وكتاب محمد الطاهر بن عاشور: علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه، تأليف إياد خالد الطباع، وكتاب الصداقة بين العلماء لكاتب هذه السطور.
وقد كتبت هذه النبذة استجابة لطلب رواد منتدى ملتقى أهل التفسير الكرام؛ فآمل أن تحوز على رضاهم وقبولهم.
ومن الطريف أنني لما هممت بكتابة هذه اللطائف رأيت الشيخ العلامة ابن عاشور في المنام، وذلك يوم السبت 19 رمضان 1426هـ حيث رأيته وهو يقرأ في مجمع في كتابة حررها، وهي مكتوبة في صحف كبيرة أمامه.
ولما انتهى سلمت عليه، وأخبرته بمحبتي له، ودعائي له، وذكرت له أننا نترَّوى كلامه، ونحفظ بعض أشعاره، وقلت له بعضها ومن ذلك أبياته التي بعثها إلى الخضر والتي مضى ذكرها والتي يقول في مطلعها:
بعدت ونفسي في لقاك تصيد = فلم يغن عنها في الحنان قصيدففرح، وكان بجانبه سائل يسأل مالاً، فأقبل علي وقال لمن معه أعطوه – يعنيني – موعاً بعد العصر.
ثم ركب في سيارته، ولم أعرف ممن معه إلا رجلاً اسمه سليمان الغنيم.
فقلت: لعل ذلك سلامة وغنم لنا جميعاً وللشيخ.
رحم الله ابن عاشور، ورفع منزلته، وجزاه خير الجزاء على ما قدم، وتجاوز عنه بلطفه وكرمه.
وجزى القائمين على هذا الملتقى ورواده خير الجزاء على حسن طرحهم، وسمو أدبهم.
الزلفي
21/ 9/1426هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- النظارة: هي الهيئة المشرفة على التعليم.
[2]- تفسير التحرير والتنوير 30/ 636 - 637.
[3]- يعني بالأمد الأسمى: خدمة الدين، والقيام بالدعوة، ومحاربة الاستعمار.
[4]- الوزير: هو محمد العزيز بو عتَّور (1240 - 1325) جد ابن عاشور، من كبار رجال السياسة والعلم في تونس، والبيت إشارة إلى أول لقاء بين الخضر وابن عاشور.
[5]- نباكر: نأتي مبكرين، والمعهد: جامع الزيتونة، والحميا: شدة الغضب وأوله، ويعني به هنا: النشاط، ويريد بالسقاة: أساتذة المعهد وما كان لهم من مهابة وإجلال في قلوب المتعلمين.
[6]- النجاد: ما ارتفع من الأرض، والوهاد: ما انخفض منها.
[7]- معنى البيت يقول: إن حالي في بعدي عن هذين الصاحبين كحال رجل عاش في نعيم، ثم تحول عنه إلى صحراء جرداء لا نعيم فيها ولا خِصَب؛ فماذا ستكون حاله؟ إنها حال بؤس وشقاء، ولو أنه عاش في أول أمره في شظف عيش لهان عليه الأمر؛ فحال هذا المترف الذي تقلب في النعيم ثم تحول عنه إلى الشقاء كحالي مع صاحبيَّ؛ فبينما أنا أعيش في أنس وسرور ونعيم بسبب قربي منهما، وأُنْسي بهما إذا بي بعيد عنهما، حزين لفراقهما.
وهذا تشبيه بديع رائع.
[8]- يعني أن ابن عاشور عاش في بيت غنى وعزٍّ، ولم يثلم ذلك من عزيمته، ولم ينل من همته، وهذا دليل كمال ومروءة.
[9]- يعني أن توليه للتدريس مؤذنة لأن يتولى القضاء.
[10]- يعني أن هذا الرجاء قريب كالمعطوف بأداة العطف (الفاء) التي تفيد التعقيب لا بـ (ثم) التي تفيد الترتيب والتراخي.
[11]- معنى الأبيات الثلاثة الأخيرة يقول: إذا لحظت في أبياتي هذه ضعفاً فلا تلمني؛ فالفرقة لها أثرها على القريحة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Oct 2005, 11:48 م]ـ
نفع الله بك وبعلمك شيخنا الكريم، وجزاك الله خيراً على هذه الدرر التي تتحفنا بها بين الفينة والأخرى.
وتفسير ابن عاشور يعد بحق من أفضل التفاسير. وفيه من النفائس والدرر ما لا يوجد في غيره.
وصدق من قال: كم ترك الأول للآخر؟
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[25 Oct 2005, 08:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الترجمة وما فيها من لطائف
عن هذا العلم العالم وبارك الله فيكم
ـ[مرهف]ــــــــ[25 Oct 2005, 02:35 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الترجمة الماتعة المفيدة وعوض المسلمين خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2005, 03:05 م]ـ
أحسن الله إليك يا دكتور محمد على هذه الترجمة الماتعة، ونحن نحب الشيخ محمد الطاهر رحمه الله في الله، لما انتفعنا به من كتبه دون استثناء، وأسأل الله أن يوفقك لكل خير، وقد قام صديقي الأخ علي با وزير بجمع مقالات الطاهر بن عاشور في كتاب كبير سماه (الجمهرة - مقالات العلامة محمد الطاهر بن عاشور) ولعله يصدر قريباً بإذن الله، وقد سبق نشر بعض المقالات منه في الملتقى والشبكة. وقد سعدت كثيراً عندما رأيت عنايتكم بمقالاته أيضاً سددكم الله وأحسن إليكم.
ـ[النجدية]ــــــــ[01 Jul 2010, 08:08 ص]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Jul 2010, 08:55 ص]ـ
بحث ماتع حقا ولكن الذي اعرفه ان اول من كتب تفسيرا كاملا في هذا العصر من بلاد المغرب هو الشيخ محمد بن يوسف اطفيش الجزائري والله اعلم