الحادي عشر: تذكر طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي شهرنا مرة أخرى تذكر طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي هذا الشهر مرة أخرى، أشهر طويلة عديدة مديدة ستبقى حتى يأتي الشهر مرة أخرى هذا التذكر يبعث إلى ازدياد النشاط ومضاعفة العبادة وترك الكسل ونفض الغبار والقيام لله رب العالمين.
الثاني عشر: ابتغاء وجه الله في هذا الصيام قال-صلى الله عليه وسلم- (من صام يوماً في سبيل الله-يعني: صابراً ومحتسباً، وقيل في الجهاد-باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفاً) وقال (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله من جهنم مسيرة مئة عام) وقال (من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض) وقال (من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفاً).
وثانياً أيها المسلمون: إن الاجتماع لقيام الليل لم يشرع إلا في رمضان وصلاة التراويح هذه عبادة جليلة ينبغي أن تعطى حقها، هذا القيام لابد أن يقام بحقه، التبكير إلى المساجد وعدم تضييع صلاة العشاء في الجماعة الأولى والفرض أهم من النفل.
ثانياً: أن لا يكون تقصد مساجد معينة للصلاة فيها من أجل جمال الصوت فقط وحسن النبرة وإنما ينبغي أن يكون الالتذاذ بسماع كلام الله وفهمه أعظم من الاستلذاذ بسماع صوت القارئ ولحنه، ينبغي أن يكون الالتذاذ بسماع كلام الله وفهمه أكبر وأعظم من الاستلذاذ بسماع صوت القارئ ولحنه، وهذه نقطة مفقودة عند كثير ممن يسعون ويجرون ويتنقلون في المساجد، ونريد من المسلمين أن يعقلوا كلام الله، ولا بأس بأن يقبلوا على صاحب الصوت الحسن فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنه، والتفاعل مع الألحان أكثر مما يتفطنون للمعاني ومعرفة فقه هذا القرآن وهو يتلى على مسامعهم.
ثالثاً: استحضار القلب عند الآيات الرحمة .. العذاب .. الثواب .. العقاب .. القصص .. الأمثال .. أه وال القيامة .. ذكر أسماء الرب وصفاته-جل وعلا- فينبغي أن تكون الأذان حاضرة للإيصال هذا إلى القلوب الحاضرة الحية لينبعث تذكر ويحدث التفاعل مع سماع هذه الآيات، ونظرة إلى بعض الناس الذين يخشعون في الذكر و لا يخشعون في الدعاء ما لا يخشعون في التلاوة و لا في سماع كلام الله ... أمرٌ عجيب! يتعجب المسلم من حالهم! فينبغي أن يُعرَفَ قدر الكلام ... وقدر الكلام بقدر المتكلم كلام الله لا شيء أعلى منه، كلام الله لا شيء أحلى منه، و كلام الله لا شيء أجل منه و لا أدعى على التقبل و لا التذكر و لا التأثر و لا الخشوع لا شيء أدعى من كلام الله إلى كل ذلك.
رابعاً: عدم رفع الصوت بالبكاء و النحيب و الصياح
كان صلى الله عليه و سلم يصلي و في صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء كما تغلي القدر بهذا الصوت المكتوم كان صلى الله عليه و سلم يبكي في صلاته. فالإخلاص في كتم البكاء والصياح وعدم الزعيق ورفع الصوت. بكاء القلب أهم! كان بكاء السلف في الصلاة نشيجاً ودموعاً تسيل، وربما يبكي أحدهم تسيل دموعه ولا يشعر من بجانبه. هذا هو الإخلاص لا صياحاً و لا صراخاً ... لا صياحاً و لا صراخاً ... عليك بالتأثر الذي لا يشعر به الناس.
ثالثاً: السحور
عبادة جليلة يغفل عنها الكثيرون و ينامون عنها وعن صلاة الفجر!، ومع الأسف نجد قلة عن المتوقع في صلاة الفجر في رمضان والسبب من الأسباب عدم الاستيقاظ للسحور، السحور بركة كما قال صلى الله عليه وسلم عليكم بهذا السحور فإنه هو الغداء المبارك هلم إلى الغداء المبارك - يعني السحور - نعم السحور التمر ... السحور هذه الأكلة بركة فلا تدعوه قال صلى الله عليه و سلم (فلا تدعوه و لو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين فصل ما بين صيامنا و صيام أهل الكتاب أكلة السَحَر). فاعتني بالسحور
أولاً: لأن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين.
ثانياً: لأن فيه بركة.
ثالثاً: لأن فيه مخالفة لأهل الكتاب و يجب أن نخالف اليهود و النصارى
رابعاً: أنه أعون على الصيام
خامساً: أنه أضمن لأداء صلاة الفجر
فعليك به يا عبد الله و لا تُفَوِّته ... كيف و هو بركة! فيه بركة ما لا يوجد في غيره من الوجبات.
¥