تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الانتحاريين كثيرا ما يرتدون أكثر من لباس داخلي واحد أو يَحْشُون المنطقة الحساسة من جسمهم بالجرائد لحماية أعضائهم التناسلية من قوة الانفجار".

وتعليقا على هذا نبادر أولا فنقول إن السخف والتفاهة فى المزاعم المضحكة حول ورق الصحف الذى يحشو به الاستشهادى المنطقة الحساسة من جصده لحمايتها من الانفجار لا تدل إلا على عقلية خائبة فى الدعاية الكاذبة رغم خبثها الشيطانى. كذلك لا يمكن لقائل ذلك الكلام أن يزعم صادقا أنه مسلم، إذ كيف يكون مسلما من لا يؤمن بأن هذا القرآن من عند الله، بل يصر على أنه اسْتُقِىَ من مصادر أخرى، وأنه كان عرضة للعبث والهوى وسوء الفهم حتى من الرسول نفسه. ونحن حين نقول هذا نقول معه أيضا إن هذه البنت حرة تماما فيما تقوله وتعتقده، كما أنها حرة تماما فى أن تكون سحاقية أو امرأة طبيعية. ذلك حقها فى الاختيار، مثلما هو من حقنا أن نكشف الستار عما يحاك لنا فى الغرب، ومنه بكل تأكيد إعدادُ أمثالها ورَمْيُهم فى طريقنا يُجْلِبون علينا، ويحاولون أن يُشِيعوا الاضطراب فى صفوفنا ويشككونا فيما نؤمن به من دين وقيم ومبادئ، وييئّسونا من جدوى الوسائل التى نتخذها للدفاع عن مقومات وجودنا وحاضرنا ومستقبلنا ودنيانا وأخرانا. وواضح أن كاتب الكلام قد وضع نصب عينيه تكسير مجاديف المجاهدين فى سبيل الله، أولئك الأبطال الذين يجرِّعون أمريكا الصاب والعلقم ويطيّرون النوم من عيونها ويستنزفون ملياراتها ويوقعون عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من جنودها رغم قلة مواردهم وتخلف وسائلهم وأسلحتهم، ورغم التضييق الخانق المضروب عليهم واشتراك أطراف الأرض كلها تقريبا فى عداوتهم وحصارهم واقتفاء أثرهم والتبليغ عنهم بما فى ذلك كثير من أفراد أممهم حكامًا ومحكومين. إن الأمريكان يبذلون كل غالٍ ونفيس ويتمنَّوْن، ولو بخلع الضرس، بل ولو بقلع العين، أن يقضوا على روح الجهاد التى يخلقها الإسلام فى نفوس أتباعه، والتى لولا هى لكانت أمريكا قد انتهت منا والتهمتنا منذ زمن طويل، وذلك رغم كل التخلف والعيوب التى نعانى منها على كل الأصعدة والمستويات تقريبا. فما بالكم لو أن المسلمين قد استيقظوا كلهم على بَكْرَة أبيهم وهبَّتْ فيهم نسمة الحياة وتحركت نخوتهم وكرامتهم وانتفضوا يعملون ويجِدّون ويكِدّون ويبدعون ويستكشفون وينتجون ويتقنون، ولم يلقوا بالهمّ والمسؤولية كلها على عاتق تلك الطائفة القليلة منهم التى لم تستسلم ولم تَهِن أو تَهُن، بل ما زالت تحاول القيام بالمهمة وحدها فتُوَفَّق أحيانا وتُخْفِق فى كثير من الأحيان لأنها تتحرك فى إطارٍ مُعَادٍ أو على الأقل غير مبالٍ؟ ولا ينبغى أن يغيب عن بالنا ما ورد فى كلامها السابق عن العلاقة بينها وبين بعض رجال المخابرات والمعلومات التى يمدّونها بها مما يؤكد ما قلته عن دور تلك المؤسسة وأمثالها فى تأليف هذا الكتاب.

إن واضع الكتاب يتساءل: "ماذا كان سيحدث لو تربى محمد عطا على أسئلة تبحث في الروح عن إجابات بدلا من تربيته على يقينيات بسيطة؟ وعلى أقل تقدير، ماذا لو عرف هذا الطالب الجامعي أن من الممكن المِراء في أصول كلمات مختارة، كلمات محورية عن الآخرة؟ وأنها قد لا تكون بالمرة "كلمات خالق الأرض والأجرام السماوية"؟ وأن جزاء تدمير الذات، ناهيكم عن القتل الجماعي، سيكون مكافأة مشكوكا فيها؟ وأن وعد الجنة هو رجم في الغيب وليس وعدا مضمونا؟ ثم يجيب على النحو التالى: "ربما كان حينذاك سيغير رأيه ويتراجع". وهى بالتأكيد إجابة صحيحة، لكنها ليست إجابة كاملة. أما تكملتها فهى أنه بعد أن يغير رأيه ويتراجع سوف يصيبه اليأس وسوف ينضم، إن عاجلاً أو آجلاً، إلى طابور العملاء الأمريكيين الذين يخونون بلادهم وشعوبهم ويفسدون كل شىء عليها، مما يمدّ فى سطوة أمريكا على بلاد المسلمين ويفتح شهيتها الجشعة النهمة المجرمة لابتلاع كل شىء، أما فى ظل العمليات الاستشهادية الآن فإن ثمة شوكة بل أشواكا ناشبة فى حلقها تنغِّض عليها الأكل. وأملُنا مع الأيام أن تتحقق من أنها لن تستطيع أبدا التخلص من هذه الأشواك فتنصرف عن التهام ثرواتنا ووجودنا نفسه، وبمشيئة الله لن يكون ذلك بعيدا، اللهم إلا إذا استمرأت جماهير العرب والمسلمين هذا الخُمَار الذى يغيِّب عقلها ويضيِّع عليها الفرص الكثيرة التى يتيحها الله لها. وعندئذ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير