تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفعل الذي هو حيلة على محارم الله، فقلبهم الله قردة خاسئين، قال الله تعالى: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون} (سورة الأعراف: 163) وقال عز وجل: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين، فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين} (سورة البقرة: 65،66) فانظر كيف يسر الله لهم هذه الحيتان في اليوم الذي منعوا من صيدها فيه، ولكنهم - والعياذ بالله - لم يصبروا، فقاموا بهذه الحيلة على محارم الله.

انظر إلى ما حصل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حيث ابتلاهم الله تعالى وهم محرمون بالصيود المحرمة على المحرم فكانت في متناول أيديهم ولكنهم - رضي الله عنهم - لم يجرؤوا على شيء منها قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} (سورة المائدة: 94) كانت الصيود في متناول أيديهم يمسكون الصيد العادي باليد وينالون الصيد الطائر بالرماح فيسهل عليهم جداً، ولكنهم - رضي الله عنهم خافوا الله عز وجل فلم يقدموا على أخذ شيء من الصيود.

وهكذا يجب على المرء إذا هيئت له أسباب الفعل المحرم أن يتقي الله عز وجل وأن لا يقدم على فعل هذا المحرم، وأن يعلم أن تيسير أسبابه من باب الابتلاء والامتحان، فليحجم وليصبر، فإن العاقبة للمتقي.

7 - حكم إيقاد السرج على القبور [7]:

المقبرة التي لا يحتاج الناس إليها كما لو كانت المقبرة واسعة، وفيها موضع قد انتهى الناس من الدفن فيه فلا حاجة إلى إسراجه، أما الموضع الذي يقبر فيه فيسرج ما حوله فقد يقال: بجوازه لأنها لا تسرج إلا بالليل فليس في ذلك ما يدل على تعظيم القبر بل اتخذت للحاجة. ولكن الذي نرى المنع مطلقاً للأسباب الآتية:

السبب الأول: أنه ليس هناك ضرورة.

السبب الثاني: أن الناس إذا وجدوا ضرورة لذلك فيمكنهم أن يحملوا سراجاً معهم.

السبب الثالث: أنه إذا فتح هذا الباب فإن الشر سيتسع في قلوب الناس ولا يمكن ضبطه فيما بعد.

أما إذا كان في المقبرة حجرة يوضع فيها اللبن ونحوه، فلا بأس بإضاءتها لأنها بعيدة عن القبور، والإضاءة داخلة لا تشاهد.

وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة؟

وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا الشرك البين واجباً؟

لقد أسمعت لو ناديت حياً == ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو ناراً نفخت بها أضاءت == ولكن أنت تنفخ في رماد


الهوامش
(1) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – المجلد الثاني / السؤال رقم 308
(2) فتاوى نور على الدرب للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – السؤال رقم 116.
(3) أنظر: فتاوى نور على الدرب للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – السؤال رقم 117 (بتصرف).
(4) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – المجلد الثاني / السؤال رقم 242
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – المجلد الأول / فتوى رقم 5339
(5) فتاوى نور على الدرب لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – السؤل رقم 128
(6) من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – منقول من موقع الشبكة الإسلامية:
http://www.islamweb.net/aqeda/fatawe_alaqeda/7.htm
(7) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – المجلد الثاني / السؤال رقم 298

ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[26 Jul 2005, 06:37 ص]ـ
أحببت التنبيه على أني قمت بتعديل الموضوع الأصلي في موقعي وأضافة هذه الخاتمة:

وفي الختام: أنقل كلمة للعلامة الشوكاني رحمه الله تعالى في كتابه القيم "نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار" {4\ 102} معلقاً على حديث أبي الهياج الأسدي عن عليٍّ رضي الله عنه قال: ألا أبعثُك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدعْ تِمثالاً إلا طَمَستَه ولا قبراً مشرفاً إلا سوَّيته. (أخرجه مسلم).

قال رحمه الله: (( ... ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولاً أوّليّاً القُبب والمشاهد المعمورة على القبور وأيضاً هو من اتخاذ القبور مساجد, وقد لعن النبيّ صلى الله عليه وسلم; فاعل ذلك كما سيأتي.

وكم قد سرّي عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الإسلام ,

منها: اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام , وعَظُم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضرر فجعلوها مقصداً لطلب قضاء الحوائج وملجأ لنجاح المطالب وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم , وشدّوا إليها الرحال وتمسحوا بها واستغاثوا.

وبالجملة فإنهم لم يدعوا شيئاً مما كانت الجاهلية تفعله بالأصنام إلا فعلوه؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ومع هذا المنكر الشنيع والكفر الفظيع لا نجد من يغضب لله ويغار حمية للدين الحنيف لا عالماً ولا متعلماً ولا أميراً ولا وزيراً ولا ملكاً.

وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيراً من هؤلاء المقبورين أو أكثرهم إذا توجهت عليه يمين من جهة خصمه حلف بالله فاجراً , فإذا قيل له بعد ذلك: احلف بشيخك ومعتقدك الوليّ الفلاني تلعثم وتلكأ وأبى واعترف بالحق.

وهذا من أبين الأدلة الدالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال: إن الله ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة.

فيا علماء الدين ويا ملوك المسلمين أيّ رزء للإسلام أشد من الكفر وأيّ بلاء لهذا الدين أضرّ عليه من عبادة غير الله؟

وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة؟

وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا الشرك البين واجباً

لقد أسمعت لو ناديت حياً == ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو ناراً نفخت بها أضاءت == ولكن أنت تنفخ في رماد)) أ. هـ

فيا لها من كلمات عجيبة خرجت ممن عرف خطورة الشرك بالله تعالى، والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير