تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا هو ما فهمه علماء المسلمين. روى البخاري (188) عن أبي هريرة (رض) أنه قال: "إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة -يعني في رواية الأحاديث عن النبي (ص) -, ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا, ثم تلى البقرة 159: 163 ... ". وروى البخاري (128) عن أنس (رض): "أن معاذ بن جبل أخبر بحديث عند موته تأثما". (أي حتى لا يحمل إثم كتمان حديث النبي"ص"). وهذا أيضا هو قول كبار المفسرين: ابن كثير 1: 618, والشوكاني في تفسيره 1: 115, ود. محمد محمود حجازي في التفسير الواضح 1 - 2 - 14, والشعراوي ص687, وغيرهم من كبار المفسرين.

15 - قوله تعالى: (واذكرن ما يتلوا في بيوتكن من آيات الله والحكمة .. ) الأحزاب 34.

أمر الله أزواج رسوله (ص) بأن يخبرن بما أنزل الله من القران في بيوتهن, وما يرين من أفعال النبي (ص) وما يسمعن من أقواله؛ حتى يصل ذلك إلى الناس, فيعملوا بما فيه ويقتدوا به. وما أمرن بذلك إلا والحجة قائمة بالأخبار التي يبلغنها, ولو كانت الحجة لا تقوم بما تبلغ الواحدة منهن عنه (ص) لكان وجوب التبليغ عليهن كعدمه, لا فائدة له ولا قيمة. وهذا باطل .. , فلزم المراد, فإن وجوب العمل مترتب على وجوب العلم كما أوضحنا سابقا.

16 - قوله تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب, هذا حلال وهذا حرام, لتفتروا على الله الكذب, إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) النحل 116.

أفادت الآية أن التحليل والتحريم بدون إذن من الله كذب على الله وبهتان عظيم. فإذا كنا والخالفين متفقين على إيجاب التحليل والتحريم بخبر الواحد الصحيح, وأننا به ننجو من التقول على الله, لأن هذا الخبر إذن من الله لنا بالتحليل والتحريم. فيلزمهم من هذا المنطلق إيجاب الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة ولا فرق, لأنها إذن من الله لنا بالتحدث في أمور العقيدة المذكورة في هذه الأحاديث. فمن ادعى التفريق فعليه الدليل والبرهان, ودون ذلك خرط القتاد وخيوط القمر.

17 - قوله تعالى: (يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا .. ) الحجرات 6. وقرأ حمزة والكسائي وخلف: (فتثبتوا) [البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة 2: 315, لشيخ القراء سراج الدين النشار (ت: 938هـ)].

وقبل أن أبين دلالة هذه الآية على المطلوب, أحب أن أبين أننا احتججنا بهذه الآية فيما نحن فيه بسبب أن الله قد تكفل بحفظ الله للشريعة والقران والسنة. فلا يصح الاحتجاج بها على إفادة شهادة الشاهد العدل العلم؛ لأن الشهادة المعينة على شيء معين لم يتكفل الله بحفظها… فافهم هذا جيدا وتأمله منصفا.

وجه الاستدلال بهذه الآية: الآية تدل على أنه إذا جاء من ليس بثقة ولا عدل بخبر, وجب علينا أن نتثبت ونتبين من صحة هذا الخبر. والآية تدل جزما وقطعا –في ضوء ما نبهنا عليه قبل هذا الشرح- على قبول خبر كل من انتفت عنه الصفات الموجبة لرد روايته وعدم الاعتداد بها كالفسق وضعف الحفظ وقبول التلقين, فالوصف بالفسق جاء في هيئة الشرط في الآية. فلزم –بمفهوم الآية والشرط المذكور فيها- أن خبر الواحد الصحيح مفيد للعلم, ولو كان لا يفيد علما لأمر الله تعالى بالتثبت حتى يحصل العلم. ومما يؤكد ما ذكرت عمل الصحابة, فمما هو معلوم بيقين عند كل علماء الحديث أن بعض الصحابة يقول: قال رسول الله (ص) كذا وكذا. في حين أن هذا الصحابي يكون قد سمعه من صحابي آخر سمعه من النبي (ص). وهذا القول "قال رسول الله" شهادة من القائل وجزم بأن النبي (ص) قد قال هذا. ولو كان خبر الواحد لا يفيد العلم القطعي لكان الصحابي شاهدا على رسول الله (ص) بغير علم. وهذا لا يقوله مسلم. [وانظر بعضا من هذا الكلام في إعلام الموقعين 2: 394]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2005, 12:48 ص]ـ

جهد مشكور أخي الكريم، فجزاك الله خيراً

وحقيقة أني أتعجب ممن يقول بعدم إفادة خبر الواحد اليقين؛ لكثرة الأدلة التي تبطل هذا الحكم.

وما قولكم شيخنا الحيب وفقكم الله في قول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله - تعليقاً على نخبة الفكر للحافظ ابن حجر -: (وهذا الذي ذكره الحافظ رحمه الله موافق لما نقلناه عن الإمام ابن عبد البر والعلامة النووي رحمة الله عليهما في بيان أن الخلاف إنما هو في إفادة أخبار الآحاد العلم والقطع، أما الاحتجاج بها ووجوب العمل بها إذا صحت أسانيدها فأمر مجمع عليه بين أهل العلم.)

المصدر ( http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=kb00004)

ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[09 Jul 2005, 04:22 م]ـ

قولك "وما قولكم شيخنا الحبيب " ..... أنا لست بشيخك أخي الحبيب, إنما أنا مازلت أحبوا في رحاب الشريعة السمحة, فهي بحر لا يدرك غوره, ولا تنفد درره, ولا تنقضي عجائبه.

أما ما ذكرته فسوف أجيب عنه لاحقا؛ لانشغالي ببعض الأمور. وأؤكد على أنه يفيد العلم ((اليقيني والفطعي)) والعمل.

ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[10 Jul 2005, 05:57 م]ـ

أين تعليقاتكم أيها الإخوة الأحباب .... ؟؟!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير