• إذا سلبت نعمة الأمن؛ فشا الجهل، وشاع الظلم، وسلبت الممتلكات.
• إذا حلَّ الخوف أُذيق المجتمع لباس الجوع والخوف كما قال تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل:112]، قال القرطبي ـ رحمه الله ـ " سمى الله الجوع والخوف لباساً؛ لأنه يظهر عليهم من الهزال وشحوبة اللون وسوء الحال ما هو كاللباس".
• والخوف يجلب الغم وهو قرين الحزن قال جلَّ وعلا: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40].
• يقول معاوية رضي الله عنه: " إياكم والفتنة فلا تهموا بها فإنها تفسد المعيشة وتكدر النعمة وتورث الاستئصال".
• ولو قلَّبت البصر في الآفاق؛ لوجدت الأمن ضرورة في كل شأن ولن تصل إلى غاية كمال أمر إلا بالأمن؛ بل لن تجد مجتمعاً ناهضاً وحبال الخوف تهز كيانه.
• نعمة الأمن من نعم الله حقًّا حقيق بأن تُذكر ويذكَّرَ بها وأن يُحافظ عليها، قال سبحانه وتعالى: {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 26].
• ونعمة الأمن تقابل بالذِّكْر والشكر {فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 239]
• وأمر الله قريشاً بشكر نعمة الأمن والرخاء بالإكثار من طاعته قال جلَّ وعلا {فلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ {3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش: 3، 4]
• ثم لنعلم جمعياً حاكماً ومحكوماً، وعالماً ومتعلماً، وذكراً وأنثى، وصغيراً وكبيراً، أن المعاصي والأمن لا يجتمعان فالذنوب مزيلة للنعم وبها تحل النقم {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 53].
• وما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، والطاعة هي حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين، وبالخوف من الله ومراقبته يتحقق الأمن والأمان، فهابيل امتنع عن قتل قابيل لخوفه من ربه جلَّ وعلا قال تعالى: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 28].
• والعناية بالعلم والتمسك بالكتاب والسنة شريعة وقيماً وأصولاً عصمة من الفتن وسبب للأمن والتعليم الشرعي أساس في رسوخ الأمن والاطمئنان قال ابن القيم رحمه الله: " وإذا ظهر العلم في بلد أو محلةٍ؛ قلَّ الشر في أهلها، وإذا خفي العلم هناك؛ ظهر الشر والفساد".
• والعلماء الربانيون هم ورثة الأنبياء وفي ملازمتهم وزيارتهم وسؤالهم والاستنارة بآرائهم وخصوصاً وقت الفتن سدادٌ في الرأي وتوفيق للصواب ودرءٌ للمفاسد؛ لأن الفتنة إذا أقبلت علمها العلماء وإذا أدبرت علمها العلماء والعامة.
• وببركة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ على أن نأمر بالمعروف بالمعروف، وننهى عن المنكر بالمعروف ـ تمنع الشرور والآفات عن المجتمعات.
• وحفظ العبد نفسه من شهوات النفس وشبهات القلب أصل في صيانة المجتمع من المخاوف والمكاره.
• وتأويل نصوص الشريعة على غير وجهها سبب انحراف الفهوم ومنها ينطلق من قلَّ حظه لتلويث عقول الناشئة ويزداد الأثر حين يضعف التحصن بعلوم الدين.
• وبعد فحفظ الأمن في بلاد الحرمين ألزم فعلى ثراها تنزل الوحي، ومن بين لا بتي طابة شع النور في الآفاق فيها بيت الله قائم، وفيها مسجد رسول الله عامر، ويجب أن ينهل الجميع من نبع الكتاب والسنة من غير تحويل أو تأويل لنصوصهما ومعرفة ضوابط الولاء والبراء من غير إفراط فيها أو مجافاة عنها.
¥