وعارض الأستاذ المازري حداد، الجامعي التونسي المقيم في فرنسا، بشدة نظرية «هنتنغتون» الشهيرة حول صدام الحضارات، وقال إن الصدام ليس بين الحضارات، إنما يعود إلى الجهل وانعدام الثقافة وهيمنة التعصب الديني. واعتبر أن مصطلح «التسامح» الذي يتردد كثيرا هذه المدة، لم ينشأ ـ برأيه ـ قبل القرن السادس عشر مبرزا أن المفكر الإنجليزي «جون لوك»، هو أول من جسد من خلال أفكاره، قيمة وفلسفة التسامح، بما يعني الاعتراف بالآخر وبخصوصياته، بشكل ندي للطرف المقابل. وأكد المحاضر في ختام مداخلته حول «منهج المقارنة بين الأديان والحضارات»، أنه حيثما وجدت مظاهر اللا تسامح، يكون الجهل سيد الموقف.
وقدم إمام جامع باريس، الجزائري، «دليل أبو بكر»، صورة عن الوضع في أوروبا، الذي قال إنه يتسم بتعدد الثقافات بفعل العدد الكبير من المهاجرين .. واعتبر أبو بكر، أن دفع الحوار «واجب أساسي»، سيما وأن الكتب الدينية السماوية الثلاثة، يكمّل الواحد منها الآخر، داعيا إلى جعل الأديان، «مصدرا للهدوء والتعامل بصفاء مع الآخر، وعدم اعتباره خصما» ..
استنتاجات وخلاصات ..
لم تكن الندوة بذلك العمق الفكري والفلسفي الذي كان منتظرا منها، فقد خاض الجميع في قضايا شائكة ولكن طريقة المعالجة، اتسمت بالعمومية ولم تطرح الخلافات والتناقضات بين الفعاليات الدينية المختلفة، على بساط الدرس والنقاش المعمق .. لم يحصل تباين كبير في المواقف والأفكار، ربما لان معظم الحاضرين من المفكرين ورموز الأطياف الدينية، اليهودية والمسيحية، كانوا حريصين على التوافق أكثر من حرصهم على التباين والتناقض. على أن الجميع أعرب عن قناعته التامة، وبشكل واضح لا غبار عليه، بأن الأديان، على اختلاف مرجعياتها، ستواصل لعب دور عالمي مهم في المستقبل، لكنهم اتفقوا حول جملة من الأفكار أهمها:
< < أنه بات من الضروري اليوم، إخضاع الأديان إلى إصلاحات جوهرية تبدأ من المدارس وصولا إلى الجامعات.
< < الدعوة إلى إخضاع النصوص الدينية، إلى قراءات جديدة ومستنيرة تستفيد من التطور الذي تشهده العلوم اليوم.
< < دعوة المسؤولين ورموز وزعماء الفعاليات الدينية، إلى الالتزام بالعهود والمواثيق التي تكفل حقوق الإنسان، ومن بينها حرية المعتقد.
< < مناشدة الحاضرين للنضال من أجل مقاومة مختلف الاتجاهات والنظريات التي تخدم التيارات الأصولية، وتشجع على التعصب الديني بشكل عام.
< < تشجيع الحوار بين الديانات، بشكل يقرب الهوة فيما بينها ويخلق نوعاً من الحوار الجاد والعميق.
< < ضرورة النضال من أجل خلق مناخ من التسامح، ليس بين الديانات المختلفة فحسب، وإنما أيضا بين أصحاب ومعتنقي الديانة الواحدة.
http://www.al-sharq.com/site/topics/printArticle.asp?cu_no=1&item_no=145376&version=1&template_id=265&parent_id=259
وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم " .... دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ... "
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 May 2005, 07:15 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا زينب على هذه الإضاءات القيمة، والتنبيهات المهمة. وما أشرتم إليه في هذا المؤتمرأصبح حديث الإعلام في زماننا هذا، وينبغي أن يدعونا هذا للعمل بشكل مركز. وموضوع القراءة الجديدة للنصوص الدينية مصطلح براق، كأنه يعني جميع الأديان، وفي الواقع التطبيقي لا تجدهم يعيدون إلا قراءة النصوص الإسلامية، وهذا موضوع يحتاج إلى توسع، وهوجدير من الباحثين بالدراسة والتوسع. وقدناقشه مؤتمر دبي الأخير وقدمت فيه دراسات جيدة جديرة بالحوار، ولعل هذا يتيسر إن شاء الله.