تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[24 Jun 2005, 06:03 ص]ـ

بارك الله فيك على إثارة هذا الأمر، وعلى هذه الدراسة لهذا الكتاب الذي قذفته المطابع لنا، والمشكلة أن الكتاب لو كان كتاباً علمياً أو صادراً عن متخصص لأمكن مناقشته، ولقد تصفحت أجزاء من الكتاب المذكور، فوجدته أشبه ما يكون بالخواطر والتمنيات، والأهم من ذلك كله أن الغرب يتلقف أمثال هؤلاء ويشيد بهم ويقلدهم الأوسمة ويوفر لهم الحماية، وما قصة سلمان رشدي، عنا ببعيدة، وأود أن أضع هنا ثناء ((توماس فريدمان))، وأنتم تعلمون من هو توماس فريدمان على هذه المرأة في مقال له في جريد الاتحاد الاماراتية بتاريخ 3/ 3/2005 م، بعنوان شاببة مسلمة شجاعة!! يقول فيه: ((منذ ذلك الحين غدا واضحاً لي، أنه ما لم نقم بمشاركة العرب والمسلمين لتغيير السياق الذي يعيشون فيه، وما لم نساعدهم على إيجاد فضاء حر، تدور فيه حرب أفكار تسمح بانطلاق مناقشات حرة بيننا وبين تلك "البلاد البعيدة" ... فإننا سنكون كمن يسعى إلى 11 سبتمبر أخرى. لقد كنت أعرف طيلة الوقت أنه يوجد لدينا شركاء هناك، بيد أن الحركات الديمقراطية التي بزغت مؤخراً، أظهرت لي العدد الحقيقي للشبان الموجودين في تلك البلدان، والذين يريدون أن يعبروا عن طموحاتهم وأن يحققوا ما تؤهلهم له إمكانياتهم، وهو ما كانت حكوماتهم وقادتهم الروحيون يحولون دون تحقيقه.

وإذا كنت تريد أن تحس بنبض ما يقوله هؤلاء الشبان والشابات، فما عليك سوى أن تقرأ كتاب الآنسة "إرشاد مانجي" الجديد المعنون "المشكلة مع الإسلام اليوم" والرسائل والمساجلات، التي تدور بينها وبين غيرها من الشبان المسلمين على موقعها الإلكتروني: www.muslim-refusenik.com.

والآنسة "مانجي" ناشطة نسائية كندية مسلمة، كان لديها من الجرأة، ما جعلها تقوم بتأليف كتاب تدعو فيه إلى إصلاح الإسلام.

كتبت مانجي في كتابها تقول:"ليس هناك من فكرة للعالم الإسلامي، وبالتالي لنا جميعاً اليوم، أهم من فكرة إعادة فتح باب "الاجتهاد". هذه هي الفكرة الأساسية في كتابي هذا ... وهي أن أبيّن أن الإسلام كان يمتلك ذات يوم تقاليد تعددية تقوم على الحوار، وعلى الاعتراف بحق الاختلاف، وأننا نحن المسلمين بحاجة بالتالي لإعادة اكتشاف هذه التقاليد، كي نقوم بتحديث الإسلام، وجعله متوافقاً مع القرن الحادي والعشرين. وأنا عندما أقول هذا فإنني لا أعتبر راديكالية، وإنما أعتبر في الحقيقة مسلمة مخلصة لدينها".

وإرشاد مانجي، المولودة في أوغندا لأب هندي مسلم، وأم كندية ذات جذور مصرية، تحاضر بشكل دائم عن التنوع الفكري في مدرجات الجامعات. وحول هذه النقطة كتبت تقول: وحتى ما قبل الحادي عشر من سبتمبر وكتابي هذا، كنت ألاحظ عقب محاضراتي أن المسلمين شباناً وشابات كانوا ينتظرون بجانب المدرج الجامعي، إلى أن يغادر الجميع، ثم يأتون إلي ويقولون لي أشياء من قبيل "مانجي ... نحن نريد المزيد من الأصوات للمساعدة على انفتاح هذا الدين الذي ننتمي إليه، لأنه إذا لم ينفتح فإننا سوف نتركه". هذا ما أدركه هؤلاء الشبان والشابات ... وهذا هو ما لم يدركه رجال الدين. إننا ننقذ الإسلام عندما نبين للأجيال الناشئة، كيف يمكنهم أن يكونوا جزءا من عالم تعددي، وكيف يمكنهم أن يكونوا مسلمين صادقي الإيمان.

وسعياً لتلك الغاية قامت الآنسة "مانجي" بإطلاق ما تسميه "مشروع الاجتهاد". وهي تشرح ذلك بالقول: إن الهدف من هذا المشروع هو إقامة مركز قيادة يجتذب الشبان المسلمين من ذوي التوجه الإصلاحي، ويدفعهم للتواصل مع بعضهم بعضاً، بحيث يدرك هؤلاء الشبان أنهم ليسوا وحدهم. ولكي يكتسبوا أيضاً الثقة بقدرتهم على الاختلاف علناً، مع بعض الأفكار السائدة التي تحتاج إلى تحديث في الدين، ولكي يعرفوا المزيد من المعلومات عن العصر الذهبي في الإسلام، عندما كان المسلمون والمسيحيون واليهود يعملون معاً للمحافظة على المعرفة ونشرها، وهو شيء نادراً ما نقوم بتعليمه في مدارسنا العامة، أو في مدارسنا الدينية، هذا إذا كنا نقوم بتعليمه في الأصل.

وبناء على إلحاح من طلابها قامت الآنسة "مانجي" مؤخراً بترجمة كتابها إلى اللغتين العربية والأُوردية، ووضعه على موقعها الشخصي على الإنترنت، حيث يقوم الشباب العربي والباكستاني الآن بتنزيله سراً ومناقشته. وفي هذا الأسبوع قام صاحب دار نشر عربية صغيرة تعمل في لبنان وألمانيا - وفتحت لها تواً فرعاً في بغداد- بالاتصال بها، عارضاً نشر كتابها في العراق.

قالت مانجي رداً على ذلك:"لا أملك سوى تقدير ما يتضمنه هذا العرض من رمزية ... فبغداد بالذات كانت هي عاصمة الاستنارة الإسلامية من القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر الميلادي، كما كانت ملتقى التجارة والخدمات والأفكار العظيمة".

إن ما يحدث الآن في المنطقة سيستغرق وقتاً حتى يفعل مفعوله. ولا نستطيع الآن القول إننا نضمن أن ذلك سينتهي بمحصلة لائقة. ولكن الأخبار الطيبة فيما يحدث، هي أن الشبان العرب والمسلمين قد بدأوا الآن يتناقشون بطريقة مختلفة جداً في تلك "البلاد البعيدة" ... وأن الكثيرين منهم يريدون الخروج بهذه المناقشات إلى العلن، ودفعها قدماً إلى الأمام.)).

إذاً مثل هذه الكتابات تجد ترحيباً وتشجيعاً من الغرب وكتاب الأعمدة في صحفه، وبدأت تتكشف أكثر فأكثر فكرة الإسلام الأمريكاني التي يروج لها بعض المسلمين بدعم وتشجيع من الساسة والمثقفين الغربيين، وعلى كل حال ما هي إلا فقاعة من تلك الفقاعات التي ظهرت برهة ثم انطفأت ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير