[قصيدة: دار الحبيب أحق أن تهواها]
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[16 Apr 2009, 12:03 ص]ـ
دار الحبيب أحق أن تهواها
قال الشيخ أبو محمد عبد الله بن عمر بن موسى البسكري المغراوي
فيما أورده الشيخ أبو بكر المراغي في كتابه تحقيق النصرة
دار الحبيب أحق أن تهواها= وتحن من طرب إلى ذكراها
وعلى الجفون متى هممت بزورة= يابن الكرام عليك أن تغشاها
فلأنت أنت إذا حللت بطيبة =وظللت ترتع في ظلال رباها
مغنى الجمال منى الخواطر والتي= سلبت عقول العاشقين حلاها
لا تحسب المسك الزكي كتربها =هيهات أين المسك من رياها
طابت فإن تبغ التطيب يا فتى= فأدم على الساعات لثم ثراها
وابشر ففي الخبر الصحيح مقرراً= أن الإله بطابة سماها
واختصها بالطيبين لطيبها= واختارها ودعا إلى سكناها
لا كالمدينة منزل وكفى لها= شرفاً حلول محمد بفناها
حظيت بهجرة خير من وطئ الثرى= وأجلهم قدراً فكيف تراها
كل البلاد إذ ذكرن كأحرف= في اسم المدينة لا خلت معناها
حاشا مسمى القدس فهي قريبة =منها ومكة إنها إياها
لا فرق إلا أن ثم لطيفة =مهما بدت يجلو الظلام سناها
جزم الجميع بأن خير الأرض ما= قد حاط ذات المصطفى وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت =كالنفس حين زكت زكا مأواها
وبهذه ظهرت مزية طيبة= فغدت وكل الفضل في معناها
حتى لقد خصت بروضة جنة= الله شرفها بها وحباها
ما بين قبر للنبي ومنبر =حيا الإله رسوله وسقاها
هذي محاسنها فهل من عاشق= كلف شحيح باخل بنواها
إني لأرهب من توقع بينها =فيظل قلبي موجعا أواها
ولقلما أبصرت حال مودع= إلا رثت نفسي له وشجاها
فلكم أراكم قافلين جماعة= في إثر أخرى طالبين سواها
قسماً لقد أذكى فؤادي بينكم= ناراً وفجر مقلتي مياها
إن كان يزعجكم طلاب فضلية= فالخبر أجمعه لدى مثواها
أو خفتم ضراءها فتأملوا= بركات بلغتها فما أزكاها
أف لمن يبغي الكثير لشهوة =ورفاهية لم يدر ما عقباها
والعيش ما يكفي وليس هو الذي= يطغي النفوس ولا خسيس مناها
يا رب أسأل منك فضل قناعة= بيسيرها وتحببا لحماها
ورضاك عني دائماً ولزومها =حتى توافى مهجتي أخراها
فأنا الذي أعطيت نفسي سؤلها= وقبلت دعوتها فيها بشراها
بجوار أوفى العالمين بذمة =وأعز من بالقرب منه يباهى
من جاء بالآيات والنور الذي= داوى القلوب من العمى فشفاها
أولى الأنام بخطة الشرف التي =تدعى الوسيلة خير من يعطاها
إنسان عين الكون سر وجوده= ياسين اكسير المحامد طه
حسبي فلست أفي بذكر صفاته =ولو أن لي عدد الحصى أفواها
كثرت محاسنه فأعجز حصرها= وغدت وما يلغي لها أشباها
إني اهتديت من الكتاب بآية= فعلمت أن علاه ليس يضاهى
ورأيت فضل العالمين محددا= وفضائل المختار لا تتناهى
كيف السبيل إلى تقصي مدح من= قال الإله له - وحسبك جاها -:
(إن الذين يبايعونك إنما = ـ فيما يقول - يبايعون الله)
هذا الفخار فهل سمعت بمثله= واها لنشأته الكريمة واها
صلوا عليه وسلموا فبذلكم= تهدى النفوس لرشدها وغناها
صلى عليه الله غير مقيد= وعليه من بركاته أنماها
وعلى الأكابر آله سرج الهدى= أحبب بعترته ومن والاها
وكذا السلام عليه ثم عليهم =وعلى عصابته التي زكاها
أعني الكرام أولي النهى أصحابه= فئة التقى ومن اهتدى بهداها
والحمد لله الكريم وهذه= نجزت وظني أنه يرضاها ?