(وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) الرزق يهبه الوهاب.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[23 Apr 2009, 05:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
{كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى} (العلق:6)
{أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} (العلق:7)
{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} (القصص:78)
{فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (الزمر:49)
هذه الظاهرة ظاهرة غريبة على أهل الإيمان والإحسان ....
وليست غريبة على طبع الإنسان.
تحدثني بعض الأخوات عن همومهن وأقف مندهشة حيرى ...
يتملكني شعور بالعجب والاستغراب ...
في مرحلة الشباب تتزوج البنات واحدة تلو الأخرى ...
فمن جاءها نصيبها الذي كتبه الله لها توكلت على الله وتزوجت ....
ومنهن من ينتظرن وما بدلن تبديلا، ثبتهن الله ....
والعجب كل العجب من الأخت التي يرزقها الرزاق زوجا وينعم عليها بإحسانه فتسيء لأخواتها التي لم يرزقن بعد ... !
تبدأ هذه الأخت في إرسال النصائح لأخواتها ظاهرها فيها الرحمة وباطنها فيها العذاب ..
أنتي يتقصك كذا ... وافعلي كذا .... وقد تنبزها بالألقاب ... [بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ] ..
مع أنها هي نفسها كانت تعاني، وتعرف أن هذا الكلام لا ينبغي وأن الرزق من الرزاق، ولعمري لو سمعت ما يقوله الناس عنها لما ظنت أن الله يرزقها، فمن تركه الناس في حاله.
من شكر النعم أن لا نغضب المنعم الذي لا ينظر إلى صورنا ونقصنا عندما يرزقنا، بل يرحمنا ويعطينا .. ، وبعد كل هذا نؤذي أخواتنا الصابرات المحتسبات، ويعلم الله أنهن لا ينقصهن شيء لينعم عليهن المنعم.
أتريدين أختي أن تفتني أخواتك عن دينهن ..
أتريدين أختي أن تحزني المؤمنات وتشككي في قدرة رب البريات.
فمن نحن جميعا لننتقد ونحاسب ونحزن، كلنا خلق الله والله يرزق من يشاء لمن يشاء.
رفقا أختي رفقا بأخواتك ..
هناك في البيوت أخوات متعهن الله بنعم، لو وزعت على بعض المتزوجات لكفتهن، لكن لله في خلقه شؤون.
وهناك من لو جمع لها جميع أزواج أخواتها لما التفتت لواحد منهم، لأنها كتبت لواحد، الله يعلمه وهي لا تعلم الغيب.
وبعضهن هداهن الله، تقول لأختها افعلي كذا لتتزوجي، قد فعلت فلانة كذا وتزوجت، أو فلانة صار لها هذا الموقف وتزوجت، أصنعي أنتي هذا الموقف، هل تريدين أن تحثي أختك على هذه الأفعال وهي لا تليق بها!، وهل فعلت أنتي ذلك! أم أن شين الأفعال والإذلال تريدينه لأختك، يا أختي المؤمن عزيز على ربه.
تقول لها: لا أنتي تزوجي رجل مستواه أقل في الصلاح فالرجال الصالحين نوادر، سبحان الله.
هل هذه نظرتك لأختك , وما تستحق، أأنت أعلم بما تستحق أم ربها، وقد يزيدها الله من فضله أتسمحين!
أم أن ربها لا يستطيع أن يهبها ما تريد وزيادة! أستغفر الله.
والمشكلة أن بعض المتزوجات يعتقدن أن أخواتهن اللآتي لم يكتب لهن الزواج بعد، سيصبن بالجنون أو ينتقمن من العالم، وربما ينحرفن.
مهلا مهلا ..
أنتي قبل الزواج كنتي عفيفة وطاهرة، فمن كان يعفك ويسترك، دينك أليس كذلك ..
وهل تغير شيء بعد الزواج، نعم الزواج فيه إعفاف ورزق وتثبيت أكثر وتحصين للمؤمن ..
لكن من لم يعفها دينها لن يعفها شيء.
وها هي زوجة العزيز وبنص القرآن ... امرأة كبيرة ومتزوجة، ربما عاشت سنين مع زوجها، ما فعلت؟!
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} (يوسف:30)
فعلا لا يملأ عين ابن آدم إلا التراب.
أختي أحمدي الله على رزقه، وإن الشكر لتحفظ به النعم، ومن شكر الله أن لا نعصيه وما أشأم أذية الخلق على العبد.
فلابد أن لا نجعل أنفسنا رهائن زلات اللسان.
وحافظي أختي على أذكار الصباح والمساء.
أسأل الله أن يهبنا السداد في القول والعمل، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم آمين.
والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.