13 - الفخر والمباهاة، والتكلف والاهتمام بالمظهر مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس لعدم قدرة البعض مثلاً على لبس الغالي، وتزيين البيت بكل جديد، وإعداد الولائم والموائد، فأصبحت الحياة عند كثير من الأفراد والمجتمعات حياة مظهرية في كل جزء من حياتهم حتى سيطرت على حياتهم سيطرة تامة، فجرّت المظهرية المصائب والويلات على الناس .. ديون متراكمة .. وضياع للأوقات .. وإهمال للأولويات تفكير وحيرة وإشغال للذهن .. انحراف وفتور وتنازلات في دين الله .. فخر ومباهاة وتحاسد، وعجب وزحام، وصخب وحياة متعبة ومعقدة .. إسراف وبذخ وترف وتميع .. كبر وغرور وحب تعال على الآخرين .. فرقة وقطيعة للأقارب والجيران وخاصة النساء .. مشاكل أسرية وفقد للأصحاب، بل وصل الأمر بالبعض إلى الطلاق لأجل قطعة من الثياب، أو اختلاف رأي بين الزوجين في أمر مظهري، هم وغم .. تشبه بالكفار والفساق .. تشبه للرجال بالنساء، والنساء بالرجال.
وكثير من الناس غلّب جانب المظهرية والمباهاة ولفت الأنظار على حسن أداء الوسيلة وجودتها بل على كثير من الأولويات، فأين العقول .. أيعقل أن نتحرى النقوش ونهمل تربية النفوس، فتحنا الأبواب والصدور وهيئنا الولائم لأصحاب المناصب والألقاب وللأثرياء والأغنياء، وأوصدناها في وجوه الضعفة والفقراء.
إخوتي وأحبتي: ما أجمل الحياة البسيطة، والسهلة اليسيرة .. ما أجمل الحياة بدون تكلف ولا مظهرية زائدة جوفاء .. ما أجمل الحياة بدون ذلك الركام الهائل الذي تجره المظهرية على الأفراد والمجتمعات.
ومن أسباب ضعف فرحة العيد ومظاهره:
14 - ترك بعض العادات والتقاليد الطيبة في العيد غير المخالفة للشرع.
15 - عدم وجود مصارف مباحة لطاقات الشباب والأطفال أيام العيد.
16 - التقاطع والتدابر والحسد ولّد ضعفاً في الأخوة والمحبة، وتفاقم الجفاء ومن ثم انعكس ذلك على تلك الشعيرة.
17 - ضعف دور الإعلام فيما يقدمه للناس والله المستعان.
18 - أصبحت الروابط في بعض المجتمعات مادية و مصلحية بحتة، خالية من المودة والأخوة الحقة، بل أصبح شغلهم الشاغل السعي وراء المال حتى في أول يوم من أيام العيد حيث إننا نجد كثيراً من المتاجر مفتوحة على خلاف سنوات مضت لا تكاد تجدها مفتوحة، بل إن الناس كانوا قديماً يدّخرون الخبز وكثيراً من المأكولات لأيام العيد.
19 - عدم المبالاة بالآخرين، ومشاركة الناس في أفراحهم.
20 - السفر للخارج للنزهة، أو هروباً من اللقاءات الأسرية، أو نتيجة لضعف فرحة العيد في بلده.
21 - كثرة الملاهي المحرمة- وإن كان يتتخللها فرح لكن يعقبه ضيق وحسرة وكدر-.
22 - عدم التجديد في نمط العيد.
23 - عدم توجيه بعض الآباء للأسرة والأبناء.
24 - اعتقاد البعض بأنه قد امتنع عن بعض المحرمات في رمضان فيعوّض عن ما فات أو بمعنى آخر يمتع نفسه بعد أن منعها من كثير من الأشياء ويوجد التبريرات لنفسه - بأن الأيام أيام عيد وفرح فلا تشدد على الناس- وحاله: { ... كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ... [92]} [سورة النحل].
معشر الأخوة و البنين عرفتم الداء والأسباب، وإليكم الدواء .. وقد تقدم الخلل .. فما العمل؟
1 - التربية الإيمانية الصادقة: مضمونة ثابتة أكيدة، لكنها طويلة شاقة تحتاج إلى جهود متظافرة ومن ذلك:
أ- إرجاع الناس إلى دين الله، وتعليق القلوب بالله.
ب-السعي إلى تصفية القلوب، وتزكيتها، وصدق الله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [9] وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [10]} [سورة الشمس]. وصدق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث يَقُولُ: [أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ] رواه البخاري ومسلم.
2 - استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله كغيره من العبادات.
3 - إدخال الفرح والسرور على الأطفال، وإشعارهم بعظم أيام العيد.
4 - تقوية أواصر المحبة بين الناس والألفة باستخدام كل وسيلة مشروعة ومباحة.
5 - الاجتماعات العائلية والأسرية والزيارات فيما بينهم، واصطحاب الأولاد في ذلك؛ لأجل ربطهم بأقاربهم، والتعرف عليهم.
6 - إحياء الشعائر والسنن الواردة في العيد:
أ_ إخراج زكاة الفطر وتكليف الأبناء بتوزيعها على المحتاجين.
¥