تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول الشنقيطي رحمه الله إن قواعد القرآن تقتضي أنه لا يمكن أن يعيد الله البشارة مره ثانيه فالمبشر به بالأول غير المبشر به بماذا؟ بالثاني لأن الله قال {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} ولم يسمي ثم قال بعد الحدث قال {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً} قال لا يمكن أن يكون إعادة للقضية فجعل الواو واو عطف والعطف يقتضي المغايرة.

طبعا يجاب عنه بأنه لا يلزم أن تكون الواو واو عطف ممكن أن تكون الواو واو استئناف فتكون الآية نزلت منفكة عن الأولى.

وقال رحمه الله تعالى والدليل الثاني أن الذبيح هو إسماعيل أن الله قال {فَبَشَّرْنَاهَا} يخاطب سارة {بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ} من؟ {يَعْقُوبَ} أين وجه الدلالة.

قالوا وجه الدلالة هذا قول الشنقيطي وقاله قبله رحمه الله تعالى أقوام قال إن الله لا يعقل أن يبتلي إبراهيم بذبح إسحاق وهو قد أخبره أن ذرية إسحاق يكون من؟ يكون يعقوب.

فما فيه معنى للابتلاء لأن إبراهيم قبل أن يذبح سيعرف إنه لن يموت لأن الله قال {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} فلن يأتي يعقوب حتى يكون إسحاق ماذا؟ حي فكيف يموت ولم يأتي يعقوب إذاً هذا ما هو ابتلاء إذاً ليس المقصود من؟ إسحاق ولكنه من؟ [واضح] طيب كيف يجاب عن هذا.

نحوياً يستحيل المعنى. العرب إذا عطفت تكرر حرف الجر تقول مثلاً: تقول مررت بصالح ثم مررت بعده خالد هذا لا يستقيم لابد أن تقول إذا أردت العطف تقول: مررت بصالح ثم مررت من بعده بماذا؟ بخالد إذا قلت الباء أعدت الخافض السبب في الخفض، فهذا يستقيم لغة. [واضح]

الله هنا قال: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ} لو كان المقصود العطف يعني كلها بشارة واحده كان يصبح الآية ماذا؟ {وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ بيَعْقُوبَ} فلما حذفت الباء دلت على أن الآية منفكة بمعنى أن البشارة فقط بإسحاق أما {وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} هذه غير داخله في ماذا؟ غير داخله في البشارة لأنني قلت العرب إذا أرادت أن تعطف بخافض تكرر الخافض فإذ لم تكرر الخافض دل على أن الواو ليست عطفا وإنما هي واو للاستئناف كلام جديد [واضح] طبعاً قد يأتي قائل يقول هذا لا يلزم منه القاعدة ويخرمها هذا الذي جعل الإنسان يتردد في أيهما الذبيحين لكن معلوم أنه لا يتعلق بمعرفة أيهما الذبيحين عمل في حياتك اليومية لكن الذي أردته عمدا من إيثار القضية أن تعرف أولا أن في المسألة خلاف وأن كثيرين من العلماء قالوا بأنه إسحاق وكثيرين آخرين قالوا بماذا؟ بأنه إسماعيل لكن المهم جدا أن تعرف أن لكل قوم دليلا وأشهر من قال من المفسرين أنه إسحاق ابن جرير إمام المفسرين وأشهر من قال من المفسرين أنه إسماعيل الحافظ ابن كثير رحمه الله والعلامة الشنقيطي رحمه الله ورحم الله جميع علماء المسلمين))

فما رأي أهل المنتدى حفظهم الله جميعا؟؟؟

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:09 ص]ـ

هذا الكلام غير متكامل من الجهة العلمية لأسباب؛ منها:

أولاً: أن دعوى أن قول الجمهور أن الذبيح هو إسحاق فيه نظر؛ لأن أعداد القائلين بأنه إسماعيل قريب من عدد من يقول بأنه إسحاق؛ إن لكم يكن أكثر؛ لذا لا يصح أن يُنسب القول إلى الجمهور في هذه الحالة.

ثانيًا: أنه قد ورد في (سفر التكوين 22) النص الآتي: (1 وَحَدَثَ بَعْدَ ه?ذِهِ الْأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: يَاإِبْرَاهِيمُ!. فَقَالَ: هأَنَذَا. 2 فَقَالَ: خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ).

وهذا نص ظاهر في التحريف؛ لأن إسحاق ليس وحيده، وإنما وحيده إسماعيل، وهذا يُشعر بأن قصة الذبيح إسماعيل كانت قبل ولادة إسحاق.

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[13 Sep 2008, 06:37 ص]ـ

جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل

ولكن أتمنى لو بسطت في الحجج التي ذكرها الرجل الفاضل وعقبت عليها بالتفصيل جزاكم الله خيرا؟

ـ[أبو علي]ــــــــ[13 Sep 2008, 08:45 ص]ـ

السلام عليكم

كل عام وأنتم بخير.

إبراهيم عليه السلام دعا ربه أن يهبه من الصالحين،فاستجاب له، ولأن الله يبتلي الإنسان في ما يؤتيه،ومن يصبر على البلاء يعتبر من الشاكرين،فالصبار هو الشكور (صبار شكور)، ومن يشكر على النعمة يزيده الله منها لقوله (لإن شكرتم لأزيدنكم) فقد شكر إبراهيم ربه على هبته له إسماعيل بصبره على البلاء العظيم وسعيه لتنفيذه لأمر ربه، ففدى الله إبن إبراهيم بذبح عظيم وزاده من نعمة الخلف بأن وهب له إسحاق ومن وراءه يعقوب تطبيقا لقوله تعالى (لإن شكرتم لأزيدنكم).

هذا يفسر قوله تعالى: وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ.

النافلة هي الزيادة، أي أن إسحاق ليس هو إجابة إبراهيم على طلبه بل إسماعيل هو إجابة دعوة إبراهيم، أما إسحاق فقد كان هبة من الله زيادة على الطلب.

وبناء على ما سبق فإن المقصود بقوله تعالى: فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) هو إسماعيل لأنه إجابة على الطلب الذي جاء قبلها مباشرة (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}.

فلما شكر إبراهيم ربه بصبره على البلاء في ابنه الوحيد زاده الله من جنس النعمة التي شكره عليها ابنا آخر هو إسحاق: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً}.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير