ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Jan 2010, 12:28 ص]ـ
لطائف قرآنية: 21:
فمن صاحب القرءان كان القراءن له شفاء فاستغنى بلا مال وعز بلا عشيرة وأنس مما يستوحش منه غيره وكان همه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها:متى أتعظ بما أتلوه؟
ولم يكن مراده: متى أختم السورة؟ إنما مراده: متى أعقل عن الله الخطاب، متى أزدجر، متى أعتبر لأن تلاوة القرءان عبادة والعبادة لا تكون بغفلة.
الآجري - أخلاق حملة القرءان.
- - - - - - - -
من المعلوم أن الاستشفاء بسورة الفاتحة من أعظم الأدوية:
وقد جربت أنا من ذلك في نفسي وفي غيري أمورا عجيبة ولاسيما مدة المقام بمكة. فإنه كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني وذلك أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط! جربت ذلك مرارا عديدة.
ابن القيم - مدارج السالكين.
- - - - - - - -
قال تعالى عن المنافقين:
(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا)
المريض يجد الطعوم على خلاف ماهي عليه فيرى الحامض حلوا والحلو مرا.
وكذلك هؤلاء يرون الحق باطلا والباطل حقا.
ابن هبيرة - ذيل طبقات الحنابلة.
- - - - - - -
قال تعالى عن الكافرين في ختام سورة الكهف:
(فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)
التعبير بكلمة حبط تعبير بليغ. فأصل الحبوط أن تكثر الدابة من العشب حتى ينتفخ بطنها فيقضى عليها. ولقد أكثر هؤلاء الكفرة من الأعمال الدنيوية مالا ورجالا وحطاما حتى انتفخت نفوسهم بها عجبا وزهوا وكبرا فكان حتفهم في ذلك فحبطت تلك الأعمال فذهبت هباء منثورا.
مصطفى مسلم - مباحث في التفسير الموضوعي.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون)
المقصود بهذه الآية المشركين ومعلوم أن كل مشرك فاسق فما وجه قوله تعالى (وأكثرهم)؟
المراد بالفسق في الآية نوع خاص منه وهو فسق نقض العهود ولايلزم أن جميع المشركين متصفون به.
البغوي - معالم التنزيل.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 22:
لم أرى أعظم من مواعظ القرءان. و قد ذكر أن رجلا طلب من أخ
له موعظة فسأله هل أنت تقرأ القرءان؟ قال: نعم فقال له: إن لم يعظك القرءان
ما وعظك غيره.
عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا ءالاء الله)
فيه دليل على أن بناء القصور ليس بمنكر وأن البناء الطائل غير مؤثر في عبادة العبادين. إذ أنه من المحال أن يذكرهم آلاء الله في شيء بنيانه معصية.
وقد قال: (فاذكروا ءالاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) ولو كان بناء القصور منكرا لكان داخلا في الفساد لا في الآلاء.
القصاب - نكت القرءان.
لطيفة:
سمي بالقصاب لكثرة ما قتل من الكفار في مغازيه وهذا باتفاق من ترجم له.
- - - - - - - -
قال تعالى في سورة يوسف:
(وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين)
يستفاد من هذه الآية أنه لا ينبغي للعاقل أن يستحقر أحدا فقد يكون زاهدا فيه وهو لا يعلم.
محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية
ـ[محب البشير]ــــــــ[21 Jan 2010, 08:14 م]ـ
أخي فهد الجريوي
بارك الله فيك فوائد ممتعة
عندي تعقيب بسيط حول أهل مدين و أهل الأيكه أنقله لك من كلام العالم المفسر الشيخ الطاهر بن عاشور - رحمه الله -
قال - رفع الله درجته في عليين -:
"وقد أختلف في أن أصحاب ليكة هم مدين أو هم قوم آخرون ساكنون في ليكة جوار مدين أرسل شعيب إليهم وإلى أهل مدين. وإلى هذا مال كثير من المفسرين.
روى عبد الله بن وهب عن جبير بن حازم عن قتادة قال: أرسل شعيب إلى أمتين إلى قومه من أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة.
وقال جابر بن زيد: أرسل شعيب إلى قومه أهل مدين وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة.
وفي "تفسير ابن كثير " روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة شعيب عليه السلام من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة بسنده إلى عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث الله إليهما شعيبا النبي"،وقال ابن كثير: هذا غريب، وفي رفعه نظر، والأشبه أنه موقوف
. وروى ابن جريح عن ابن عباس أن أصحاب الأيكة هم أهل مدين.
والأظهر أن أهل الأيكة قبيلة غير مدين فإن مدين هم أهل نسب شعيب وهم ذرية مدين بن إبراهيم من زوجه قطورة سكن مدين في شرق بلد الخليل كما في التوراة فاقتضى ذلك أنه وجده بلدا مأهولا بقوم فهم إذن أصحاب الأيكة فبنى مدين وبنوه المدينة وتركوا البادية لأهلها وهم سكان الغيضة.
والذي يشهد لذلك ويرجحه أن القرآن لما ذكر هذه القصة لأهل مدين وصف شعيبا بأنه أخوهم، ولما ذكرها لأصحاب ليكة لم يصف شعيبا بأنه أخوهم إذ لم يكن شعيب نسيبا ولا صهرا لأصحاب ليكة، وهذا إيماء دقيق إلى هذه النكتة.
ومما يرجح ذلك قوله تعالى في [سورة الحجر: 78 - 79] {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ}، فجعل ضميرهم مثنى باعتبار أنهم مجموع قبيلتين: مدين وأصحاب ليكة. وقد بينا ذلك في سورة الحجر.
وإنما ترسل الرسل من أهل المدائن قال تعالى {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى} وتكون الرسالة شاملة لمن حول القريةًًًًًَََ ". اه
و الله أعلم
¥