تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأمل بالإسلام بعد". إنها تحمد لله على أَنْ لم تفقد الأمل بالإسلام بعد، فما زال الأمل يراودها فى أن تكسب المسلمين إلى صف دعوتها الشذوذية النجسة! ونحن بدورنا أيضا نحمد الله، الذى لا يُحْمَد على مكروهٍ سواه!

إن العاشقة المغرمة صبابة بميشيل تتساءل باستنكار: "كيف نفسر السبب في أنه ما من مسلم واحد كتب الى برنامج "تلفزيون شاذ" أو اتصل به ليسوق تأويلا بديلا رحيما للقرآن؟ ". وهى لذلك تتهم الإسلام بأنه "أكثر جمودا اليوم من نظيريه الروحيين: المسيحية واليهودية ... ما كنتُ أعرفه أن المؤمنين في الديانات التي خضعت تاريخيا للإصلاح لا يتصرفون قطعا بعقلية القطيع كما يتصرف المسلمون. فالقادة المسيحيون يدركون التنوع الفكري في صفوفهم. وفي حين أن لكل منهم أن ينفي صلاحية التأويلات الاخرى، والكثير منهم ينفونها، فلا أحد منهم ينكر وجود جملة كاملة من التأويلات. أما اليهود فهم متقدمون بمسافة بعيدة عن الباقين. والحق أن اليهود يشيعون الاختلافات القائمة بإحاطة نصوصهم المقدسة بالتعليقات ودمج المناظرات بالتلمود نفسه. وعلى النقيض من ذلك فإن غالبية المسلمين يتعاملون مع القرآن على أنه وثيقة تُحاكَى ولا تؤوَّل خانقًا قدرتنا على التفكير المستقل". باختصار تريد أن ينزل الإسلام على صوت انحرافها وشذوذها، وما هذا تكون الأديان. إن دينا يمهد الطريق لمزاولة كل منحرف انحرافه، وممارسة كل شاذ شذوذه، لا يمكن أن يكون دينا سماويا، بل دينا من لدن الشيطان.

إن الأديان، يا هذه، إنما جاءت لتهذب الغرائز وتحميها من الانحراف والانجراف، أما النفخ فى ضرامها فلا، إذ الشهوات والغرائز ليست بحاجة إلى من ينفخ فيها، فهى مشتعلة بطبيعتها، بل تحتاج إلى من يتعامل معها باحتراس ولباقة. كذلك لم تأت الأديان بمصادرة الغرائز. كلا لا يقول بهذا عاقل. وعلى أية حال لم يأت الإسلام بذلك، بل أتت به أديان أخرى، ولمّا لم تستطع أن تصادر الغرائز وتقمعها بلا رحمة أو هوادة استدارت من الناحية الأخرى وأرخت لها الزمام تماما وتركتها تفعل ما تشاء. والسحاقية المفعوصة تريد منا أن نتلاعب بدين محمد الصافى النقى كما تلاعب غيرنا بدينهم ونسمح لها بالسحاق، وللرجال ممن هم على سُنَّتها باللواط! إننا لو أخذنا بمنطقها هذا الشاذ المنحرف لما بقيت قيمة واحدة كريمة فى الأرض، بل لما بقى دين أو إسلام: فالقاتل الذى يجد لذة فى إزهاق النفوس البشرية سيطالبنا بأن نكون رحماء فنقدم له تأويلا لآيات القرآن الكريم التى تتوعد القتلة بنار جهنم يَقْلِب معناها بحيث تجوِّز له القتل، والسارق الذى يجد لذة فى اغتصاب ما عند الآخرين دون وجه حق سيطالبنا بأن نكون رحماء به ونقدم تأويلا لآيات القرآن الكريم التى تنادى بقطع يد السارق وتهدده بعقاب الآخرة يجعلها تسمح له، لا بتسلق المواسير، فتلك مهمة خطرة، بل بالدخول على أهل البيت الذى يريد سرقته من الباب وفى عز النهار، فيدخل ويقُشّ ما يريد قَشَّه ويخرج مشيعا بالدعوات والأمنيات الطيبة. ويا حبذا لو زاد كَرَمُ المؤوِّل حبتين فأوجب على أهل البيت أن يجهزوا للِّص ما يريد سرقته منهم بعد أن يتصل بهم قبلها بيومين بحيث لا يضيع وقته فى الانتظار فى الصالة، بل يذهب فيجد الصُّرَّة التى تحوى كل ما لذ وطاب مما غلا ثمنه وخف وزنه جاهزة، فيأخذها ويمضى لحال سبيله وهو يغنى "لحن الوفاء" لميشيل وعاشقة ميشيل، لكن بعد توزيعه توزيعا موسيقيا جديدا يناسب المرحلة! ترى هل تريد عاشقة ميشيل أن يكون عندنا آيات شيطانية تجرى على هذا النحو مثلا: "واللص واللصة أكرموهما وانزلوا لهما عما يريدان سرقته منكم، ومن يشفع ذلك بالدعاء لهما وهما خارجان يحملان ما أخذاه فله ثواب عظيم"، أو "إن اللوطيين والسحاقيات، والساديّين والساديّات، والمازوكيّين والمازوكيّات، أعدت أمريكا لهم ولهن ميشيلين وميشيلات يلوطون بهم ويساحقنهن ويتلذذون بهم وبهن إلى أبد الآبدين، ابتهاجًا بوساخة مقصوفى الرقبة الملاعين". حَنَانَيْكِ يا شيخة الإسلام!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير