تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقفون وراءها ويَؤُزُّونها علينا لَغَيَّرَنا هو بنفسه ولما أحوجَنا إلى تجشم كل هذا التعب وخوتة الدماغ! هذا هو المنطق الذى تتبعه شيخة الإسلام الجديدة! أم تراها قائلة: "إن هذه الحجة لا تصلح إلا لتسويغ السحاق فحسب، وعندى أنا وحدى، ومن بعدى الطوفان؟ ". لكن فاتها أن المبدأ الأخلاقى لا بد أن يتميز بالشمولية، فإما أن نأخذ به فى كل مجالات الحياة ونعمِّمه على كل الناس، وإما أن نطرحه بعيدا عنا غير مأسوف عليه.

إن الله قد خلق كل شىء فأحسن خلقه فعلا، لا يشاحّ أحد من المؤمنين فى هذا ولا طرفة عين، إلا أن المقصود بالآية الكريمة هو عكس ما تقوله هذه السحاقية تماما، فالله عندما خلق البشر إنما خلقهم ذكرا وأنثى ليتزاوجوا لا ليلوطوا ويتساحقن، ثم لم يكتف سبحانه بهذا، بل حذرهم اللواط والسحاق ونبههم إلى أن هذا الانحراف إنما هو رِجْسٌ من لدن الشيطان، الذى يوسوس فى صدور بنى آدم فيُصِيخون له أو يُعْرِضون عنه حسبما يختارون فى ضوء ما سبق تنبيههم إليه وما يراه العقل السليم الذى لم يلوثه الهوى المأفون والشهوة المنحرفة المنحطة. لكن سحاقيتنا تريد منا أن نعبث بالقرآن كما عبث أهل الكتاب بكتابهم كى نحلل لها ما هى مرتكسة فيه من شذوذٍ مُنْكَرٍ وَسِخ، وإلا هددتْنا بترك الإسلام، وكأن تركها الإسلام سيقلب موازين الدين والحياة رأسا على عقب! أو كأن الإسلام يريد بقاء هذا العفن فى بيته المعطَّر النظيف، أو كأنها لا تزال مسلمة بعد كل الذى قالته فى حق الله والرسول والقرآن، وبعد كل الذى أتته وتأتيه وتدعو إليه من تصرفات وأفعال شائنة تبعث على القىء! لا يا شيختاه، الإسلام فى غنى عنك وعن شذوذك، فهو كما قلنا دين طاهر كريم، وإلهه طيب لا يقبل إلا طيبا. وما دمت تحبين اليهود وتتفتتين وتذوبين فى هواهم وترَيْنَهم أفضل الخلق، فلماذا تتعبين قلبك مع المسلمين "أولاد الذين" بدلا من أن تأخذى الطريق من قصيره وتلتحقى بسلالة يعقوب الذين يناسبونك ويوافقونك بما سجله عليهم العهد القديم من مخزيات، بدلا من أولاد إسماعيل المفقود منهم الأمل، وكفى الله اللوطيين والسحاقيات متاعب تأليف الكتب وإعداد البرامج التلفازية فى الدعوة إلى الشذوذ؟

لقد سبق أن سمعناها تقول ما تقول فى الموازنة بين الإسلام والشذوذ الذى ابتُلِيَتْ به، وبدلا من أن تستتر بهذه العورة الأخلاقية نراها تجاهر بها وتفاخر وتتهم الأطهار الشرفاء فى أذواقهم وعقولهم وعقيدتهم وتهدد بأنه إما أن يوافق المسلمون على سحاقيتها، وإما أن تترك الإسلام: "عندما جعلني عملي في التلفزيون شخصية عامة أكثر شهرة تطوَّر أملي في التوفيق بين مثليّتي والإسلام إلى واحد من انشغالاتي. وكان المشاهدون يريدون مني أن أُبرِّر حالتي الاستثنائية في الجمع بين هويَّتين. وقد دُفِعْتُ إلى نوبة حادة من المراجعة، بل راودتني حتى إمكانية التخلي أخيرا عن الإسلام من أجل الحب. اسمعوا: أيُّ حافز أفضل من هذا الحافز للتضحية بأي شيء؟ ". وها هى ذى تكرر هذا المعنى بطريقةٍ غير مباشرةٍ مفهمةً إيانا أنها إن كانت لا تزال حتى الآن مسلمة فذلك بفضل سعة الأفق والتفهم الذى تجده فى القارة الأمريكية ليس إلا. تقصد أنهم لا يجدون فى شذوذها عِوَجًا ولا أَمْتًا، بل يحبونها ويشجعونها ويفتحون لها التلفاز على مصراعيه لتطل من شاشته بطلعتها البهية، وتنشر على الملإ دعوتها السحاقية اللواطية: "روح الاستطلاع هذه هي الهواء الذي أشعر بالامتنان لأميركا الشمالية عليه. ففي كثير من بقاع العالم الاسلامي، إذا كان المرء أكثر مما مقرر له أن يكون، تكون قيمته أقل. وفي كثير من أميركا الشمالية يتمتع المسلمون بالحرية في أن يكونوا ذوي أبعاد متعددة. وهذه هي حال أُناس من شتى الأعراق. وكان من ضحايا 11 سبتمبر (أيلول) في نيويورك الأب ميكال جادج، وهو قس كاثوليكي مِثْلِيّ نعاه الإطفائيون الذين رعاهم طيلة سنوات (قطَّعْتِ قلبنا يا شيخة على هذا القس المأبون!). تعددية البشر، تعددية الأفكار. ولكم أن تجدوا العلاقة بين الاثنين. أنا وجدتُها، وهذه العلاقة أنقذت إيماني بالإسلام، حتى الآن. لو نشأتُ في بلد مسلم لصرتُ على الأرجح ملحدة في قرارة نفسي. ولأني أعيش في هذا الركن من العالم حيث أستطيع أن أُفكر وأختلف وأغور أعمق في أي موضوع، فقد تعلمتُ لماذا ينبغي أن لا أفقد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير