تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- وقد حرص متى على تقسيم سلسلة الأنساب التي ذكرها إلى ثلاثة مجموعات في كل منها أربعة عشر أباً فيقول: " فجميع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً، ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلاً، ومن سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً " (متى 1/ 17).

لكن متى لم يوف بالأرقام التي ذكرها إذ لم يذكر بين المسيح والسبي سوى إثني عشر أباً. وقد تصرف متى في المجموعة الثانية فأسقط عدداً من الأسماء ليحافظ على الرقم 14 فأسقط ما بين يورام وعزيا ثلاثة آباء، هم أخزيا بن يورام وابنه يواشى وابنه أمصيا والد عزيا.

- وأما ما جاء في مقدمة لوقا " وهو على ما كان يظن " فقد يظن فيه النصارى مهرباً من الاعتراف بهذا التناقض لكن هذه العبارة قد وضعت في النسخ الإنجليزية بين قوسين () للدلالة على عدم وجودها في المخطوطات القديمة، أي أنها دخيلة وتفسيرية.

لكن العبارة في سائر اللغات العالمية موجودة من غير أقواس، أي أصبحت جزءاً من المتن (الوحي).

ولعل صورة التناقض والتلاعب تتضح إذا تأملنا في الجدول الذي يقارن بين سلسلتي لوقا ومتى، ونضع إلى جوارهما ما جاء في سفر (الأيام الأول 3/ 10 - 19)، لنقف على الأسماء التي أسقطها متى، لتنتظم له سلسلته التي أرادها، فقد غير في نسب المسيح، لتتناسب وحساباته الخاصة:

م إنجيل متى (1/ 1 - 17) أخبار الأيام (3/ 10 - 19) إنجيل لوقا (3/ 23 - 38) م إنجيل متى (1/ 1 - 17) أخبار الأيام (3/ 10 - 19) إنجيل لوقا (3/ 23 - 38)

1 داود داود داود 22 زربابل زربابل شالتئيل

2 سليمان ناثان ناثان 23 أبيهود حننيا زربابل

3 رحبعام رحبعام متاثا 24 الياقيم ريسا

4 أبيا أبيا مينان 25 عازور يوحنا

5 أسيا اسا مليا 26 صادوق يهوذا

6 يهوشافاط يهوشافاط الياقيم 27 أخيم يوسف

7 يورام يورام يونان 28 أليود شمعى

8 عزيا أخزيا يوسف 29 اليعازر متائيا

9 ... يواش يهوذا 30 متان مآث

10 ... أمصيا شمعون 31 يعقوب نجاى

11 ... عزريا لاوى 32 يوسف حسلى

12 يوئام يوثام متثات 33 ناحوم

13 أحاز أحاز بوريم 34 عاموص

14 حزقيال حزقيال اليعازر 35 مُتاثيا

15 منسى منس يوسى 36 يوسف

16 آمون آمون عير 37 ينًا

17 يوشيا بوشيا المودام 38 ملكى

18 ... يهوياقيم قصم 39 لاوى

19 يكنيا يكنيا أدى 40 متثات

20 شالتئيل شالتئيل ملكى 41 هالى

21 ... فدايا نيرى 42 يوسف

والسؤال كيف يجمع علماء الكتاب المقدس بين تناقضات أنساب المسيح؟

قال بعضهم: " لا يراد من هذا شجرة نسب كامل، … أسماء قد سقطت من بعض الإنجيليين، وهذا للتوضيح الموصل إلى الرغبة بإثبات سلالة مؤسسة على الصحة التاريخية في خطوطها العريضة أو عناصرها الأساسية ".

ولكن بوكاي لا يرى هذا التبرير مقبولاً، لأن النصوص لا تسمح بمثل هذا الافتراض، إذ أن نص التوراة الذي اعتمد عليه الإنجيليون يقول: فلان في عمر كذا أنجب كذا، ثم عاش كذا من السنين، وهكذا فليس ثمة انقطاع.

ويقول صاحب كتاب " شمس البر " معرفتنا بطريقة تأليف جداول النسب في تلك الأيام قاصرة جداً "، ويعلق بوكاي " لاشك أن نسب المسيح في الأناجيل قد دفع المعلقين المسيحيين إلى بهلوانيات جدلية متميزة صارخة تكافئ الوهم والهوى عند كل من لوقا ومتى ".

لكن النتيجة الخطيرة والمهمة المترتبة على وجود هذا التناقض هي: أن إنجيل متى لم يكن معروفاً للوقا مع أنه قد سبقه بنحو عشرين سنة، ولو كان لوقا يعرفه، أو يعتبره إنجيلاً مقدساً لراجعه ولما خالفه، فدل ذلك على عدم وجود إنجيل متى يومذاك، أو إسقاط الاعتبار له.

ثم ماذا عن يوحنا ومرقس لم أهملا نسب المسيح، فلم يذكراه؟ هل يرجع ذلك لشكهما في صحة متى ولوقا أم خوفاً من سخرية اليهود أم ..... ؟ ثم يتعامل مرقس ويوحنا بوضوح تام مع المسيح على أنه ابن ليوسف النجار.

ملاحظات هامة حول نسب المسيح

ومن التأمل في سلسلتي نسب المسيح تبين للمحققين بعض الملاحظات.

1) ما علاقة يوسف النجار بالمسيح

عند التأمل في سلسلة نسب المسيح نجد أن النصارى جعلوا نسب يوسف النجار نسباً للمسيح الذي لا أب له، وليس ثمة علاقة بينه وبين يوسف النجار، ولو كان المذكور نسب مريم لكان له وجه، أما يوسف النجار فلا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير