وإن كان هذا الفهم مني صواباً فأرى أنه لا مشاحة في الاصطلاح.لكن تبقى مسألة أشار إليها الإمام مالك رحمه الله وأذكرها بالمعنى لأني الآن لا أستحضر موضوعها الذي قالها فيه؛ حيث أشار إلى عدم التعرض للمصحف في كل شيء حتى لا يفتح باب لمن يأتي بعدنا ويصبح المصحف محلاً للاجتهادات؟؟
أقول والعلم عند الله تعالى:
الذي أعرفه وهو الموجود عند علماء القراءات أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يراعون في تقسيمهم الآيات وليس السور فقط، ولم يراعوا الأجزاء بالمصطلح المتعارف عليه الآن، بل الروايات التي فيها ذكر " الجزء " كقول أحدهم " جزئي " فإن مقصوده والله أعلم هو المقدار الذي حدده لنفسه سواء بالآيات أو السور.
وما ذكرتم حفظكم الله ورعاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم هو خاص بالصلاة كما هو صريح نقلكم.
وأما الفكرة المقترحة فمع احترامي وتقديري لأصحابها غير متجهة – عندي - لأن فيها اجتهاداً في مسألة سلم بها العلماء من أكثر من 12قرناً من الزمن وتقبلت الأمة هذا الاجتهاد بل أصبح من الأمور المتعلقة عندهم في حفظ القرآن وقراءاته، وأن الخوض سيؤدي إلى بلبلة عند الحفاظ قبل غيرهم، فإذا كان اختلاف طبعات المصحف الشريف لها تأثير فما بالك إذا كان هذا الاختلاف في تغيير أماكن الأجزاء؟؟
وأيضاً:
ما ذا سنفعل بأرباع الأجزاء وأنصافها وأثمانها وأسباعها؟؟؟
قد يقول قائل: هذا ليس إشكالاً ويذكر لنا أي سبب يراه؟؟؟
فأقول: أما عند أهل القراءات فهو إشكال بل وخلل أيضاً، ولنضرب مثالين مختصرين:
طريقة الجمع في الإقراء:
هناك عدة مذاهب، يهمني منها هنا مذهبان، أحدهما للإمام الشاطبي رحمه الله والآخر للإمام ابن الجزري رحمه الله:
1 - الشاطبي رحمه الله:
كان مذهبه الذي يسلكه مع الطالب الذي يريد أن يقرأ عليه بالجمع هو أن الطالب يقرأ عليه في اليوم الواحد (ربعاً) وأقصد هنا: ربع الحزب وليس ربع الجزء، يعني لو قسمنا القرآن إلى (60) جزءاً فإن الطالب يقرأ على الشاطبي في أربعة أيام جزءاً من مجموع الستين جزءاً.
وهذه الطريقة لا أعرف هل هي متداولة الآن أم لا؟ وياليتها تحي مرة أخرى تيمناً ومتابعة لصاحبها رحمه الله الذي لايقرأ القرآن الكريم في قراءاته السبعة إلا من خلال طريقه.
2 - ابن الجزري رحمه الله:
ذكر طريقتين إما أن الطالب يقرأ في المجلس الواحد ربع حزب أو ربع جزء، وهذه الأخيرة هي المعتمدة غالباً.
فلو قسمنا القرآن تقسيم السور فما ذا سيفعل أهل القراءات، هل سيجمعون بالسورة أم بالصفحة أم بالورقة؟؟
أخيراً:
والحقيقة رأيت بعضاً مما كتبته قد أشار إليه الإخوة في مداخلاتهم -خاصة مداخلة أخي الكريم " عذب الشجن"- فكلامه وجيه جداً ويكتب بالذهب فلا يرمى -فاقتصرت على هذا، وواضح منه رأيي القاصر في هذا الاقتراح.
ولكم كامل التحية والتقدير.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Sep 2008, 06:23 م]ـ
حفظكم الله شيخنا الجكني وزادكم علما وفضلا وتوفيقا
وفي الحقيقة لولا أن من مقاصد الملتقى المذاكرة والاستفادة لما تقدمت بين يديكم لإبداء الرأي.
ألا ترون ـ حفظكم الله ـ أنه بالإمكان طباعة مصحف بالطريقة المقترحة ويبقى مخصصا لطائفة معينة من طلاب العلم، مثل المصاحف التي تطبع بالروايات، والتي نعلم جميعا أنه لا يستفيد منها إلا قلة قليلة.
الطريقة المقترحة ـ حفظك الله ـ لا تدعو لنبذ طريقة الأجزاء الموجودة وإقصاءها، بل طريقة الأجزاء ستبقى وهي التي ستطبع بها عامة المصاحف.
أرجو أن تكون الفكرة قد اتضحت.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:51 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي ضيف الله ورفع قدرك ومقدارك.
أخي الكريم:
أرى أن هذا الباب يغلق نهائياً، حتى لايأتينا غداً الأطباء ويقولون نريد أن نطبع المصحف على طريقة ما وكذا المهندسون ووووو
ثمّ:
هل نحن في " أزمة مصاحف" حتى نطبع لكل فئة من أهل العلم مصحفاً خاصاً يروق لهم؟؟
والله من وراء القصد.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:32 ص]ـ
فضيلة شيخنا عبد الرحمن الشهري
¥