تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المصرية. وتساءل مقدِّم "الجزيرة" إن كانت هناك فائدة من مثل هذه اللقاءات. نعق طنطاوي مؤكدا فائدة مثل هذه اللقاءات، وأشار إلى أنه هاجم الحاخام وأثبت له أن الإسلام هو دين الحق ... وباعتقاده أن كل من يرفض اللقاء مع العدو ليصفعه في وجهه جبان طالما أن في مثل هذا اللقاء ما يخدم الإسلام. أهذه هي نظرة شيخنا ذي الكف المتحرقة شوقا لتوجيه الصفعات، إلى رعايته لمنتدى الديانات الثلاث؟ باعتبارها فرصة لإنزال اللطمات بمزيد من اليهود؟ أم إن مثل هذا الموقف يُراد به إسماع الآذان العربية فقط؟ لستُ متأكدة، فبعد الإجابة عن سؤالٍ أوَّلَ مني قطع "منتدى الديانات الثلاث" خط الاتصالات عندما سألتُ: لماذا يُقْبَل طنطاوي صاحبُ اللسان المسموم راعيا للمنتدى؟ وأيًّا يكن من أمر فإن رب طنطاوي ليس رب التجديد بل رب الخداع. وأنا، من بين آخرين، لستُ مسيحية بما فيه الكفاية كي "أُدير الخد الآخر". وعلى مَنْ يُريدون إصلاح الإسلام أن يخوضوا كفاحا مع الخداع لتحقيق شيء ما في الواقع. وهذا يتطلب المضيّ أبعد من الحوار بين الأديان".

ونأتى إلى جابر عصفور، الذى تتغير معزوفتها تماما عند الحديث عنه: "جابر عصفور كاتب مصري يُبدي ارتياعه إذ يرى زحف "إسلام الصحراء" على ما في بلده من تقليد في التبادل الصاخب بالأخذ والرد. وهو يشير إلى أن إسلام الصحراء يتعارض مع ما في "حياة "الحارة" من تعددية ومساومات، إذ انه متعصب". وعلى غرار بَدْو القرن السابع (أرجو أن يأخذ القارئ باله من عبارة "بدو القرن السابع" هذه!) الذين كانوا يرَوْن في كل منعطف ثأرا يتربص بهم فإن الإسلاميين الذين يستوحون حياة الصحراء يرتابون فورا بـ"الآخر"، وحتى يضمرون له الكراهية. و"الآخر" هو اليهود، والغربيون، والمرأة التي يقول عصفور إن ثقافة الصحراء تعدُّها "مصدرا للغواية والشر". وهو يزعم أن أموال النفط التي تدفقت على العربية السعودية أسهمت في إشاعة عادات الصحراء القاسية. دون شك. ولكني أعتقد أن هذه العادات حدَّدت شكل الإسلام زمنا أطول بكثير مما نريد الاعتراف به".

ثم يبقى سعد الدين إبراهيم، وها هو ذا ما جاء عنه فى الكتاب الذى نحن بصدده: "ففي يوليو (تموز) أُودِع سعد الدين إبراهيم السجن للمرة الثانية خلال عامين. وقال ناشر صحيفة "القاهرة تايمز: Cairo Times" إن الحكم عليه بالسجن سبع سنوات مع إمكانية الأشغال الشاقة "يكاد يكون شهادة وفاة" تعلن موت الحقوق المدنية في مصر. ما أوصل أستاذ السوسيولوجيا البالغ من العمر 65 عاما إلى السجن يبقى غامضا، فهو صديق قديم للرئيس المصري حسني مبارك، وهو الأستاذ الذي أشرف على رسالة السيدة سوزان مبارك لنيل شهادة الماجستير وكاتب خطابات لها. وكان إبراهيم يستضيف برنامجا تلفزيونيا أسبوعيا عن التنمية الاجتماعية، وله أبحاث رائدة في دوافع المتشددين الإسلاميين، وقام بتمثيل مصر في مؤتمرات دولية حول حقوق الإنسان. ولكن هذا كله كان قبل 30 يونيو (حزيران) 2000م ليلة القبض عليه. وخلال الأشهر الأربعة والعشرين التالية من التوقيفات المديدة والمحاكمات الصورية وفترات الحبس بات واضحا له أن "الذين أغضبتُهم قرروا التحرك لإلغاء سعد الدين إبراهيم من الحياة العامة في مصر". المرجَّح أن غضب خصومه الأسْوَد كان يغلي منذ منتصف التسعينات. ذلك أن إبراهيم، بوصفه رئيس مركز ابن خلدون للدراسات التنموية في القاهرة، شعر أن من واجبه إشباع عمله بروح صاحب الاسم الذي أطلقه على مركزه. فإن ابن خلدون، الذي كان من آخر عمالقة الفكر في عصر الإسلام الذهبي، حوَّل التاريخ والسوسيولوجيا إلى فرعين محترمين من فروع المعرفة. وعلى أكتاف هذا المفكر الرائد سطع اسم إبراهيم، في العالم العربي المسلم على الأقل، في عام 1994م. فقد بادر إلى تنظيم مؤتمر حول حقوق الأقليات، وفي حينه كانت مصر تتمسك بقانون يفرض على المسيحيين الأقباط أن ينالوا موافقة الرئاسة قبل أن يتمكنوا من ترميم كنائسهم. وإذ طعن إبراهيم في نهج مصر الرسمي القائل إن المسلمين يعيشون في وئام تام مع المسيحيين، اعتبر الأقباط أقلية تعاني من اضطهاد النظام. وهنا كانت الضربة الأولى. فبعد عام راقب وآخرون من أنصار الديمقراطية الانتخابات البرلمانية التي جرت في مصر وكشفوا عن ممارسة التزوير بحجمٍ ما كان ليمكن التفكير فيه سابقا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير