تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثالثاً: تأليف الكتب والدراسات حول الفكر العربي والاسلامي، ولا يمكن لأي دارس في الأدب والنقد العربيين أن يتجاهل اعمال مستشرقين ألمان كبار مثل كارل بروكلمان Carl Brockelmann وكتابه تاريخ الأدب العربي، على الرغم مما ورد فيه من بعض الاخطاء التي حاول دارسون عرب ان يتداركوها عليه كما فعل عبدالله بن محمد الحبشي، لكن يبقى لكتاب بروكلمان فضل السبق في التعريف بالتراث العربي والاسلامي المخطوط في جميع مكتبات العالم وهو جهد فردي لم نستطع نحن للأسف فرادى وجماعات ان نقوم به، وقد احسن الدكتور محمود فهمي حجازي وجمع من المهتمين باللغة الالمانية في ترجمته لهذا الكتاب ترجمة وافية أفادت المتلقي العربي.

كما ان المعاجم التي وضعت في الالمانية كمعجم هانزفير Hans Wehr العربي/ الالماني يعد معجماً رائداً، كما يعد كتاب “العربية” ليوهان فك Johan Fuck من المصادر التي لا يستغنى عنها، وقد تحدث نجيب العقيقي في كتابه “المستشرقون” عن بعض المستشرقين الالمان وعن اسهاماتهم الفكرية ويعد هذا الكتاب مرجعاً في بابه حتى زمن نشره.

وقد وجه بعض الباحثين نقداً لهذه المؤلفات تركز معظمه على النحو التالي: ان معظم هذه المؤلفات قد اتجه الى اللهجات وان هذه الدعوة لتعميم اللهجات ورعايتها لم تكن لمصلحة البحث العلمي بل هي لإشعال الفتن المحلية والقوميات غير العربية ولا أبرىء نفراً منهم قصدوا الى ذلك قصداً لكن ذلك لا يجعلنا نلقي الاتهام على الآخرين وبيننا نفر قد نحوا هذا المنحى، واضافة الى ذلك يجب ألا نرى كل الابحاث حول اللهجات المحلية أو العامية بعين الريبة فقد تكون من أجل البحث العلمي الداعم للفصحى.

اتجه بعض الدارسين الى وضع مؤلفات عدة في التراث الروحي في الاسلام وألقوا باللائمة عليهم اذ انهم قد اهتموا بالتصوف مثلاً الداعي الى الزهد والى الخلوة، وهذه نظرة حقيقية، فالتراث الصوفي من تراثنا وهو فرع من تاريخ الآداب العالمية وأظن ان تجاهله او التعالي عليه يفقد الأدب العربي والاسلامي رافداً كبيراً من روافده المتجددة.

ولقد جاءت جهود بعض المستشرقين الالمان في دائرة التصوف من أفضل ما كتب، اذ ان معظمهم أجاد عدة لغات بجانب العربية كالفارسية والأردية وبعض لغات الهنود والتركية ولغات بعض الاقليات الاسلامية في ربوع الارض مع اجادتهم للغات القديمة ومعظم اللغات الحديثة الحية مما جعل نظرتهم في الآداب المقارنة تبدو اشمل وأكثر عمقاً.

ورأى البعض ان جل كتابات المستشرقين الالمان مجدت الفرق الاسلامية المناوئة ورأت من واضعيها أبطالاً وأضفت على المرتدين والمنافقين هالة من البحث والضوء، فمنهم من عني بابن الراوندي وغيره من الزنادقة، ومنهم من أعلى من دور الشعراء الفاسقين كأبي نواس وابن ابي حكيمة وبشار وغيرهم من شعراء المجون، وربما كان لهم في مقولة القاضي عبدالعزيز الجرجاني “ان الدين بمعزل عن الشعر” حجة، بيد انهم لن يجدوا حجة في اذكاء روح التعصب والطعن ضد الاسلام والمسلمين في بعض كتاباتهم.

رابعاً: نشر اللغة العربية في ربوع ألمانيا، بجانب دورهم ذاك انصب اهتمامهم على تعلم اللغة العربية وتعليمها، ولقد كان للمعاهد الاستشراقية في الالمانيتين قبل الوحدة وفي الدول الناطقة بالالمانية كالنمسا وسويسرا وجانب كبير من هولندا او بلجيكا ولوكسمبورج وغيرها دور كبير في نشر اللغة العربية، وقل ان نجد مدينة كبرى في المانيا دون ان نرى مركزاً لتعليم اللغة العربية وبغض النظر عن المقاصد فإن ذلك اتجاه محمود.

خامساً: ترجمة الأدب العربي الى الالمانية، ففي ظل وجود حوالي مائة وخمسين مليوناً ينطقون بالالمانية او يجيدون قراءتها فإن ترجمة ادبنا العربي الى الالمانية تبدو مهمة، وقد قام بعض المستشرقين بهذا الدور الرائد وقد وصل الأدب العربي الى القارىء الالماني من خلالهم، وغدا نجيب محفوظ والغيطاني وجبران خليل جبران ومحمد شكري وغيرهم اسماء مشهورة في الاوساط الثقافية الالمانية، وربما يعيب هذا الاتجاه عدم وجود خطة للترجمة التي تخضع للانتقاء الشخصي والمزاج الشخصي ايضاً، بل ان بعضها لا يخلو من سوء القصد كترجمة الأدب الذي يتحدث عن اضطهاد المرأة بحيث تغدو أليفة رفعت، أديبة كجونتر جراس في المانيا، وتغدو كتابات الختان والأقليات والطعن في الاسلام هي الكتابات التي يتلقفها بعضهم للترجمة لا من الأدب العربي بل من غير العرب كما فعلوا بتسليمة نسرين التي ودوا ان يجعلوا منها سلمان رشدي الجديد لكنهم فشلوا وعادت الى ادراجها كسيرة.

* باحث وأكاديمي في جامعة الإمارات

http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=165801

ـ[محمد الشعراوي]ــــــــ[17 May 2005, 04:55 م]ـ

شكرا لكم على هذه المعلومات القيمة.

وهنا لدي سؤال فقد لاحظت من أسماء المخطوطات التي حققها المستشرقون الألمان أن الغالب منها يصنف تحت قسم اللغة وحتى تناولهم للحديث فكان من نفس المنطلق حيث المعاجم معنية باللغة والألفاظ. وقد حققوا تاريخ بن جرير ولكن ما ذكرتم في رسالتكم فالغالب على تحقيقاتهم هي كتب اللغة فلماذا؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير