النعامة في القصيدة ليست الحيوان المعروف بالنعامة، وإنما هي اسم لفَرَسِ الحارث بن عباد البكري. فالاستشهاد بهذه الأبيات الجميلة ليس مناسباً في موضوعنا هذا. وقد ذكرت العرب الطائر المعروف بالنعامة في أشعارها كثيراً وضربت بها الأمثال في أمور كثيرة.
وأما ما تفضلتم باستظهاره من قوله تعالى: (ولا طائر يطير بجناحيه) فيكفي في بيان وجه الصواب فيه ما نقلتموه عن الطبري، فليس معناه أن الآية إشارة إلى الطائر الذي لا يطير إلا بجناحيه فحسب، وإنما هو على سبيل التأكيد، ولو كان على سبيل التمييز لكانت كما ذكر أستاذنا الدكتور فهد الرومي وفقه الله.
شيخنا الفاضل عبدالرحمن جزاكم الله تعالى كل خير.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Sep 2008, 10:24 م]ـ
يكون تمييزا لو كانت النعامة أو غيرها تطير بقدميها لا بجناحيها فتأمل
يقول صاحب الإتقان:
ومن الصفات المؤكدة قوله (ولا طائر يطير بجناحيه فقوله يطير لتأكيد أن المراد بالطائر حقيقته، فقد يطلق مجازاً على غيره. وقوله بجناحيه لتأكيد حقيقة الطيران لأنه يطلق مجازاً على شدة العدووالإسراع في المشي، ونظيره يقولون بألسنتهم لأن القول يطلق مجازاً على غير اللساني بدليل ويقولون في أنفسهم وكذا ولكن تعمى القلوب التي في الصدور لأن القلب قد يطلق مجازاً على العين كما أطلقت العين مجازاً على القلب في قوله (الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى.
وقال صاحب البرهان:
الثالث لتعيينه للجنسية كقوله تعالى وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه لان المعنى بدابة والذي سيق له الكلام الجنسية لا الافراد بدليل قوله تعالى الا امم امثالكم فجمع أبي محقق ارادة الجنس من الوصف اللازم للجنس المذكور وهو كون الدابة غير منفكة عن كونها في الارض وكون الطائر غير منفك كونه طائرا بجناحيه لينتفي توهم الفردية هذا معنى ما اشار إليه السكاكي في المفتاح وحمل بعضهم كلامه على انه انما ذكر الوصف ليعلم ان المراد ليس دابه مخصوصة وهو بعيد لان ذلك معلوم قطعا بدون الوصف لان النكرة المنفية لا سيما مع من الاستغراقية قطعية وقال الزمخشري ان معنى زيادة في الارض ويطير بجناحيه يفيد زيادة التعميم والاحاطه حتى كانه قيل وما من دابة من جميع ما في الارض وما من طائر في جو السماء من جميع ما يطير بجناحيه الا امم امثالكم محفوظة احوالها غير مهمل امرها ويحتمل ان يقال ان الطيران لما كان يوصف به من يعقل كالجان (والملائكة فلو لم يقل بجناحيه لتوهم الاقتصار على حبسها ممن يعقل فقيل بجناحيه ليفيد ارادة هذا الطير المعتقد فيه عدم المعقولية بعينه وقيل ان الطيران يتسعمل لغة في الخفة وشدة الاسراع في المشي كقول الحماسي طاروا إليه زرافات ووحدانا فقوله يطير بجناحيه رافع لاحتمال هذا المعنى وقيل لو اقتصر على ذكر الطائر فقال وما من دابة في الارض ولا طائر لكان
ظاهر العطف يوهم ولا طائر في الارض لان المعطوف عليه إذا قيد بظرف أو حال يقيد به المعطوف وكان ذلك يوهم اختصاصه بطير الارض الذي لا يطير بجناحيه كالدجاج والاوز والبط ونحوها فلما قال يطير بجناحيه زال هذا الوهم وعلم انه ليس بطائر مقيد انما تقيدت به الدابة.
وقال الأصفهاني:
تعالى (وما من دابة في الارص ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) أي كل نوع منها على طريقة قد سخرها الله عليها بالطبع فهى من بين ناسجة كالعنكبوت وبانية كالسرفة ومدخرة كالنمل ومعتمدة على قوت وقته، كالعصفور والحمام إلى غير ذلك من الطبائع التى تخصص بها كل نوع.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Sep 2008, 10:27 م]ـ
الأخ العزيز أبو الأشبال رعاه الله
النعامة في القصيدة ليست الحيوان المعروف بالنعامة، وإنما هي اسم لفَرَسِ الحارث بن عباد البكري. فالاستشهاد بهذه الأبيات الجميلة ليس مناسباً في موضوعنا هذا. وقد ذكرت العرب الطائر المعروف بالنعامة في أشعارها كثيراً وضربت بها الأمثال في أمور كثيرة.
.
في وجهة نظري إن أهم ما يبين معرفة العرب لطير النعامة هو هذه القصيدة
فالنعامة كما يقال أسرع حيوان على وجه الأرض
وها هو يلقب "أو يسمي" فرسه بالنعامة.
وخيل العربي عزيزة عليه فهو يختار لها أفضل الألقاب.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Sep 2008, 05:22 ص]ـ
فالنعامة كما يقال أسرع حيوان على وجه الأرض
¥