* فجوابه - كما ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري شرح صحيح البخاري " -:
[قوله (تنصر): أي صار نصرانيا [ورقة بن نوفل]، و كان قد خرج هو و زيد بن عمرو بن نفيل لما كرها عبادة الأوثان إلى الشام و غيرها يسألون عن الدين، فأما ورقة فأعجبه دين النصرانية فتنصر،
و كان لقي من بقى من الرهبان على دين عيسى، و لم يبدل، و لهذا أخبر بشأن النبي صلى الله عليه و سلم، إلى غير ذلك مما أفسده أهل التبديل،
و أما زيد بن عمرو فسيأتي خبره في المناقب إن شاء الله تعالى.
قوله (فكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية)، و في رواية يونس و معمر: " و يكتب من الإنجيل بالعربية ". و لمسلم " فكان يكتب الكتاب العربي " [و يكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله له أن يكتب]. و الجميع صحيح،
لأن ورقة تعلم اللسان العبراني و الكتابة العبرانية، فكان يكتب الكتاب العبراني كما كان يكتب الكتاب العربي، لتمكنه من الكتابين و اللسانين].
* و عن حقيقة نصرانية ورقة بن نوفل: قال ابن حجر:
(و أما ما تمحل له السهيلي [أي: في شأن ما ورد من قول ورقة: " هذا الناموس الذي نزل على موسى "] من أن ورقة كان على اعتقاد النصارى في عدم نبوة عيسى و دعواهم أنه أحد الأقانيم الثلاثة - فهو محال لا يعرَج عليه في حق ورقة و أشباهه ممن لم يدخل في التبديل و لم يأخذ عمن بدَل.].
- و عللَ ابن حجر (قوله " على موسى " و لم يقل: على عيسى - مع كونه نصرانيا - لأن كتاب موسى عليه السلام مشتمل على أكثر الأحكام، بخلاف عيسى). انتهى كلام ابن حجر.
* و يكفي في دحض شبه النصارى هنا: قول ورقة بعدما سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر الملك الذي نزل عليه بالوحي: " هذا الناموس الذي نزَل الله على موسى ".
فأشار بقوله " هذا " إلى الملك الذي ذكره النبي صلى الله عليه و سلم في خبره، و نزَله منزلة القريب لقرب ذكره.
و الناموس: صاحب السر.
و المراد بالناموس هنا: جبريل عليه السلام. قاله ابن حجر.
... و ليس هناك أدل دليل و أوضح سبيل في نفي شبهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نصرانياً، وأراد بالإسلام إعادة إحياء النصرانية - من أن القرآن الكريم الذي أنزل على الرسول عليه السلام جاءت آياته تكذيبا و تكفيرا للنصارى - فيما زعموه من بنوة عيسى عليه السلام لله تعالى، سبحانه عما يقولون و مما ادعوه بثلاثية الآلهة - قال الله عزَ و جلَ مخاطبا رسوله و أمته:
{قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد و لم يولد * و لم يكن له كفوا أحد *}. [سورة الإخلاص].
ففيها إثبات الوحدانية لله تعالى، و نفي الابن و الشريك و الشبيه له، سبحانه و تعالى عن عباده علوا كبيرا،
فهذا أول أصل من أصول الإسلام و الإيمان الحق،
و هذا ناقض و نقيض ما يزعمونه " الإيمان المسيحي " القائم على التثليث و التشريك في الألوهية بادعائهم و إفكهم.
فأين هذا من ذاك؟
ـ[يحيى]ــــــــ[28 Feb 2006, 03:27 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحيم
شكرا لك, وجزاك الله خيرا .. وصدقت في كل كلمة قلتها .. لا فض فاك
ولكنني ما كتبت (أبو صلاح الدين = يحيى) هذا البحث إلا دفاعا عن السنة , حيث أنه يتم ترديده ((دائما)) كمثال على أنه يجب عرض حديث الاحاد على القران , ولولا ذلك والله ما ألفته.
وثانية .. شكري الجزيل والحار لكم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[28 Feb 2006, 10:31 ص]ـ
أخي و صديقي العزيز يحيي (أبو صلاح الدين)
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
* يكفينا في الدفاع عن السنة النبوية الشريفة، و حجيتها في التشريع للأحكام و سائر الأمور قول الله عزَ و جلَ: {و ما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى}. [سورة النجم]،
- و في تفسيره " الجامع لاحكام القران " قال الإمام القرطبي:
(قوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ ?لْهَوَى?. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى?}.
فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ ?لْهَوَى?} قال قتادة: وما ينطق بالقرآن عن هواه {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى?} إليه. وقيل: «عَنِ الْهَوَى» أي بالهوى؛ قاله أبو عبيدة؛ كقوله تعالى:
{فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً}
¥