• وبالتمسك بالشريعة يسعد الجميع بالأمن والرخاء قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]
• فالأمن مطلب في الحياة لا يستغني عنه الخلق لقضاء مصالحهم الدينية والدنيوية وما من عبد إلا ويبحث لنفسه عن أسباب أمنها ويتوقى جهد طاقته أسباب الخوف التي قد تحدق به في طريق حياته، ومهما أوتي الإنسان من سلامة بدن ووفرة رزق؛ فإنه لا يشعر بقيمتها إلا بالأمن والاستقرار.
• والخوف من الله ومراقبته مفتاح الأمن للمسلم في دنياه وأخراه.
• وعقد القلب على أركان الإيمان وتوفير مقتضياته في عمل الجوارح هو المصدر الحقيقي لحصول الأمن في الدنيا والآخرة.
• والأمن التام هو في طاعة الله ولزوم ذكره {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]
• وإذا استقام الفرد في نفسه وألزم من تحت يده من زوجةٍ وأبناء على السير وفق كتاب الله، حقق الأمن لنفسه وانتظم الأمن في المجتمع، فعلى الجميع حاكماً ومحكوماً، صغيراً وكبيراً، ذكراً وأنثى، أن يتقوا الله سبحانه 0
• وليعلم الجميع أن من أسباب الأمن وما يعين عليه إقامة الحق والعدل ونبذ البدعة والشرك ونشر التوحيد {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [المائدة: 82].
• ونصرة المجاهدين والجهاد في سبيل الله على وجهه الصحيح في مواقعه الحقيقية في ثغور الجهاد ورباطاته حيث إنه ذروة سنام الدين وخير وسيلة لقمع الظالمين وطرد الغزاة والمحتلين، وعدم تمييع هذا الركن العظيم بشروطه وأركانه وضوابطه وأصوله لإعلاء كلمة الله ونشر دينه لأنه باقٍ وماضٍ إلى قيام الساعة وهذا من دواعي وأسباب الأمن على أن لا نخلط بين الجهاد في سبيل الله والإفساد في أرض الله والدعاء للمجاهدين الصادقين بالنصرة والتمكين وأن يدحر الله عدوهم وهذا اقل ما ينصرون به.
• ويحذر من أهلِ البدع ومروجي الفتن ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا وبين صفوف ومجتمعات المسلمين الذين يسبون الله ورسوله وصحابة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم رضي الله عن أصحابه أجمعين، والذين نالوا من أحكام الدين كالحجاب وغيره والذين أفسدوا إعلام وتعليم المسلمين حيث توسع المنافقون توسعاً مخيفاً في موضوع المرأة والمناداة باختلاطها وفتح باب الشر لها في كل ميدان تارة بالنداء بقيادتها وتارة بنزع حجابها وتارة بمزاحمتها الرجال في ميدانهم واتهام المصلحين باتهامات باطلة واستغلال الأحداث وتسخيرها وتجييرها لصالح الأعداء في الداخل أوفي الخارج كل هذا سيسهم في إحلال وضياع الأمن {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165]. والرد على شبه الأعداء واتهاماتهم لديننا وعدم قبولها مع بيان أن دين الله هو دين الحق والعدل والرحمة والوسط الذي كفل لكلِّ ذي حق حقه دون ظلم أو هضم أو تعدٍّ على أحد.
• وليعلم الجميع أن الله {هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام:65].
• ولنعلم أن من علامات آخر الزمان كثرة الفتن كما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يتقارب الزمان، ويقل العمل، ويلقى الشح، وتكثرـ أو قال تظهرـ الفتن"،وذلك لأن الفتن إذا ظهرت سيكون معها من الفساد ما يكون قريباً بقيام الساعة فمنها ما يكون يحرق الدين ويحرق العقل ويحرق البدن ويحرق كل خير حيث حذرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الفتن كلها.
• وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة (4/ 343): " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء فصار الأكابر عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها وهذا شأن الفتن كما قال تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25].
• واحذر أخي المسلم من مواطن الفتن والخوض فيها فإنها إذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله، {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات:50].
هذا ما يسَّر الله لي كتابته، فهي كلمات كتبت باختصار وعلى عَجَلٍ لمسيس الحاجة إليها إيضاحًا للسبيل ودفعاً للدخيل، كتبت والمصائب على أشدها وعقد أهل الحق قد انحصر، ومباعدة أهل البدع قد وهن، فهي دعوة لأهل العلم والعقل إلى توضيح الحق ودفع الشبه عن العوام بالدليل والحجة والإقناع، وهي شمعة على هذا الطريق لا تكفي لإضاءته فهل من إجابة إلى هذه الدعوة من أهل العلم والعقل والمنصفين؟! عصمنا الله وإياكم من الفتن، وأرشدنا للحق واتباع السنن، وحفظ علينا وعلى المسلمين أمننا وإيماننا وأعاننا على الفعل والقول الذي يرضيه، وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بقلم
بدر بن نادر المشاري
1/ 4/1425هـ
من صيد الفوائد