساء العالمين، حتى ألحقها بالرجال في صلاحها.
تأمل أنه قال:
(من القانتين) ولم يقل: من القانتات لأنه كما جاء في الحديث:
(كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا قليل).
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى مخبراً عن المسيح ابن مريم عليه السلام:
(وجعلني مباركاً أين ما كنت).
أي معلماً للخير داعياً إلى الله مذكراً به مرغباً في طاعته.
فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به.
ابن القيم ـ رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه (الرسالة التبوكية).
¥