تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و عليكم كذلك بالحرص على تفطير الصائمين في الداخل و الخارج (من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء) ... من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء ... احرص على إطعامه ... وإشباعه ... و إيصال الطعام إليه بغير منة ولا أذى، وإنما تحمد ربك أن هيأ لك الفرصة لأن يطعم الصائم من طعامك ويشرب من شرابك. فليست الولائم التي تقام لتفطير الصائمين مجالاً للترح ولا للبذخ ولا للأشر والبطر ولا للفخر والخيلاء ... و إنما هي مجال لأن تتواضع لله و تشكره أن هيأ لك هذا العدد من الناس ليفطروا عندك و يأكلوا من طعامك. وتذكر خوانك المسلمين في أقاصي الأرض ممن لا يجدون طبقاً واحداً من الأطباق التي تزخر بها مائدتك ... فاتق الله يا عبد الله!

و كذلك من الوصايا ... تلاوة القرآن العظيم في هذا الشهر، و سيأتي له تفصيل إن شاء الله.

و من الوصايا: قوموا إلى نسائكم ... قوموا إلى نسائكم يا أيها المسلمون ... يا أيها الرجال ... قوموا إلى نسائكم فعلموهن كيفية الصيام و آداب الصيام. قوموا إلى نسائكم اللاتي يأتين إلى المساجد فعلموهن أموراً ومنها:

صلاة المرأة في بيتها خير لها ... قال صلى الله عليه و سلم (و بيوتهن خير لهن) ... قال لأم حميد زوجة أبا حميد الساعدي (قد علمت أنك تحبين الصلاة معي) ثم قال لها (وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي) بين لها أن الصلاة في قعر بيتها خير لها من الصلاة في المسجد، وكلما كانت أعمق في البيت كلما كان أفضل وصلاتها في مسجد قومها خير لها من الصلاة في المسجد النبوي! النبوي! المسجد النبوي. ولكن إن أرادت المرأة أن تذهب إلى المسجد، فلا تمنعوا إماء الله مساجد الله و قد جاء الجمع بين الفقرتين في حديث واحد (لا تمنعوا نساءكم المساجد، و بيوتهن خير لهن).علموهن هذه المسألة.

ثانياً: قوموا إلى نسائكم فأمروهن بالحجاب. الحجاب يا أيها الرجال المسلمون ... يا أرباب الأسر ... يا أيها الرعاة الذين يرعون شؤون العائلة أنتم المسؤولون أمام الله كل واحد توجد امرأته في الشارع حاسرة مقصرة في الحجاب سواء كان قصيراً أولا يستر الوجه والبدن أو شفافاً أو ضيقاً فهو المسؤول عنها. وهو الذي يشاركها في الإثم قطعاً وهو الساكت عن الحق، و هو الشيطان الأخرس، وهو الذي أقر الخبث في أهله. هو الذي أقر فيهم السوء و هو الذي يراها تمشي ولا ينكر، وهو الذي يراها تسفِر و لا يغيّر. فتباً لمعاني الرجولة كيف اضمحلت في نفسه وكيف نقص الإيمان وكيف زال التأثر بقول الله {قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة} وقودها الناس – أنفسهم – والحجارة. هؤلاء هم وقودها. كيف ترضى أن تخرج امرأتك و لو إلى المسجد في حالة من قلة الحياء والحجاب والتقصير في اللباس الشرعي ... لو ظهرت أظافرها مقصرة وأنت ساكت فأنت آثم و مشارك في العدوان وفتنة المسلمين. لو ظهرت أظافرها وأنت ساكت وأنت تعلم فأنت مشارك في الإثم والعدوان. كان النساء في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلاة يخرجن متبذلات بعيدات كل البعد عن الزينة – متلفعات بالأكسية، لا يعرفن من الغَلَس ... لا يعرفن ... كأنهن غِربان ... أسود في أسود لا يرى منها شيء.

والآن زوجاتنا، بناتنا، أخواتنا، وحتى أمهاتنا ... كثير من المسلمين يعيشون حالة عجيبة من التقصير ونندهش من هذا الشهر الذي هو فرصة للتوبة و التغيير ... كيف لم يحدث فيه تغير في الحجاب؟ زينة وماكياج وبهرجة وتجمل ولبس أحسن الثياب وتبخر وتطيب وخلوة بالسائق وهذا الزوج الذي يقر الخبث في أهله ... هؤلاء الناس رجالاً و نساءً ما موقفهم أمام الله والسيئة تضاعف في رمضان ما لا تضاعف في غيره؟ تضع حجابها في السيارة فإذا نزلت إلى المسجد لبسته، كحال الرجل الذي يحمل معه المشلح، فإذا وصل إلى مكان الوليمة الرسمية نزل فترجّل فلبس المشلح ودخل! و هكذا يفعل هؤلاء أو بعض هؤلاء ورجالهم في غيهم ساجرون ... ورجالهم في سبل الشيطان ماشون منهمكون. (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)! تقول: ما علاقتنا؟ ما علاقتك؟ {قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة}

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير