ـ[المنصور]ــــــــ[25 Sep 2008, 03:25 م]ـ
إن شاء الله تعالى أفيدك بكل ماتريد.
ولكن بعد رمضان إن شاء الله تعالى.
تقبل الله منا ومنكم جميعا.
ـ[أبو عمر الجندي]ــــــــ[25 Sep 2008, 10:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استكمالا للحديث عن الجبلي وكتابه "البستان في إعراب مشكلات القرآن":
بالنسبة لمذهب الجبلي النحوي فإنه يمكن القول بأن الجبلي شأنه شأن كثير من العلماء المتأخرين، كانوا ينتخبون لأنفسهم من آراء البصريين والكوفيين ما يرونه راجحا دون التقيد بمذهب واحد دائما، وربما مزجوا بين المذهبين.
والجبلي وإن كان يمزج بين آراء البصريين والكوفيين، إلا أنه كان أكثر ميلا إلى مذهب الكوفيين فِي اختياراته النحوية، كما كان أكثر ميلا إلى استخدام مصطلحاتهم النحوية، وهذا مُبَيَّنٌ فِي موضعه من الدراسة، وربما اختار من آراء المتأخرين، وخاصة طاهر بن أحمد بن بابشاذ، نظرًا لتأثر اليمنيين بكتب ابن بابشاذ بصفة خاصة.
فمما اختار فيه مذهب البصريين:
-اختار مذهب البصريين فِي أنه لا يُعْطَفُ على الضمير المخفوض إلا بإعادة الخافض، ففي قوله-تعالى-:"وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ"
قال الجبلي:"ولَمْ يقل: ونوح؛ لأن المظهر إذا عطف على المضمر المخفوض أُعِيدَ الحرفُ، تقول: مررت به وبزيد".
2 - اختار مذهب البصريين فِي أن الواو العاطفة لا تكون زائدة، ففي قوله-تعالى-: "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا" قال الجبلي:"واختلف النحاة فِي جوابه، فقال بعضهم: جوابه:"فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا" والواو مُقْحَمَةٌ زائدة عند الكوفيين، تقديرها: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها كقوله-تعالى-:"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً" يعني: ضِيَاءً، وهذا خطأ عند البصريين؛ لأنها تفيد معنى، وهي للعطف هاهنا".
ومما اختار فيه مذهب الكوفيين:
-اختار قول الكوفيين فِي أن "إِنْ" قد تأتِي بمعنى "إِذْ"، ففي قوله-تعالى-:?وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا? () قال الجبلي ():"يعني: إِذْ أَرَدْنَ، وليس معناه الشرط؛ لأنه لا يجوز إكراههن على الزنا إن لم يردن تحصنًا، نظيرها قوله-تعالى-:"وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" () يعني: إِذْ كُنْتُمْ، وقوله-تعالى-:"وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" () أي: إِذْ كُنْتُمْ، وقوله-تعالى-:"لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ" () أي: إِذْ شَاءَ اللهُ".
وفي قوله-تعالى-:?فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يوما? () قال الجبلي ():"ونصب "يَوْمًا" بـ"تَتَّقُونَ"، وليس بظرف لـ"كَفَرْتُمْ" لأنهم لا يكفرون ذلك اليومَ، والمعنى: إِذْ كَفَرْتُمْ فِي الدنيا".
-اختار قول الكوفيين فِي أن الاسم بعد "لولا" مرفوع بفعل مضمر، ذكر ذلك فِي قوله-تعالى-:?وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُسَمًّى? () فقال ():"رفع بإضمار فعل تقديره: ولولا ثَبَتَ أَجَلٌ مسمى لِعَذَابِهِمْ "، وفِي قوله-تعالى-:?وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ? () قال ():"و"كَلِمَةٌ" رفع بفعل مضمر تقديره: ولولا ثَبَتَتْ كَلِمَةٌ سبقت من ربك".
موضوع الكتاب
موضع الكتاب كما هو واضح من عنوانه هو إعراب مشكلات القرآن، وهذا هو الغالب على الكتاب، فقد اهتم فيه الجِبْلِيُّ بالمشكلات الإعرابية للآيات القرآنية، كما اهتم بغير هذه المشكلات الإعرابية، وهذا واضح فِي الكتاب بصفة عامة، ولكن المؤلف لَمْ يقتصر على إعراب القرآن، ولكنه توسع كثيرا في إيراد آراء المفسرين، وتبع ذلك إيراده كثيرا من الأحاديث والأخبار والقصص، وربما استطرد فيها استطرادا، وهذه الأحاديث والأخبار والقصص فِي أغلبها لا علاقة لها بإعراب القرآن.
منهج الجبلي فِي البستان
أ-تناول الجبلي سُوَرَ القرآن سورةً سورةً، بترتيب المصحف ابتداء من سورة الأنبياء إلى سورة الناس.
ب-كان الجبلي يبدأ كل سورة فيذكر اسمها وما إذا كانت مكية أو مدنية، ثم يذكر عدد حروفها وعدد كلماتها وعدد آياتها، ثم يذكر بابا فيما جاء فِي فضل قراءتها، فيذكر حديثين في الغالب ()، وقد يذكر حديثا واحدا ()، وقد يذكر أكثر من ذلك ().
جـ-أغلب الأحاديث التي أوردها الجبلي في فضائل السور موضوعة، وقد نبهتُ على ذلك في أول سورة الأنبياء.
د-بعد أن يذكر الجبلي ما ورد في فضل قراءة السورة يذكر "باب ما جاء فيها من الإعراب"، فيتناول آيات هذه السورة بالإعراب والشرح، ولكنه-في الغالب-لا يتناول جميع آيات السورة، بل ينتقي بعضًا منها، وهو في هذا يتبع طريقة أكثر المعربين السابقين كالفراء والزجاج والنحاس وغيرهم، ولكنه في أحيان أخرى يعرب جميع آيات السورة، كما هو الحال فِي أغلب سور الجزء الثلاثين.
هـ-قد يذكر في ثنايا السورة فصلا أو أكثر، يورد فيه حديثا أو أكثر في تفسير آية أو ذكر سبب نزول، وقد يذكر بعض القصص في هذا الفصل.
و-أما الأحاديث فقد أورد منها الجبلي نحو ثمانمائة حديث، منها ما أورده في فضائل السور كما سبق، ومنها ما أورده في تفسير آية، أو في سبب نزول أو نحو ذلك، ومنها أحاديث استشهد بها الجبلي على حكم نحوي أو رأي لغوي، وهي قليلة بالنسبة للأحاديث الأخرى، وأما الأخبار والقصص فأغلبها إسرائيليات موضوعة.
وللحديث بقية إن شاء الله
¥