ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Apr 2006, 10:16 ص]ـ
هنا بحث ونقاش طويل في الموضوع فيه فوائد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Apr 2006, 07:03 م]ـ
قال الإمام المفسر محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان في هذه المسألة التي لا يترتب على العلم بها نفع ولا على الجهل بها أي ضرر- في نظري- بعد أن أشبعها بحثا وأورد حجج الفريقين وأدلتهم وناقشها كما هي عادته رحمه الله وساق كلام علماء الأصول على القادح المعروف بالنقض:
(قال مقيده عفا الله عنه: الظاهر أن التحقيق في هذه المسألة التي هي:
هل يعذر المشركون بالفترة أو لا؟
هو أنهم معذورون بالفترة في الدنيا وأن الله يوم القيامة يمتحنهم بنار يأمرهم باقتحامها فمن اقتحمها دخل الجنة وهو الذي كان يصدق الرسل لو جاءته في الدنيا ومن امتنع دخل النار وعذب فيها وهو الذي كان يكذب الرسل لو جاءته في الدنيا لأن الله يعلم ما كانوا عاملين لو جاءتهم الرسل.
وإنما قلنا أن هذا هو التحقيق في المسألة لأمرين:
1 - أن هذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبوته عنه نص في محل النزاع فلا وجه للنزاع ألبتة مع ذلك.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية التي نحن بصددها بعد أن ساق الحاديث الكثيرة الدالة على عذرهم بالفترة وامتحانهم يوم القيامة رادا على ابن عبد البر تضعيف أحاديث عذرهم وامتحانهم بأن الآخرة دار جزاء لا عمل وأن التكليف بدخول النار تكليف بما لا يطاق وهو لا يمكن- ما نصه:
والجواب عما قال أن أحاديث الباب منها ما هو صحيح كما نص على ذلك كثير من أئمة العلماء ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف يتقوى بالصحيح والحسن.
وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متصلة متعاضدة على هذا النمط أفادت الحجة عند الناظر فيها.
وأما قوله: إن الآخرة دار جزاء فلا شك أنها دار جزاء ولا ينافي التكليف في عرصاتها قبل دخول الجنة أو الناركما حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري عن مذهب أهل السنة والجماعة من امتحان الأطفال وقد قال تعالى (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) الآية.
وقد ثبت في الصحاح وغيرها: ((أن المؤمنين يسجدون لله يوم القيامة وأن المنافق لا يستطيع ذلك ويعود ظهره كالصفيحة الواحدة طبقا واحدا كلما أراد السجود خر لقفاه))
وفي الصحيحين في الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجا منها ((أن الله يأخذ عهوده ومواثيقه ألا يسأل غير ما هو فيه ويتكرر ذلك منه ويقول الله تعالى: يابن آدمما أعذرك ثم يأذن له في دخول الجنة)) وأما قوله فكيف يكلفهم الله دخول لناروليس ذلك في وسعهم؟
فليس هذا بمانع من صحة الحديث فإن الله يأمر العباد يوم القيامة بالجواز على الصراط وهو جسر على متن جهنم أدق من الشعر وأحد من السيف ويمر المؤمنون عليه بحسب أعمالهم كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب ومنهم الساعي ومنهم الماشي ومنهم من يحبو حبوا ومنمهم المكردس على وجهه في الناروليس ما ورد في أولئك بأعظم من هذا بل هذا أطم وأعظم.
وأيضا فقد ثبت بالسنة بأن الدجال يكون معه جنة وناروقد أمر الشارع المؤمنين الذين يدركونه أن يشرب أحدهم من الذي يرى أنه نار فإنه يكون عليه بردا وسلاما وهذا نظير ذلك
وأيضا فإن الله تعالى أمر بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم فقتل بعضهم بعضا حتى قتلوا فينا قيل في غداة واحدة واحدا وسبعين ألفا, يقتل الرجل أباه وأخاه وهم في عماية غمامة أرسلها الله عليهم وذلك عقوبة لهم على عبادة العجل وهذا أيضا شاق على النفوس جدا ولا يتقاصرعما ورد في الحجيث المذكور والله أعلم) انتهى كلام الحافظ ابن كثير بلفظه ...
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى أيضا قبل هذا بقليل ما نصه:
ومنهم من ذهب إلى أنهم يمتحنون يوم القيامة في عرصات المحشر فمن أطاع دخل الجنة وانكشف علم الله فيه بسابق السعادة, ومن عصى دخل النارداخرا, وانكشف علم الله فيه بسابق الشقاوة.
وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض.
وهذا القول هو الذي حكاه أبو الحسن الأشعريُّ عن أهل السنة والجماعة وهو الذي نصره الحافظ أبو بكر البييهقي في كتاب الاعتقاد وكذلك غيره من محققي العلماء والحفاظ والنقاد.
انتهى محل الغرض من كلام ابن كثير وهو واضح جدا فيما ذكرنا.
2 - أن الجمع بين الأدلة واجب متى ما أمكن بلا خلاف لأن إعمال الدليلين أولى من إالغاء أحدهما, ولا وجه للجمع بين الأدلة إلا هذا القول بالعذر والامتحان فمن دخل النار فهو الذي لم يمتثل ما أمربه عند ذلك الامتحان ويتفق بذلك جميع الأدلة والعلم عند الله تعالى) 3/ 481 - 484